أكد عادل تاعرابت، مهاجم المنتخب الوطني، أن الاستعدادات مرت في ظروف جيدة مبرزا أنها كافية بعد المجهود الكبير الذي بذلته كل العناصر الوطنية من أجل أن تكون في الجاهزية المطلوبة. وأوضح تاعرابت في حواره مع « المساء» أن اللاعبين لم يحسوا بالغربة بفضل الدعم الكبير والمساندة القوية للجماهير المغربية التي حضرت جميع الحصص الإعدادية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن لاعبي المنتخب على علم بحجم انتظارات الشعب المغربي الذي يضع التتويج باللقب نصب أعينه. ولم يخف تاعرابت صعوبة المهمة التي وصفها ب»غير السهلة» وذلك بالقدر الذي شدد فيه على أن جميع الحظوظ متساوية لكون المنتخبات المتأهلة بلغت النهائيات عن جدارة بعد إزاحتها لمنتخبات متمرسة اعتادت لعب أدوار طلائعية في المسابقة. - كيف مرت تحضيرات المنتخب الوطني لكأس إفريقيا بماربيا ؟ الأمور سارت معنا على نحو جيد والمعسكر كان ناجحا بجميع المقاييس خصوصا أننا كنا مدعمين من طرف جماهيرنا التي حجت بقوة لمساندتنا وتحفيزنا على تقديم عطاء أفضل، وهو ما لم يحسسنا البتة بأننا خارج المغرب بفضل الدفء الذي خصتنا به، ولله الحمد الأمور تسير في الطريق الصحيح نتيجة العمل الكبير للطاقم التقني وكذا المجهودات التي قام بها اللاعبون من أجل التحضير بالشكل المطلوب حتى نكون عند حسن ظن الجماهير المغربية، لأننا نعي جيدا أنها تنتظر منا الشيء الكثير بعد الوجه الذي ظهرنا به، خصوصا في المباريات التي خضناها بمدينة مراكش. - هذا يعني أن الأسود في أتم الاستعداد؟ هذا مما لا شك فيه، لقد قضينا أياما من الاستعداد الجدي قدمنا على امتدادها كل ما في وسعنا بهدف أن يكون التحضير بالشكل الذي يخول لنا التوقيع على مشاركة مميزة نتمنى أن نبلغ خلالها أدوارا متقدمة حتى تكبر آمالنا وتتضاعف طموحاتنا في اعتلاء منصة التتويج وإهداء الكأس القارية للمغاربة، وهو ما لا يعني بتاتا أننا لا ندرك جيدا حجم الصعاب والإكراهات التي تنتظرنا على اعتبار أن جميع المنتخبات المنافسة تضع بدورها عينها على اللقب، وهو ما يوحي بمباريات قوية، وحده من سيستعد لها بالشكل الأمثل ويحسن التعامل مع أطوارها من سيكون الحظ حليفه للظفر بها، فضلا عن كونا ندرك، أيضا، الصعاب الأخرى التي تنتظرها والتي يأتي في مقدمتها عامل المناخ. - وماذا عن المواجهة الأولى أمام المنتخب التونسي؟ فعلا تنتظرنا بداية قوية سنواجه خلالها منتخب تونس في مباراة ديربي ستكون قمة بكل امتياز، وسنعمل جاهدين على حسم دقائقها لصالحنا للظفر بالنقاط الثلاثة خصوصا في ظل الإجماع على كون المنتخب الوطني الأقوى حاليا على المستوى المغاربي، وذلك حتى نقص شريط المنافسة بالشكل الأفضل، ما سيمنحنا، دون أدنى شك، جرعات إضافية من الثقة ستكون خير مدعم لنا لخوض باقي المباريات على النحو ذاته. - الكأس القارية باتت مطمح المغاربة، هل تدركون قيمة هذا المطمح الذي أضحى ضرورة ملحة؟ نعي جيدا أننا نتوفر على جمهور كبير يعشق منتخبه بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك بالقدر الذي ندرك فيه أن الظفر باللقب هو مطلب جماهيري وهدف الساعة، وهو ما سيدفعنا للعمل أكثر ومضاعفة المجهودات حتى نكون عند حسن ظنها، خصوصا أنها تراهن علينا كثيرا لتسيد القارة من خلال إزاحة كل المنتخبات التي ستكون في طريقنا، ندرك أن الأمر سيكون صعبا للغاية ولن يكون بالسهولة المنتظرة. - تخوضون التداريب في درجات منخفضة نوعا ما في وقت ستدور فيه المباريات في حرارة من المرتقب أن تكون مرتفعة، ألا يؤرقكم هذا الأمر؟ لقد تعودنا على مثل هذه الظروف وأعتقد أنه بمجرد وصولنا إلى الغابون سينجح اللاعبون في التأقلم بسرعة مع هذه الأجواء قبل انطلاق المباراة بيومين أو ثلاثة، نعي جيدا حجم هذا الإكراه لكن بالعزيمة والرغبة يمكننا تحدي العراقيل ومجابهة الصعاب التي من المنتظر أن تعترض طريقنا، نتوفر على مجموعة مكونة من لاعبين سبق لهم اكتشاف خبايا المسابقة القارية في أطوارها النهائية وأخرين خبروها من خلال المباريات الإقصائية التي خاضوها، والتي أكسبتهم المزيد من الخبرة والتجربة وستساعدهم لا محالة في المباريات التي تنتظرنا. - وما هي قراءتك للمجموعة التي تضم المغرب؟ أولا دعني أوضح لكم على أن من يرغب في الذهاب بعيدا يجب عليه مواجهة جميع المنتخبات التي تضعها القرعة في طريقه، ومفتاح تحقيق هذا الهدف هو الاستعداد البدني والتقني والتحضير الذهني، فضلا عن ضرورة خوض كل المباريات بالجدية ذاتها بعيدا عن الغرور والاستصغار لأنه ولى زمن المنتخبات الضعيفة، وكل المنتخبات التي نجحت في التأهل إلى النهائيات تستحق أن يضرب لها ألف حساب والدليل أنها هي من نجحت في إقصاء منتخبات كبيرة اعتادت تسيد المسابقة، وعليه فنحن مطالبون بالتركيز الكبير خلال كل فترات المباريات وتفادي ارتكاب الأخطاء التي قد تكلفنا الشيء الكثير، علاوة على العمل على استغلال أنصاف الفرص وتقوية النجاعة الهجومية، نحن ندرك حجم الاكراهات التي تنتظر كما ندرك، أيضا، ما يتوجب علينا فعله رغم أن المهمة، كما أشرت إليها، لن تكون بالسهولة المنتظرة.