بهدوء كبير وتفاؤل شديد تحدث الكوثري عن حظوظ المغرب في نهائيات كأس أمم إفريقيا، مشيرا إلى أن "الأسود" يتوفرون على مدرب في المستوى ولاعبين موهوبين ويستعد في أجواء قال إنها سليمة وصحية يغلب عليها طابع الإحساس بجسامة المسؤولية الملقاة على العناصر الوطنية من أجل الذهاب بعيدا في المسار القاري. وأوضح الكوثري في حواره مع" المساء" أن الحديث عن اللقب أمر سابق لأوانه مبرزا أن تحديد هوية البطل ستتضح من خلال المباريات ومردود كل منتخب على حدة، وهو ما لم يمنعه من التأكيد على أن العناصر الوطنية لها من المؤهلات ما يخول لها العودة باللقب إلى المغرب. وقلل الكوثري من المخاوف التي رافقت عملية اختيار مركز ماربيا لإقامة معسكر الأسود بحكم اختلاف وتباين مناخها ذي الخصائص المتوسطية مع الأجواء الاستوائية التي ستدور فيها المنافسات، معللا ذلك بكون غيريتس مدرب كبير ومحترف وهو يعي جيدا ما يقوم به. وشدد الكوثري على كون مباراة تونس تعتبر مفتاح التأهل إلى الدور الموالي، فضلا عن كونها مباراة ديربي مغاربي قال إنه سيشهد تنافسا كبيرا لرغبة كل طرف في إنهائه لصالحه، دون أن تفوته الفرصة للتعبير عن رغبته الجامحة في التوقيع على مشاركة جيدة تساعد، من جديد، على رسم الفرحة على وجوه المغاربة. - كيف تمر استعدادات العناصر الوطنية بمركز ماربيا؟ الاستعدادات تسير بالشكل المتوخى ولله الحمد الأمور على ما يرام، نتدرب بشكل جيد بناء على برنامج يومي مدروس ومحكم يجمع بين الجانب البدني والتكتيكي يشرف عليه الناخب الوطني غيريتس والطاقم المساعد له وسط أجواء يطبعها الإحساس بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا انطلاقا من الإلمام الكبير بحجم انتظارات وتطلعات الجمهور، سواء مكونات المنتخب بما فيها نحن اللاعبون، أو جماهيرنا الغفيرة، نتوفر على مدرب جيد وطاقم تقني في المستوى فضلا عن لاعبين موهوبين، وهذه كلها أشياء تصب في مصلحة المنتخب وتضخ جرعات إضافية من الثقة في صفوفنا، وهي فعلا الأشياء التي نحتاج إليها لمساعدتنا على بلورة الأهداف التي نصبو إليها وترجمتها على أرض الواقع. - الحديث عن التحضيرات يجرنا للحديث عن الأجواء داخل معسكر الأسود، هلا قربتنا من طبيعتها؟ بالفعل، الأجواء التي تخيم على التجمع الإعدادي تكون بمثابة معيار حقيقي لقياس مدى نجاحه، وسأصدقكم القول وأؤكد لكم أنها سليمة وايجابية بجميع المقاييس، نحن نكون أسرة واحدة تحمل هم وانتظار شعب بأكمله يضع الكأس القارية نصب أعينه، وهو المعطى الذي كان بدوره حاضرا في مخيلتنا ومسيطرا على تفكيرنا، ورغم أنه قد يتبدى أنه سيشكل ضغطا لنا إلا أنه على النقيض من ذلك يعتبر مصدر قوة طالما أنه يعكس ثقة الجماهير المغربية في العناصر الوطنية وقدرتها على الذهاب بعيدا في أمجد المسابقات الإفريقية، وعليه فنحن واعون بهذه الثقة ومدركون لقيمتها في انتظار ترجمتها على أرض الواقع خلال المباريات النهائية للعرس القاري. - نستشف من كلامك أن العناصر الوطنية تضع اللقب نصب أعينها؟ أولا دعني أوضح لك أن الحديث عن أمر اللقب سابق لأوانه، ذلك أن عطاء المنتخب وكيفية تعامله مع المباريات هو الكفيل بالحسم فيه، فضلا عن كوننا لسنا الوحيدين المرشحين للفوز باللقب القاري هناك أيضا السنغال والكوت ديفوار وغانا لكن هذا لا يمنع من كوننا نضعه نصب أعيننا ولن نذخر جهدا في القيام بكل الأشياء التي تساعدنا على تحقيق هذا المبتغى، أن نكون أسيادا للقارة السمراء ونتربع على عرشها أمر غاية في الروعة، وأن نكون جزءا مهما من الفرحة التي تغمر الشعب المغربي سواء بالوطن أو ببلاد المهجر إنجاز لا يقدر بثمن، وهي كلها أشياء ندرك كنهها وقيمتها ومدى تأثيرها في نفسية الجماهير المغربية التي تبادلنا الحب والوفاء. - أجواء ماربيا تختلف عن تلك التي تميز الغابون، ألا تتخوفون من هذا التباين؟ أظن أنه لكل اختيار دوافعه، وغيريتس يعي جيدا هذا المعطى لأنه مدرب كبير ومحترف، ولا أعتقد أنه سيشكل إشكالا بالنسبة لنا، نحن نستعد بشكل جيد حتى نكون في قمة الجاهزية ونبلغ مستويات متقدمة من التحضير المطلوب لمنافسة بقيمة كأس أمم إفريقيا وسنحاول بعدها التأقلم مع الأجواء بالغابون قبل خوض المباريات بعد أن نحط الرحال بها. - ستستهلون كأس إفريقيا بمواجهة المنتخب التونسي، كيف تقرأ السيناريو المرتقب لهذه المواجهة؟ الكل يعلم أن المواجهات التي يكون طرفاها المنتخبين المغربي والتونسي تعتبر بمثابة ديربي مغاربي يتضمن كل شروط الفرجة ويستوفي كل متطلبات الإثارة طالما أن كل توابل التشويق ستكون حاضرة ما يجعل الندية والتنافس الكبيرين يكونان العنوان الأبرز لسجال هام حتما لن يقبل القسمة على اثنين، على اعتبار أن كل من منتخب سيسعى لتحقيق نتيجة الفوز لزرع المزيد من الثقة في صفوف اللاعبين لخوض باقي المباريات بمعنويات أفضل من جهة، ولقطع جزء مهم من مسار التأهل للدور الموالي في انتظار تحقيق نتائج مماثلة في المبارتين المتبقيتين من جهة ثانية، وفي نظري هاذين المعطيان كفيلان بمنحنا مباراة قوية سننزل بكل ثقلنا من أجل إنهائها لصالحنا حتى نستهل المنافسة على النحو الأمثل الذي ترضاه جماهيرنا. - سأعود معك إلى موضوع الجماهير طالما أنها تنتظر منكم الكثير، وتتعقب خطواتكم لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن منتخبها، هل تستحضرون الفرحة التي غمرتهم خلال الآونة الأخيرة بفضل نتائجكم الايجابية؟ هذا مما لاشك فيها، صور الفرحة العارمة والمستحقة لا تزال راسخة في ذهني ولا تفارق مخيلتي وكأنها حدثت بالأمس فقط، لأنه شيء جميل أن تساهم في إدخال الفرحة والسرور على الناس، فما بالك بشعب بكامله، وبأنصار بالمهجر ينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظات للتخفيف من قساوة الغربة، ولا أخفيكم سرا أنني سأكون أسعد إنسان في الكون إذا ما تأتى لنا إعادة رسم البسمة على شفاه ومحيى الشعب المغربي، وستكون سعادتي أكبر لو اكتملت الفرحة بتحقيق حلم التتويج.