مبارك بوصوفة يصوغ تضاريس الكان قبل السفر لليبروفيل

ماربيا وجهة نمودجية للتهيء ولقب الكان حلم جميل
جاهز لخوض المغامرة الإفريقية وغيرتس أكثر من مدرب
قوتنا في تلاحمنا ولا مناص من الفوز على تونس
موازين إفريقيا تغيرت والكل مرشح للتويج
زئبق زادته السنوات التي قضاها رفقة المنتخب المغربي توهجا، مبارك بوصوفة عبر عن رغبته في معانقة ثاني لقب قاري للكرة المغربية، وكشف في حواره مع «المنتخب»أن الجيل الحالي من اللاعبين إكتسب مناعة إفريقية وقادر على كسب الرهانات الصعبة في ملاعب الغابون وغينيا الإستوائية.
بلغة الواثق شدد بوصوفة على أن الناخب الوطني غيرتس بإمكانه النجاح في نهائيات الكان مع الأسود، وإعتبر بأن التحضير في ماربيا الإسبانية للعرس الإفريقي سيكون مفيدا للعناصر الوطنية الواعية بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.
تابعوا حوار نجم أنجي الروسي الحالم بالتتويج القاري والدفوعات التي قدمها دفاعا عن نفسه والفريق الوطني المغربي .
- المنتخب: تدربت مع فريقك السابق أندرلخت البلجيكي بعد توقف البطولة الروسية، قربنا مبارك من جاهزيتك ونحن مقبلون على كأس إفريقيا للأمم ؟
بوصوفة: بالفعل إلتحقت بتداريب فريقي السابق أندرلخت وتدربت مع المجموعة وكان في ذلك إستفادة كبيرة خاصة وأن البطولة البلجيكية توقفت منذ مدة، نفسيا وبدنيا أنا مستعد لأخوض المغامرة الإفريقية التي أتمنى أن يبتسم الحظ فيها لنا خاصة وأننا نتوفر على مجموعة قوية قادرة على كسب أصعب الرهانات.
الكل داخل الفريق الوطني متعطش للظهور بصورة إيجابية وتقديم أفضل ما يتوفر عليه في الموعد القاري ومع إقتراب المنافسة كبرت عزيمة اللاعبين الذين يتمنون تحقيق الأهم وخلق أكبر المفاجأت.
- المنتخب: تبدو متفائلا بنيل اللقب القاري، أكيد أن غياب منتخبات وازنة وحضور جيل مغربي موهوب يساهم كثيرا في تقوية حظوظ المغرب؟
بوصوفة: من خلال المسار الإقصائي الذي بصم عليه المنتخب المغربي في طريقه لنهائيات كأس أمم إفريقية قدم نموذجا للمنتخب الذي يلعب كمجموعة وتذوب فيه النزعة الفردانية بقيادة المدرب غيرتس الذي له من الكاريزما ما يؤهله لتحقيق نتائج مثيرة مع المغرب، صحيح أن هناك قوى تعودت على المنافسة على اللقب الإفريقي، لكن ما يتوجب على الكل معرفته هو أن كل الفرق التي تحضر إنتزعت بطاقة تأهلها عن جدارة ،في كرة القدم الحديثة لم يعد هناك منتخب ضعيف وآخر قوي، المستوى بات متقارب، ما يعني أن عامل المفاجأة سيكون قائما بشكل كبير في ملاعب الغابون وغينيا الإستوائية.
- المنتخب: هل من حق الجمهور المغربي أن يحلم بكأس إفريقية ثانية هذا العام، أم أن بلوغ أدوار متقدمة يبقى في حد ذاته هدفا متميزا في إنتظار خوض إقصائيات المونديال؟
بوصوفة: لا ينبغي أن تمر مشاركتنا في هذه النسخة بشكل عادي، الظروف كلها ملائمة لتحقيق الأهم في النهائيات ،كما دكرت سابقا نتوفر على لاعبين في المستوى في كافة الخطوط ومدرب محترم، ومن غير المعقول أن لا تبلغ دورا متقدما، ليس من طبعي إعطاء الوعود لأن كرة القدم علمتني أن مبدأ الخسارة يظل دوما مرافقا للعبة، لكن كمغربي واعي بحجم المسؤولية أظن أن العناصر الوطنية ستستميث في الدفاع عن القميص الوطني.
- المنتخب: خلال دور المجموعات سنواجه المنتخب التونسي في أول مباراة، أكيد أن الأسود مطالبون بتحقيق الإنتصار لرد دين قديم حين إنهزموا سنة 2004 في رادس؟
بوصوفة: شخصيا لا أنظر لهذه المواجهة من هذا الجانب، ما يهمنا هو الفوز في المباراة الأولى لأنها ستفتح لنا الأفاق، وسترفع معنويات اللاعبين، مطالبون بنيل النقاط الثلاث التي تجعلنا مقبلين على المباراة الثانية ونحن مرتاحون بشكل كبير.
أظن أن الإستعداد النفسي والتحضير الذهني الجيد للمباراة أمام المنتخب التونسي سيجعلنا نتجاوز كل المطبات التي بإمكانها أن تقف كحاجز أمامنا، أتمنى صادقا أن ندخل الفرحة على قلوب الجمهور المغربي منذ الوهلة الأولى.
- المنتخب: حضور منتخبين كالغابون البلد المنظم والنيجر القوة الصاعدة في مجموعتنا، كيف تقرأه من وجهة نظرك؟
بوصوفة: من السابق لأوانه الحكم على المنتخبين حتى وإن كان المنتخب الغابوني يستفيد من عامل الأرض والجمهور سيسعى للظهور بصورة متميزة، علمتني التجارب كما قلت لك سابقا أن لا أثق في الكرة، لكن في مجمل القول أرى بأن مجموعتنا متوازنة.
المنتخب الذي سيحسم مباراته الأولى سيكون بحافز كبير لمناقشة باقي المباريات بشكل مريح، أتمنى أن نكون طرفا في معادلة التألق خاصة وأننا نتوفر على لاعبين إكتسبوا تجربة إفريقية مهمة سواء من الجيل الدي ظل يمثل الفريق الوطني في السنوات الأخيرة أو العناصر التي ستلعب أول كأس إفريقية.
- المنتخب: ما دمت تحدثت عن اللاعبين، كيف تقرأ لائحة اللاعبين المدعوين لمعسكر ماربيا والذين سيعتمد عليهم في النهائيات؟
بوصوفة: لا يمكنني أن أناقش لائحة غيرتس وإختياراته في هذه المرحلة، اللاعبون الذين وجهت لهم الدعوة أعرف إمكانياتهم جيدا وكلهم يستحقون شرف الدفاع عن القميص الوطني، مناقشة الإختيار ليس هذا هو وقتها، حاليا ينبغي التركيز في المعسكر وتقديم أفضل ما نتوفر عليه من إمكانيات خلال النهائيات.
كما ذكرت نتوفر على خطوط متناغمة والصورة الإيجابية التي تفاعل معها الجمهور المغربي خلال الإقصائيات يجب أن نكرسها في النهائيات، من غير المعقول أن لا نذهب بعيدا في المنافسة القارية ونحن نتوفر على لاعبين من الطراز العالمي.
- المنتخب: الكثير من المتتبعين ألفوا زئير الأسود داخل المغرب ومعاناتهم في الأدغال الإفريقية، كيف ترى هذه النقطة؟
بوصوفة: لا أظن أن لاعبي الفريق الوطني لا يقدمون مباريات في المستوى في الأدغال الإفريقية، لننسى الماضي بكل إيجابياته وسلبياته، تفوقنا في الإقصائيات على تانزانيا خارج القواعد وأمام إفريقيا الوسطى سيطرنا بشكل كبير، ومن خلال ما أظهرناه في الأونة الأخيرة في المباريات الودية التي خضناها أصبح الكل يتطلع لتحقيق الأهم في الكأس الإفريقية.
- المنتخب: وماذا عن بوصوفة في معادلة الأجواء الإفريقية؟
بوصوفة: الحمد لله إكتسبت المناعة الإفريقية من خلال التجارب التي خضتها مع الفريق الوطني بالدول الإفريقية، أنا جاهز لركوب التحدي وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور المغربي الذي أعرف أنه ينتظر مني ومن لاعبي الفريق الوطني الشيء الكثير ويعلق علينا أمالا كبيرة.
في الحقيقة أشتاق لبداية المنافسة الإفريقية لأن حدسي يقول بأن المنتخب المغربي بإمكانه أن يرسم أحلى الإبداعات في ملاعب الغابون وغينيا الإستوائية.
- المنتخب: تخوضون المعسكر في إسبانيا وسنلعب بإفريقيا جنوب الصحراء، ألا ترى معي بأن وجهة التربص ليست في محلها؟
بوصوفة: لست متفقا معك، ماربيا الإسبانية ستساعدنا على التهيء بشكل جيد للنهائيات الإفريقية، سنركز فيها على أعلى مستوى، سبق لمنتخبات كبرى أن حضرت فيها لمنافسات عالمية، أتمنى أن تكون فأل خير علينا وعبرها نتوجه لتحقيق نتائج إيجابية ونقدم صورة رائعة عن الكرة المغربية.
- المنتخب: لكن الأجواء الباردة في ماربيا ليست مثلما ما هو عليه الحال حاليا بالغابون؟
بوصوفة: لن يكون هناك فرق كبير، المنافسة ستنطلق هذا الشهر وحتى في البلدان الإفريقية تكون درجة الحرارة منخفظة، عموما نحن مستعدون لكل شيء ولن نعلق الشماعة على أي معطى يقف أمامنا، متأكدون من شيء واحد هو ضرورة الإستماثة في الدفاع عن القميص الوطني لأن الوقت حان لنهدي بلدنا لقبا قاريا ستتعاقب أجيال للحديث عنه.
- المنتخب: من ترشح من المنتخبات الإفريقية للمنافسة على اللقب الإفريقي؟
بوصوفة: من السابق لأوانه أن أرشح إحدى المنتخبات، كل من تأهل له حظوظ لنيل اللقب القاري، القارة الإفريقية أضحت منجما كبيرا للنجوم وكل البلدان تضم بصفوفها لاعبين من المستوى العالمي، لذا يصعب على أي واحد كيفما وصلت درجة عبقريته بأن يقدم نموذجا بإمكانه أن يكون طرفا في النهائي.
عموما سأتحدث على منتخب بلدي، إذ يتوجب أن نناقش كل مباراة على حدى في الوقت الذي نعرف فيه أن أي ثلاث نقاط ستعيد البسمة لأي مغربي في أنحاء المعمورة وهذا هو ما يشغل بالنا كثيرا كلاعبين.
- المنتخب: المدرب غيرتس بدوره يخوض غمار منافسة من حجم كأس إفريقية لأول مرة، هذا المعطى لا يؤرق بالكم كلاعبين؟
بوصوفة: دعني أوضح نقطة مهمة، البلجيكي غيرتس أكثر من مدرب، إنه شخص يجعل من اللاعب الذي يشرف عليه يقدم أفضل ما يتوفر عليه من إمكانيات داخل المستطيل الأخضر، يتميز بكاريزما خاصة، أملي كبير في أن ينجح في مهمته مع الفريق الوطني ويقدم المنتخب المغربي رفقته مباريات معجونة بالفرجة ومقرونة بنتائج إيجابية منذ الوهلة الأولى.
أظن أن حصيلة العمل الذي قام به في المنتخب المغربي لحد الآن محترم، وفي نهائيات الكان اللاعبون مطالبون بمساعدته حتى يحقق الأهداف التي يسعى من ورائها بدوره في أول مغامرة يخوضها وهو يشرف على منتخب وليس فريق.
- المنتخب: سأعرج بك لفريقك أنجي الروسي، كيف تقيم حضورك معه في أول تجربة بالبطولة الروسية؟
بوصوفة: أنجي فريق محترف بإمتياز، لم ننافس بشكل كبير على لقب البطولة هذا الموسم لكننا قدمنا مباريات في المستوى بالبطولة، مسؤولو النادي قاموا بتعاقدات مهمة والفريق يضع ضمن مخططه إنتداب أسماء وازنة ستجعله مطالبا بالمنافسة في بادئ الأمر على لقب البطولة ومن ثم ضمان الظهور على الواجهة الأوروبية.
- المنتخب: متى تبدأ المنافسة في البطولة الروسية؟
بوصوفة: بعد عشرين يوما من نهاية كأس أمم إفريقيا ستنطلق المنافسة، ما يعني أنه وفي حال بلوغ المنتخب المغربي مباراة النهاية لن تكون أمامي وأمام المهدي كارسيلا مدة طويلة من أجل العطلة.
- المنتخب: أي رسالة تسعى لتوجيهها عبر «المنتخب»؟
بوصوفة: أتمنى صادقا أن لا نخيب ظن الجمهور المغربي الذي يعلق علينا أمالا كبيرة للظهور بصورة إيجابية خلال نهائيات الكان، سعيد لأننا نتوفر على لاعبين قادرين على رفع شعار التحدي والمنافسة على اللقب الإفريقي، وسيكون الأمر أكثر من رائع إن تمكن الجيل الحالي ضم لقب قاري ثاني لبلدنا الحبيب.
حاوره: