نظمت مجموعة من سكان جماعة بيكودين وقفة احتجاجية بمركز الجماعة، السبت الماضي، للتنديد بما سماه السكان ب«التوظيفات المشبوهة التي استفاد منها أبناء المسؤولين بمركز الجماعة رغم مستواهم التعليمي البسيط». وقال بيان صادر عن المحتجين، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، «إن الوقفة تأتي احتجاجا أيضا على سياسة المجلس الذي تقلد المسؤولية لسنوات عديدة ولم يقم بأي إجراء من شأنه أن يرفع من مستوى عيش سكان المنطقة، فضلا عن الغياب التام لأي برنامج تنموي أو تدخل للجهات الوصية لإخراج المنطقة من عُزلتها، و سياسة التهميش والإقصاء التي لازالت مستمرة منذ عقود وإلى اليوم». البيان ذاته أثار ما أسماه «سياسة المجلس الجماعي مع الجمعيات المحلية، وحرمان السكان من أبسط حقوقهم وعلى رأسها الحقوق الاجتماعية والصحية والثقافية، ثم تدهور مستوى التعليم وانتشار نسبة الأمية بالمنطقة، إضافة إلى غياب العنصر النسوي بالمركز الصحي الوحيد واليتيم بالمنطقة والذي يفتقر إلى أبسط متطلبات العلاج..» وطالب المحتجون من خلال بيانهم ب«فتح تحقيقات جادة في التوظيفات المشبوهة والمباشرة لأبناء وإخوة مسؤولين بالجماعة، وفتح تحقيقات مماثلة في الملفات الإدارية والحسابية المتعلقة بالجماعة». كما طالبوا بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق في الملفات التي تعرفها الجماعة، فضلا عن الاهتمام الحقيقي بالمنطقة وتسطير مشاريع تنموية حقيقية بها من خلال إقامة البنيات التحتية اللازمة لإخراجها من عُزلتها بشَق الطرق وتعبيدها، وتوسيع وتجهيز المركز الصحي الوحيد بالمنطقة، وتزويده بموارد بشرية نسوية مُؤهلة. ويطالب المحتجون أيضا بتوفير المياه الصالحة للشرب والمساعدة المادية والمعنوية للجمعيات المحلية وإشراكهم في اللجنة المحلية للتنمية البشرية، وبناء وتجهيز المدارس وإقامة مؤسسات حقيقية للتثقيف والترفيه، وتنظيم وتوفير المرافق الصحية بالسوق الأسبوعي وتأهيله، ثم تحديد تعويضات المستحقين جراء اجتثاث أشجار الأركان من أجل إنشاء الطريق السيار. وكان عدد من شباب المنطقة المعطلين اتهموا في وقت سابق مسؤولا بالمجلس الجماعي باستغلال نفوذه لمنح المنصب لأحد أبنائه، متهمين إياه بالتحايل على المساطر بتعمد عدم الإعلان عن المباراة التي جرت يوم 27 نونبر الماضي، كما يفرض القانون، مستدلين على ذلك بأن ابن المسؤول المعني هو الوحيد الذي تقدم إليها دون غيره من شباب الجماعة العاطلين. وقال متضررون من العملية ل«المساء» إن «ابن المسؤول نفسه لا يتوفر إلا على مستوى التاسعة إعدادي وكان يشتغل في محلبة.. قبل أن يتم خلق المنصب في الجماعة، مضيفين أن الأمر لا يتعلق به فقط وحده، بل إن عددا من أفراد عائلة المسؤول نفسه تم توظيفهم في الجماعة في وقت سابق». وكان حسن حبوش، رئيس جماعة بيكودين، قد نفى هذه الاتهامات وقال إن «العملية تمت في احترام تام للمساطر المعمول بها، وتم نشر إعلان في الجرائد بخصوص منصب مساعد التقني الشاغر، وتم إجراء مباراة شارك فيها المرشحون وفاز بها من يستحق، وبعد ذلك، تم الإعلان عن النتائج في مقر الجماعة».