نظم سكان دوار العمور في قيادة «الفضالات»، التابعة لعمالة بنسليمان، طيلة يوم الاثنين المنصرم، وقفات واعتصامات ومسيرات للمطالبة بإطلاق سراح أحد القرويين المعتقل بتهمة اختلاس الطاقة الكهربائية والربط غير القانوني بالشبكة التابعة للمكتب الوطني للكهرباء، وأيضا للمطالبة بالتحقيق في التجاوزات التي شابت عملية استفادتهم من بقع أرضية، وهي العملية التي جُمِّدت منذ سنوات، حيث ظل القرويون يتحمّلون تبعات قسوة الطبيعة وضعف البنية التحتية داخل منازلهم الصفيحية بلا ماء ولا كهرباء. وقد حاولت المجموعة المنددة اقتحام مقر عمالة بنسليمان، قبل أن ينظموا وقفة احتجاجية أمام أحد أبوب المقر، بعدها نظموا مسيرة حاشدة في اتجاه المحكمة الابتدائية، حيث قطعوا شارعي الجيش الملكي والحسن الثاني وعادوا لتنظيم وقفة واعتصام أمام باب المحكمة. ثم انطلقوا في مسيرات عشوائية طيلة زوال ومساء نفس اليوم في أزقة وشوارع المدينة، مطالبين برحيل كل المسؤولين الإقليميين. وتوصلت «المساء» بعريضة موقعة من طرف العشرات من القرويين في نفس الدوار، أكدوا من خلالها أنهم يعانون من الحرمان من الماء والكهرباء ومن تعثر عملية إعادة إيوائهم، وأن مجموعة من المنازل العشوائية في تراب الجماعة زُوِّدت بالكهرباء والماء وتم إقصاؤهم، رغم الطلبات التي وجهت لكل المعنيين. وطالب المحتجون بتزويدهم مؤقتا بالكهرباء، وكان رئيس الجماعة قد «شجّعهم» على التزود بالكهرباء ووعد بدعمهم بمبلغ 10 آلاف درهم، قائلا إنه لن يسمح بأي تدخل أمني أو متابعة في حقهم، وهو ما نفته مصادر مقربة من الرئيس، الذي لم نتمكن من الحصول على تصريح منه. وعلمت «المساء» أن سكان الدوار قد «يئسوا» من طرق أبواب كل الجهات المعنية من أجل ملف إعادة إيوائهم، وبعد توقف المشروع الخاص بالدوار لأزيد من عشر سنوات، قرروا الاستفادة من الإنارة، حيث عمدوا، وبدون ترخيص مسبق من المكتب الوطني للكهرباء، إلى ربط مسالكهم الداخلية ومنازله بالكهرباء، بعد أن اقتنوا الأعمدة وكل اللوازم الخاصة، واعتمدوا على أحد التقنيين من أبناء المنطقة، لربط حوالي 70 منزلا صفيحيا بالكهرباء، وهو ما جعل المكتب المحلي للكهرباء يبادر إلى مقاضاة مجموعة منهم (خمس أرباب أسر) كان ضمنهم القروي المعتقل، الذي كان أول شخص حضر أو (أحضر) إلى مقر الدرك الملكي، حسب تصريحات مختلفة لمصادر أمنية وقرويين، إذ أقر بأنه تزود بالكهرباء، وهو ما جعل وكيل الملك يأمر بوضعه رهن الحراسة النظرية وتقديمه في اليوم الموالي إلى المحكمة. وقد سبق للسكان أن حاصروا مركز الدرك الملكي في قيادة «الفضالات» مباشرة بعد اعتقال القروي زوال يوم الجمعة المنصرم، وهو «الحصار» الذي امتد إلى حدود منتصف الليل، وهو ما جعل مسؤول المركز يستنجد بقوات درك إقليمية وجهوية وبالسلطات المحلية والإقليمية، خوفا من اقتحامهم المركز. كما نظموا، في صباح اليوم الموالي، وقفة احتجاجية أمام قيادة «الفضالات» مطالبين بالإفراج الفوري عن القروي المعتقل.