نظم حوالي 200 من المواطنين القاطنين بدوار لعمور التابع لجماعة فضالات بإقليم بنسليمان، وقفتين احتجاجيتين خلال يوم الاثنين 09 يناير الجاري. الأولى تمت أمام مقر عمالة بنسليمان حيث شارك فيها العديد من النساء والرجال والشباب وقد دامت حوالي 3 ساعات توجه بعدها المحتجون راجلين عبر شارع الجيش الملكي قاطعين مسافة ما يزيد عن الكيلومتر رافعين خلالها الأعلام الوطنية و لافتات تتضمن مطالبهم و تندد بالتهميش والإهمال الذي طال منطقتهم في اتجاه المحكمة الابتدائية ببنسليمان، حيث نظموا وقفة احتجاجية ثانية للمطالبة بالإفراج عن أحد قاطني الدوار الذي تعرض يوم الخميس 05 يناير للاعتقال من طرف الدرك الملكي بتهمة اختلاس الطاقة الكهربائية و الربط غير القانوني بالشبكة الكهربائية و الدعوة إلى متابعته في إطار السراح المؤقت. وتأتي هذه الحركات الاحتجاجية المتنوعة لسكان دوار لعمور المشار إليه ، حسب ما صرح به بعض المحتجين ل « الاتحاد الاشتراكي» التي عاينت الوقفة الاحتجاجية بالمحكمة المذكورة ، جراء المعاناة اليومية التي أصبحت تطوق الساكنة بسبب الإهمال والتهميش الذي يعرفه الدوار والإحساس بالحكرة و الظلم نتيجة عدم استجابة المسؤولين سواء بالسلطات الإقليمية أو بالجماعة القروية لمطالب السكان البسيطة والموضوعية المتمثلة في تجهيز الدوار بالوادي الحار وإقامة قنوات الصرف الصحي لتصريف المياه العادمة وكذا ربط مساكنهم بالماء الصالح للشرب والكهرباء بشكل قانوني والإسراع في اتخاذ القرار من أجل إعادة إسكان قاطني الدوار الذي هو عبارة عن دوار صفيحي (ما يزيد عن 600 براكة) يوجد وسط مركز فضالات و يضم المئات من البراريك وبه كثافة سكانية مهمة. وقد سبق للمجلس القروي الأسبق أن برمج خلال أواخر التسعينيات من القرن الماضي إحداث تجزئة سكنية بجانب الدوار تتكون من حوالي 240 بقعة أرضية قصد إعادة إسكان المتضررين، لكن هذا المشروع لم يكتب له النجاح بسبب عدة مشاكل من بينها عدم كفاية البقع الأرضية مقارنة مع عدد السكان و كذا بسبب عدم اهتمام المسؤولين بالمجالس المتعاقبة على التسيير بجماعة فضالات بالمشاكل المتعددة التي تتخبط فيها ساكنة الدوار ومنها تنامي و تفريخ البراريك بالدوار بتشجيع من السلطات المحلية آنذاك ، مما جعل الأوضاع به تتفاقم يوما بعد يوم بشكل كارثي و مخيف ،الشيء الذي دفع المتضررين إلى توجيه عدة رسائل وشكايات إلى رئيس الجماعة وإلى المسؤولين بعمالة بنسليمان توصلت «الاتحاد الاشتراكي» بنسخ منها من أجل رفع الأضرار و المعاناة عن السكان حيث قدمت في هذا الصدد عدة وعود بحل المشاكل للأوضاع المزرية بالدوار لكن دون جدوى. وأمام اللامبالاة وعدم توفر النية لدى المسؤولين في حل المشاكل المتراكمة بالدوار والتي خلفت استياء و تذمرا كبيرا في نفوس الساكنة جعل المتضررين يقومون بعدة احتجاجات ووقفات خاصة بعد الاعتقال الذي تعرض له أحد القاطنين بالدوار وكذا بعد اكتشاف السكان المتضررين لعدة تراخيص استفاد منها البعض لربط مساكنهم العشوائية بالكهرباء في حين تم حرمان الغالبية منهم من هذه المادة الحيوية مما اعتبروه تمييزا وظلما ارتكب في حقهم من طرف القائمين على تدبير شؤون جماعة فضالات مما اضطرهم إلى تنظيم الوقفتين الاحتجاجيتين المذكورتين أمام كل من مقر العمالة والمحكمة الابتدائية اختتمت بمسيرة حاشدة وسط مدينة بنسليمان حمل خلالها المحتجون صور أحد أبناء المنطقة المعتقل من طرف الدرك الملكي والأعلام الوطنية و رفعوا عدة لافتات وشعارات تطالب المسؤولين بالتدخل لرفع التهميش والإهمال الذي طال منطقتهم، وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من أمام المحكمة بأعداد كبيرة من النساء والرجال والأطفال والشباب واتجهت نحو الشارع الرئيسي للمدينة حيث تم تطويقها ومحاصرتها أمام ثانوية الحسن الثاني من طرف رجال الأمن الوطني الذين قاموا على إثر ذلك بتفريق المحتجين. وقد علمت « الاتحاد الاشتراكي» أن السلطات الإقليمية قدمت وعودا للمتضررين من أجل فتح باب الحوار وعقد لقاء بمقر العمالة من أجل إيجاد حل للمشاكل التي يعاني منها دوار لعمور التابع لجماعة فضالات. فهل سيفي المسؤولون بالتزاماتهم تجاه المطالب العادلة والمشروعة للساكنة أم أن الوعود الكاذبة ستبقي الأمور على حالها بالدوار الصفيحي السالف الذكر؟