أغلقت المحلات التجارية أبوابها الاثنين الماضي وخرج عشرات التجار من أرباب المحلات التجارية في المدينة القديمة لبني ملال في مسيرة احتجاجية، يتقدمها «نعش»، وجابت أهمّ شوارع المدينة احتجاجا على أوضاعهم. وكتب التجار على النعش، الذي كان يتقدم المسيرة الاحتجاجية عبارة «تجارة عاصمة الجهة»، كما رفع المحتجون، الذين أطّرتهم جمعية الأمل للتجار ورابطة المقاولين الشباب في المدينة وجمعية الوفاق للحرفيين شعارات تندّد ب«صمت» السلطات وغضها الطرف عن انتشار الباعة المتجولين وكساد تجارتهم، بعدما أصبح الباعة المتجولون يحتلّون أهمّ شوارع المدينة، كما رفعوا لافتات يستنكرون من خلالها الوضع ويُحمّلون باشا المدينة وممثلي السلطات المحلية المسؤولية. وقال مصطفى آيت الشافعي، رئيس جمعية الأمل للتجار في بني ملال، إن المسيرة الاحتجاجية جاءت بعد «المعاناة الكبيرة من الفوضى العارمة التي أصبحت تعيشها متاجر وسط المدينة، التي غابت معها كل شروط التجارة والأمن، وأصبحنا في وضع لا يطاق، ونعبّر عن استيائنا من هذا الوضع. وقد راسلنا والي الجهة وباشا المدينة ورئيس المجلس البلدي، لكنْ دون نتيجة». وقال مصطفى الشافعي إن «حالة الفوضى هي التي دفعتنا إلى توجيه هذه الرسالة الرمزية، في ظل التلاعب بأرزاق العباد، وكأن الباعة المتجولين لا يكْفُون، فقامت الجهات المسؤولة بالترخيص لمعرض دام أربعة أشهر أمام محلاتنا التجارية». وكان تجار بني ملال قد أصدروا عدة بيانات تطالب ب«رفع الحيف» عنهم، كما خاضوا إضرابات كثيرة، دون أن يتمكنوا من انتزاع مطالبهم، في ظل انتشار الباعة المتجولين. وقد جاء تحرك التجار في مسيرة احتجاجية أياما قليلة بعد الحملة التي شنّتها السلطات في شارع محمد الخامس، أهم شوارع المدينة، ضد الباعة المتجولين «الفرّاشة»، والتي قوبلت هي الأخرى باحتجاجات لهذه الفئة وبإصدارهم بيانا وصفوا فيه الحملة ب«الهجوم العسكري» و«الإجلاء من الشارع دون سابق إشعار». وأضاف بيان «الفرّاشة» أن مطالبهم قوبلت من طرف باشا المدينة ورئيس المجلس البلدي بالمماطلة، قبل أن تواجههم «قوات المدينة والقوات المساعدة وقوات الأمن وأعوان السلطة بتدخل عنيف استعملوا فيه أسلوب الرفس والركل»، ورفض الباعة المتجولون في شارع محمد الخامس إخلاء الشارع، معتبرين أنه مصدر رزقهم الوحيد ومتشبثين بما أسموه «الحق في العمل في شارع محمد الخامس في غياب البديل الحقيقي».