نظم تجار الملابس الجاهزة والأحذية بالخميسات، المنضوون تحت لواء نقابة التجار والمهنيين بالخميسات، بمساندة المكتب الإقليمي يوم الجمعة الماضي أمام عمالة الخميسات وقفة احتجاجية، موجهة ضد الباعة المتجولين و(الفراشة) بصفة عامة، بهدف الحد من تجارة الرصيف نظرا لما تحدثه من احتلال للملك العام تنتج عنه عرقلة السير والجولان في الشوارع والأزقة، خاصة تلك التي تعرف رواجا اقتصاديا بالمدينة. كما تضايق، بل وتغلق أبواب بعض المحلات التجارية وتصرف عنهم زبائنهم، الشيء الذي يخلق لهم استفزازات متتالية تؤدي إلى مشادات كلامية ومشاجرات، كما تلحق خسائر فادحة بتجارتهم، نظرا لأن الباعة المتجولين يعرضون سلعهم بأثمنة رخيصة مقارنة مع أثمنة المواد التي يعرضها أصحاب المحلات التجارية علما أنهم يؤدون الضرائب ومصاريف الكراء والكهرباء التي تثقل كاهلهم ما يضرب في الصميم مبدأ المنافسة الشريفة. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «التجارة بالخميسات تحتضر جراء تجارة الرصيف والوعود الكاذبة للسلطة» و«نطالب بحوار جاد ومعقول لحل جميع المشاكل العالقة لجميع الفروع»، كما رددوا شعارات نظير «جراو على الوزينات.. وعوضوهم بالفراشات» و«حنا نخلصو فالكراوات.. وهما يجمعو فالمياوات» وقال الناطق الرسمي للوقفة في تصريح ل«المساء»: «إن مطالب نقابتنا تختصر في إيجاد حل عاجل لهذه التجارة غير المنظمة وإبعاد الفراشة عن محلاتنا لما تشكله هذه الظاهرة من تهديد لمقاولاتنا ومستقبلنا الاقتصادي والاجتماعي». ومن جهة أخرى عبر عدد من الباعة المتجولين عن استيائهم من هذا الاحتجاج الذي يضرب في الصميم مصدر قوتهم اليومي ويؤجج حولهم تدخل السلطات لمطاردتهم وحجز بضائعهم، وطالبوا بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة لإيجاد حل سريع لهم يحفظ لهم حقهم في كسب لقمة عيش بعرق جبينهم بعيدا عن كل المناوشات وأشكال الإقصاء . وأكد مصدر مطلع ل«المساء»، أن عامل الإقليم فتح حوارا على هامش هذه الوقفة مع ممثلي المحتجين، بحضور باشا المدينة والكاتب العام للعمالة، خلص إلى وعد العامل المتمثل في تخصيص ساحة مسجد اليمن (بحي صحراوة) مؤقتا للفراشة بانتظار ترحيلهم إلى قرب المجزرة البلدية بعد تهييئ هذا المكان لاستقبالهم. كما وعد زيدوح نقابة التجار والمهنيين بمواصلة جولات حوارية أخرى مع باقي الفروع للتداول في الملفات المطلبية الخاصة بكل من الطاكسيات والشاحنات والجزارة والمواد الغذائية وبائعي الخضر والعقاقير وغيرهم. يشار إلى أن الباعة المتجولين و«الفراشة» يحتلون جل شوارع المدينة، شارع محمد الزرقطوني، وشارع إبن سينا، وشارع مسجد اليمن وحومة الشمور بالإضافة إلى أغلب الأرصفة المخصصة للراجلين، خاصة محيط السوق المركزي الذي أضحى يشبه سوقا قرويا عشوائيا. وتتسبب روائح فضلات دواب العربات التي تختلط ببقايا خضر الباعة المتجولين وروائح السمك النتنة في خلق مزابل تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف.