أولى بوادر الانفراج في ملف معتقلي «السلفية الجهادية» بدأت تلوح في الأفق بعدما استطاع محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إقناع معتقلي السلفية الجهادية الموجودين بسجن تولال 2، بإيقاف إضرابهم عن الطعام، الذي دام 14 يوما، مقابل توفير بعض المطالب التي كان ينادي بها هؤلاء المعتقلين. واعتبرت حسناء مساعد، عن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أن هذه البادرة تحول جديد في التعامل مع ملف المعتقلين، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعتبر بادرة انفراج لهذا الملف. وتابعت قائلة إن «هذا الملف سياسي ويحتاج إلى حل سياسي عن طريق تنفيذ اتفاق 25 مارس». هذا الاتفاق جاء بعد زيارة قام بها محمد الصبار لهؤلاء المعتقلين بسجن تولال 2 يوما فقط على الوقفات الثلاث التي نظمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين يوم الثلاثاء الأخير أمام مندوبية السجون وكذا المجلس الوطني ووزارة العدل، تضامنا مع المعتقلين المضربين عن الطعام. وقالت مساعد إن الدولة تعاملت هذه المرة بإيجابية مع نضالات اللجنة التي كان يتم تجاهلها في السابق والتعامل معها باللامبالاة. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق المبدئي حول إيقاف الإضراب بعد ساعتين من التفاوض مع أربعة معتقلين، هم ياسين بونجرة وهشام معاش وإدريس الغياطي وعبد الحكيم قطفي. واستطاع الصبار إقناع المعتقلين بإيقاف إضرابهم مقابل توفير بعض مطالب هؤلاء المعتقلين؛ من بينها توفير هواتف نقالة لعدم تواجد الهاتف الثابت بالسجن لتسهيل اتصال المعتقلين مع العائلات، مع الرفع من الوقت المخصص للفسحة من نصف ساعة إلى ساعة تقريبا. واتفق الطرفان على توفير الأدوية للمصابين بالأمراض المزمنة وللمصابين بالأمراض العرضية، ونقل حالات المرض المستعجلة إلى تولال1 في انتظار إعداد وتجهيز العيادة الخاصة بسجن تولال 2 بمكناس، مع توفير المقررات الدراسية الموجودة بجهة مكناس وتوفير خزانة للكتب وإعطائهم الورقة والقلم والاتصال بعمداء الجامعة بجهة مكناس لمد المعتقلين بالمقررات الدراسية. وبناء على هذا الاتفاق تقرر رفع الوقت المخصص للزيارة من نصف ساعة إلى ساعة إلا ربع وفتح مكتب المدير في وجه الأطفال قصد تمكينهم من الزيارة المباشرة لآبائهم مدة 15 دقيقة، ريثما تعد القاعة التي ستخصص للزيارات المباشرة للعائلات في حدود شهر. كما سيتم «إيقاف التفتيش المهين والاستفزازي للمعتقلين والتعهد بإيقاف كل أشكال المعاملات الحاطة بالكرامة الإنسانية من تهديدات وغيرها». وتعهدت إدارة سجن تولال في شخص مديرها بنغاري، الذي كان حاضرا في اللقاء، بتحسين التغذية كما وكيفا، مع توفير موقد لتسخين الطعام، وجلب آلة غسيل كبيرة تقوم بغسل وتجفيف الملابس لعدم وجود مساحة كافية في مكان الفسحة، مع توفير الاستحمام للمعتقلين مرتين في الأسبوع بعد إصلاحات في الحمام . ومن جانبها، أكدت مساعد على أن اللجنة ستواصل نضالاتها من أجل تحقيق الكرامة والحرية للمعتقلين بتنفيذ اتفاق 25 مارس، الذي كان شاهدا عليه وزير العدل الحالي مصطفى الرميد. وأضافت أن الرميد نفسه سبق له أن صرح بأن ملف السلفية الجهادية عرف اعتقالات سياسية وحلها يجب أن يكون سياسيا. وفي الوقت الذي يتشبث معتقلو السلفية الجهادية بتنفيذ اتفاق 25 مارس القاضي بتمتيعهم بالسراح على دفعات وفي آجال معقولة، صرح مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، عقب أول مجلس حكومي لأول حكومة إسلامية بالمغرب بأنه سيطلب عفوا ملكيا لنشطاء مسجونين.