بعد المرحلة الثانية لاحتفالات تخليد ذكرى مرور 1200 سنة على تأسيس فاس والمملكة المغربية، والتي خصصت لقافلة التاريخ، يرتقب أن تعود جمعية الكتاني من جديد إلى «معانقة» موضوع التاريخ والفكر والإبداع المغربي، لكن هذه المرة باللجوء إلى مظلة الجامعة. فقد أعلنت رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عن ملتقى وطني ستنظمه ابتداء من 8 أكتوبر إلى غاية ال11 منه، موردة في ندوة صحفية عقدتها مساء أول أمس الاثنين أن الملتقى يرمي إلى ربط المغاربة بتاريخهم من أجل استشراف المستقبل، ومؤكدة أنه يركز على تاريخ المغاربة وإبداعهم وفكرهم. وجاء تنظيم هذا الملتقى بعدما تعرضت قافلة التاريخ، التي نظمتها جمعية 1200 سنة على إحداث فاس، لانتقادات إعلامية ومتابعة ضعيفة من قبل الفعاليات المستهدفة. كما أن فقراتها قدمت من قبل المتتبعين على أنها «فاست فود» تاريخي ولا تعطي أي قراءة معمقة للتاريخ المغربي وانعطافاته وبطولاته، في حين اكتفت بتقديم بعض المقتطفات عن خصوصيات كل جهة من الجهات ال16 للمملكة التي تزورها، مع تنظيم مسابقات رياضية وسهرات شبابية. ويبدو أن رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، توفيق الوزاني الشهدي، قد استفاد من بعض «هفوات» الكتاني رئيس الجمعية، فبادر منذ البداية إلى إغداق «الكثير من المدح على الصحافة، معتبرا أنهم «زملاء» للأكاديميين، ملتمسا منهم «التعاون» لإنجاح الملتقى. وكان الكتاني قد خلف موجة غضب منذ أول ندوة صحفية له بفاس، إثر انتقادات وجهت إليه في القاعة بسبب اختياره الحديث بالفرنسية عوض العربية، وهي انتقادات استفزته، فرد على بعض الصحفيين بالقاعة بأنه أكثر وطنية منهم. واعتذر بعد ذلك عن «زلة اللسان»، ودفعه الوضع إلى «تهجي» كلمات العربية الفصحى في كل لقاء يهم الجمعية. وطبقا للبرنامج المعد لهذا الملتقى، فإنه يرتقب أن يشارك في فقراته أكاديميون، بعضهم متخصص في التاريخ وبعضهم له إلمام بمجالات الفقه والتصوف والبعض الآخر له دراية بالنقد الأدبي.