لتحضير اللحوم المشوية نحتاج إلى الكمون والقليل من الملح، ولتحضير الرفيسة تستعمل الحلبة أما في الحريرة فلا بد من الكرافس. لقد لعب الموقع الجغرافي للمغرب، كونه إحدى الدول المتوسطية القريبة جدا من أوربا والمنتمي إلى شمال إفريقيا، دورا مهما في غنى مطبخه باعتبار المغرب منبع وملتقى دول عديدة وحضارات متلاحقة عبر التاريخ. المطبخ المغربي هو أساس مطبخ أمازيغي أصيل، بالإضافة إلى المطابخ العربية التي اندمجت معه بعد الفتوحات الإسلامية وتأثير المطبخ الأندلسي بفضل الوصفات التي حملها الموريسكيون معهم واليهود عندما طردوا من اسبانيا، بالإضافة إلى المطبخ التركي العثماني والشرق الأوسطي ومطابخ أخرى جلبها العرب معهم. يكفي أن تطلع على المطبخ المغربي المتميز لتتعرف على تاريخه العريق، فالعرب أحضروا معهم طرق الطهي الشرق الأوسطي، أما التأثير الأندلسي فظاهر في جميع الوصفات ، خاصة كعب الغزال والبسطيلة و الإسفنج والبريوات. كل رائحة ترمز وتعود إلى حقبة تاريخية مرت بالمغرب، كما ترمز إلى خصوصية كل منطقة مغربية، ففي الصويرة والجديدة يبدو تأثير الطبخ اليهودي المغربي من أبناء المنطقة واضحا على الأطباق الخاصة بها.