حين تعرض الحارس نادر لمياغري لإصابة على مستوى الكتف أبعدته بقرار طبي عن الميادين لمدة شهرين، انتصبت في أذهان الوداديين علامات الخوف والقلق من أن يخلف الرجل موعده مع الديربي، بينما خشي القائمون على جامعة كرة القدم من غياب الرجل عن عرين المنتخب وتخلفه عن موعد كروي يحتاج فيه المدرب غيريتس إلى حارس متمرس بالمنافسات القارية. لكن نادر ضرب عصفورين بحجر واحد إذ دشن عودته إلى الملاعب بخوض مباراة الديربي ضد الرجاء، على الرغم من قوة هذا الموعد الكروي، قبل أن يواجه المغرب الفاسي ويتأهب لمنازلة أولمبيك آسفي، أي أنه قرر خوض ثلاث مباريات في ظرف زمني لا يزيد عن ثمانية أيام تكفي في اعتقاده لتدارك الخصاص التنافسي الذي عانى منه أثناء فترة العلاج والنقاهة. في حديثه إلى "المساء" أكد نادر أنه لا خوف من عودته إلى التباري عبر بوابة الديربي، وأنه لم يخاطر بمستقبله الكروي حين اختار الدخول من الباب الأصعب، مبرزا أن الوداد يمر بفترة زكام على غرار كثير من الأندية الوطنية والعالمية، مشيرا إلى أن الحالة المرضية ستزول إذا حصل تكتل حول الفريق، وعبر لمياغري عن جاهزيته لخوض نهائيات كأس إفريقيا، التي وصفها بالمحك الحقيقي لأسود الأطلس حتى يبرهن عن انتفاضته، وأكد أن التشكيلة البشرية المكونة من عناصر الخبرة والطموح قادرة على إسعاد الشعب المغربي . - لاحظنا بعد رجوعك إلى المرمى وخاصة في مباراتي الديربي وأمام المغرب الفاسي، أن تدخلاتك تتسم بالاندفاع وعدم الخوف في مواجهة هجوم الخصوم علما انك عائد من إصابة على مستوى الكتف، كيف تفسر ذلك؟ كما يعلم الجميع فنادر تعرض لإصابة على مستوى الكتف وهي منطقة صعبة بالنسبة لحارس مرمى يتعرض جسده لرضوض خاصة الكتف، لكن الحمد لله تقيدت بتعليمات الطاقم الطبي ولم أستعجل العودة السريعة إلى المرمى رغم أنه من الصعب علي متابعة مباريات الوداد من المدرجات أو أمام التلفاز لأنني أعيش المباريات بجوارحي وأحيانا لا أتمالك أعصابي، لكن الحمد لله لا خوف على مرمى الوداد بوجود الحارس الواعد بونو الذي قدم كل ما يملك من جهد لخلافتي، أما عن الاندفاع الذي تحدثت عنه فصدقني بأنني لا أطرح هذا السؤال وأنا في مرمى الوداد أو المنتخب، لا أقول هل أتدخل أم أتراجع، فحين يكون تدخلي ملزما وفي توقيت جيد لا أتردد مهما كانت العواقب، لأنه لو كنت أخشى الأهوال لما اخترت حراسة المرمى ولا ما أصبت أصلا في حصة تدريبية وكل مهنة في العالم إلا ولها مخاطرها، أنا اخترت حراسة المرمى كمورد رزق إذن علي أن أتحمل كل العواقب، والحمد لله الوداد يملك طبيبا في المنتخب الوطني وهو الدكتور عبد الرزاق هيفتي الذي يتابع وضعي الصحي مع الوداد والمنتخب وهذا امتياز إن شئت لا يتوفر لكل اللاعبين، اللاعبين ، الآن عدت من جديد وكلي أمل في تجاوز العطب الذي منعني من خوض مباريات هامة، ورغبة في تدارك ما حصل أثناء فترة الغياب حتى ننسى فترة الفراغ التي مر بها الوداد وتمر بها عادة كل الفرق الكبرى. - ما هي المباراة التي كنت تتمنى أن تشارك الوداد فيها لكن الإصابة منعتك؟ أكيد هي نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية ضد الترجي في رادس، لقد كنت أفكر كثيرا في هذا الموعد الكروي الكبير، وكنت عازما على المساهمة بجهدي من أجل الظفر بكأس العصبة من قلب رادس لأنني اعتدت على القيام بمباريات كبرى في تونس سواء ضد الترجي أو النادي الإفريقي أو الصفاقسي، أو المنتخب الوطني، لكن الأقدار شاءت أن أحضر المباراة كمتفرج، كما كنت أود المشاركة في نهائي كأس العرش لتدارك الإخفاق في تونس لكن فريقي لم يتأهل إلى أن جاء موعد الديربي حيث تلقيت إشارة من الطاقم الطبي ومن المدرب وتقرر أن أحرس مرمى الوداد وتكون العودة من مباراة لها خصوصياتها عند البيضاويين، لكن قبل المواجهة شاركت في حصص تدريبية مع فريقي، فأنا لم أدخل المرمى مباشرة بعد انتهاء الترويض، لعبت مباراة دودية ضد جمعية سلا، وشاركت في تدريبات خاصة رفقة مدرب الحراس ناصر خلال معسكر بوسكورة، وحين شعرت بزوال الألم قررت أن أكون حاضرا في الديربي إلى جانب زملائي، إذن كل المباريات التي خاضها الوداد مهمة ولا فرق بين مباراة وأخرى لكن هناك محطات تبقى راسخة في ذهن اللاعب كنهائي قاري أو ديربي، ولذا أطلب من جمهور الوداد وأدعو جمهور الوداد إلى الاستمرار في مساندة فريقه في هذه الفترة الصعبة، لأن البطولة في منتصف الطريق وكل شيء ممكن، مسألة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن اللاعب لا يختار المباريات التي يريد خوضها والمباريات التي يتحاشاها، بل اللاعب المحترف الآن يكون جاهزا لأي موعد حتى ولو كان حبيا، لذا فأنا لا أختار المباريات حين شعرت بأن الألم قد زال وأنه بإمكاني العودة إلى الميادين لم أتردد، أما حضوري في الديربي فتصادف مع شفائي التام، لقد كنت احتياطيا في مباراة أكادير ضد الحسنية، ولعبت كأساسي أمام الرجاء والمغرب الفاسي ولو كان الخصم فريقا آخر غير الرجاء أو الماص لكنت حاضرا، فأنا أحوج الآن إلى التنافسية لأنني مقبل على خوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم. - توجهت قبل مباراة الديربي صوب مدرجات جمهور الرجاء وقدمت لهم تحية خاصة، ونادى أنصار المغرب الفاسي باسمك في المؤجل الأربعائي ما سبب هذا الموقف في نظرك؟ السبب واضح فأنا أولا أنا حارس للوداد والمنتخب الوطني، والخطوة التي قمت بها تجاه جمهور الرجاء البيضاوي جاءت لأنني أشعر بأنني ملك للوداديين والرجاويين والماصاويين وكل الجماهير المغربية التي تساندني حين أحمل قميص المنتخب المغربي في المباريات الدولية، وهناك عامل آخر ساهم في مبادرة تحية جمهور الرجاء قبل المباراة، وهي أن مجموعة من مناصري الرجاء البيضاوي زاروني أثناء فترة إصابتي وقدموا لي الدعم والمساندة رغم انتمائهم لفريق يعتبر خصما للوداد، أقل شيء يمكن أن أقوم به تجاه هؤلاء الأنصار هو تحيتهم وتقدير مبادرتهم، والحمد لله أن التحية كان لها أثر إيجابي في نفوس مناصري الفريقين، أمام المغرب الفاسي لم يكن جمهور الماص بنفس الكثافة لكنني كنت أرد على تحياته وأنا سعيد بتآزر كل المغاربة معي أثناء إصابتي، بل إنني تلقيت مكالمة هاتفية من مدرب الترجي نبيل معلول يطمئن فيها على وضعي الصحي.. - ستتأخر في الالتحاق بمعسكر المنتخب المغربي في إسبانيا إلى حين استكمال مباراة برسم الدوري الاحترافي ضد أولمبيك آسفي، كيف ترى التحضير في أجواء أوربية لخوض مباراة في عمق القارة الإفريقية؟ أتذكر أنه في سنة 2004 وقبل التوجه إلى تونس لخوض نهائيات كأس إفريقيا أقام المنتخب معسكرا تدريبيا في ماربيا الإسبانية، وقبل دورة غانا 2008 نفس الشيء أي أن جزء من الاستعدادات كانت في فرنسا، وأغلب المنتخبات تفضل الاستعداد في أوربا بعيدا عن الأجواء الإفريقية أولا للقرب من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوربية، ولوجود منشآت رياضية من المستوى الرفيع، وايضا يكون الاستعداد في الخارج مفيدا لأنه يجعلك تركز مائة في المائة على المواعيد التي تنتظرك، أظن أن اختيار المدرب غيريتس صائب. - في النهائيات الثلاث التي حضرتها بتونس ومصر وغانا كنت دائما الحارس البديل الآن تغير الوضع وأصبحت أساسيا ما تعليقك؟ صحيح أنه في نهائيات كأس إفريقيا لسنة 2004 في تونس والتي وصلنا فيها إلى النهائي، كنت حارسا احتياطيا ولم تتح لي فرصة الدخول كأساسي لآن الزاكي اعتمد على فوهامي وكنت إلى جانب الجرموني في الاحتياط، فاحترمت اختياراته، نفس الشيء مع فاخر في القاهرة سنة 2006 حيث كان الاختيار على الجرموني، وفي نهائيات غانا لم يتم إشراكي منذ أول مباراة، صراحة حين تعرضت لإصابة في الكتف عادت بي الذاكرة إلى النهائيات السابقة وخفت أن أخلف الموعد مرة أخرى، الحمد لله ظل المدرب غيريتس يتابع وضعيتي الصحية عن قرب وهو ما شجعني ورفع معنوياتي، وأنا على استعداد لأقف في مرمى المنتخب المغربي في الغابون بحماس، ومما زاد من معنوياتي تصريحات المدرب إيريك الذي قال في حقي كلاما يحفزني أكثر على العطاء.. - ما هي حظوظ المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا؟ حظوظنا قوية، لكن علينا أن نعرف بأن المنتخبات الإفريقية لها نفس الطموح، ولا وجود لمنتخب قوي وآخر ضعيف، حتى ولو غابت منتخبات كان تسمى بالقوية بمصر والكاميرون وجنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا، لقد لاحظنا ذلك في دورة «إل جي» وفي المنافسات المؤهلة لأولمبياد لندن، حيث ظهرت مفاجآت، في الإقصائيات لا حظنا كيف تحول منتخب طانزانيا وإفريقيا الوسطى إلى منتخبات قوية، اليوم علينا أن نتهيأ لكل الخصوم وكأننا نخوض مباراة سد لا تقبل التعادل أو الخسارة. لقد أصبح للمغرب صورة أفضل بعد تألقه في المنافسات القارية وعاد إلى الواجهة، وأظن أن اللاعبين المغاربة عازمون هذه المرة على الوصول إلى أبعد نقطة، لأنه لو تأملت عناصر الفريق الوطني ستجد أننا نتوفر على أفضل المواهب التي تتألق في البطولات الاحترافية، وبالتالي فنحن لا نرضى إلا بالأدوار الطلائعية». - بعيدا عن المنافسات القارية هناك من يتحدث عن وجود اتفاق قبلي بين الوداد والرجاء على التعادل في مباراة الديربي بمباركة عميدي الفريقين؟ سمعت هذا الكلام وهو كلام يردده البعض لتبرير التعادل وكنت أسمعه حين كنت صغيرا كلما انتهى الديربي بالتعادل، لا وجود لأي اتفاق بين الفريقين على التعادل، كيف يمكن للاعب أن يتفق على نتيجة التعادل، وهو الذي يسعى إلى الانتصار ليحسن وضعه المادي ووضع فريقه في سبورة الترتيب، بالنسبة للاعبي الوداد فالتعادل جعلنا نضيع منحة 25 ألف درهم لكل لاعب، كنا سنتسلمها لو انتصرنا في مستودع الملابس، لكن لماذا لا يتحدث أحد عن تعادلنا مع الماص ويقول إنه متفق عليه..