الوداد ليس مجرد فريق، بل هو منتخب محلي أنا محب للكلاسيكو ومعجب بالمدافع الكطلاني بويول قادرون على تجاوز مازيمبي بملعبه حين دعا الزاكي بادو المدرب السابق للوداد مسؤولي الفريق للتعاقد مع لاعب إسمه بنكجان لتعزيز الترسانة الدفاعية، تساءل المسؤولون عمن يكون هذا المدافع الذي تمسك به الزاكي إلى حد الهوس، بعضهم قال إن بادو يبحث عن أسماء نكرة وآخرون قبلوا على مضض التعاقد مع الوافد الجديد ولسان حالهم يقول للزاكي: «ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا»، وفئة واسعة من المحبين ذهبت إلى حد إتهام المدرب بانتداب أسماء من خارج القلعة الحمراء لضرب خزان النادي من المواهب. لكن تبين مع مرور الأيام أن الزاكي كان محقا في اختياره، وتأكدت مقولة يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، إذ تحول بنكجان من لاعب بديل إلى صمام أمان. في هذا الحوار يتحدث قلب دفاع الوداد عن مساره مع الفريق الأحمر، عن أهدافه الحاسمة مع أحلامه عن همومه وطموحاته، لكنه يصر على أن الوداد يستحق أن يتوج بأحد الألقاب كي لا ينهي البطولة مكسور الوجدان. - المنتخب: إنتصار صغير على مازيمبي، هل يكفي للعبور إلى دور المجموعات؟ بنكجان: كل من تابع المباراة سيتأكد من قيمة الخصم، مازيمبي ليس غريبا على المنافسات القارية، فلاعبوه لهم خبرة عالية جدا، لهذا فالفوز على مثل هذا الفريق ليس أمرا هينا، وكما لاحظ الجميع فالفريق الذي واجهناه يتوفر على لاعبين متمرسين عفي مثل هذه المباريات، نحمد الله أننا انتصرنا بهدف لصفر، رغم أن الحظ لم يقف إلى جانبنا لأنه لو أنصفتنا الكرة لفزنا بأكثر من هدفين. - المنتخب: هل من السهل حماية هذا المكسب الصغير في لوبومباشي؟ بنكجان: في كرة القدم كل شيء ممكن، لا شيء مستحيل إطلاقا، الوداد الذي قدم مباراة كبيرة في غانا ونيجيريا، قادر على التأهيل من قلب لبومباشي، لا تنسى أن الوداد يتوفر على لاعبين لهم تجربة كبيرة في الأجواء الإفريقية، ومشوار التأهيل إلى هذا الدور جعلنا نستأنس بأجواء القارة السمراء، أتمنى أن نكون في الموعد. - المنتخب: يبدو أن الوداد استفاق بشكل متأخر للدفاع عن لقبه، هل ما زالت حظوظ الدفاع عن لقب البطولة قائمة؟ بنكجان: ما زلنا نصارع من أجل لقب البطولة رغم البداية المتعثرة، البطولة المغربية لم تنته بعد وهو في مراحل حاسمة، سنصارع إلى نهاية المطاف كما حصل في الموسم الماضي، حيث لم يحسم أمر البطولة إلا في الدقائق الأخيرة من الدورة الأخيرة، من الأشياء الجميلة هذا الموسم أن نرى عدة فرق تتنافس على لقب البطولة وهي التي كانت تعاني في العام الماضي كأولمبيك آسفي والمغرب الفاسي، لحد الساعة لا أحد يمكنه أن يدعي بأنه صاحب اللقب، الكل ينتظر ما ستنتهي به المباريات القادمة، أظن أننا سنكرر سيناريو العام الماضي الذي ظل التشويق فيه إلى آخر مباراة. - المنتخب: لوحظ أن بنكجان يصعد بين الفينة والأخرى لمساندة الدفاع، هل هذا ناتج عن ضعف الهجوم، أم لتعليمات المدرب؟ بنكجان: نعمل جميعا على تحقيق الإنتصار سواء سجل مهاجم أو مدافع أو لاعب وسط فالأمر لا يختلف، أحيانا أصعد لمساندة زملائي خاصة في الكرات الثابتة، وحين يوفقني الله لتسجيل هدف فإن جميع اللاعبين يتقاسمون معي هذا الإنتصار طبعا إلى جانب المحبين، سجلت أهدافا بضربات رأسية وأنا سعيد بقدرة كل لاعبي الوداد على التسجيل، فالأمر لا يقتصر فقط على المهاجمين. - المنتخب: من هو المدافع الذي ترتاح للعب إلى جانبه؟ بنكجان: شخصيا أرتاح للعب إلى جانب اللاعب الدولي جمال العليوي صاحب التجربة الكبيرة، مع هذا اللاعب أشعر بالإرتياح لأنه يوجهني ويتحدث معي على بعض الأمور التقنية، لكن هذا لا يقلل من قيمة اللاعب يوسف رابح فهو مدافع موهوب، وبوجود هؤلاء اللاعبين يمكن القول إن دفاع الوداد في أمان ولا خوف عليه، حين يغيب هذا اللاعب أو ذاك فإن الوداد يفوز بدون مشاكل دفاعية. - المنتخب: إذن الوداد مكتمل الصفوف؟ بنكجان: بالتأكيد نحن نملك أفضل العناصر على الصعيد الوطني، بدءا بالحارس إلى آخر لاعب، أي فريق إلا ويتمنى أن تكون لديه عناصر من قيمة لاعبي الوداد، والدليل أن الغيابات سواء بالطرد أو بالإصابات لم تؤثر على الفريق، المشكل الذي نعاني منه هو أننا نؤدي ثمن سوء الإنطلاقة، خاصة في الشطر الأول من البطولة، إضافة إلى أن الفرق التي تواجهنا غالبا ما تتراجع إلى الوراء كلما واجهتنا مما يخلق لنا مشاكل عديد. - المنتخب: رغم هذا الرصيد الهام من اللاعبين الوداد متأخر نسبيا عن صدارة الترتيب، ما قولك؟ بنكجان: كما أشرت إلى ذلك سابقا، فإن الوداد مر بظروف صعبة جدا خاصة في الشطر الأول من البطولة، توقيفات وإصابات وغيابات وازنة تجعل المدربين في مشاكل عديدة، أيضا مشكل تغيير المدربين بدأنا مع دوسانطوس ثم انتقلنا إلى كارزيطو ثم فخر الدين، علما أنه لكل مدرب كما تعلمون عقليته في تدبير الفريق. - المنتخب: بدون مجاملة ما رأيك في المدرب فخر الدين رحجي؟ بنكجان: فخر الدين هو أكثر من مدرب هو الأخ الأكبر لكل اللاعبين، إنه قريب منهم، حين تشعر بألم يأتي ليستفسرك عن سبب القلق، ومن ميزات هذا الرجل أنه يملك قلبا كبيرا، فهو متسامح دائما مع اللاعبين ويفضل معالجة المشاكل عبر الحوار المباشر معهم بدل تهويل الأمور، ثم إن فخر الدين قد ساعدني كثيرا في العودة إلى الميادين وآزرني حين كنت مصابا وقرر أن أرافق اللاعبين في رحلة إفريقية، وقبل الديربي ظل يسألني عما إذا كنت جاهزا لخوض المباراة وحين وافقت على المشاركة حفزني وزودني بنصائحه، الحمد لله لم أخيب الظن. - المنتخب: والزاكي، الذي كان وراء استقطابك للوداد؟ بنكجان: صحيح أن الزاكي هو من ألحقني بالوداد، وله فضل كبير في إشراكي كلاعب أساسي ضمن الفريق في وقت كان فيه من الصعب حمل قميص الوداد كأساسي، لهذا فأنا أقدره وأعتبره مدربا محترفا، يكره العقلية الهاوية، رجل مواقف يحب الإنضباط شخصيا أنا لن أنساه، لأنه هو من وضعني على سكة الوداد. - المنتخب: سجلت هدف السبق في الديربي، ما الفرق بين بقية الأهداف التي سجلتها وهدفك في مباراة ديربي؟ بنكجان: قبل أن أصعد إلى الملعب لخوض المباراة الهامة أمام الرجاء البيضاوي، تبين لي أنني سأوقع هدفا في مرمى الرجاء، حدسي لم يخني وتحقق حلم راودني في نومي ويقظتي، الهدف إعتبرته هدية مني إلى كل الوداديين الذين آزروني واتصلوا بي هاتفيا أو مباشرة لتقديم التهاني، كنت متيقنا بأنني سأسجل هدفا في مرمى حارس الرجاء الجرموني، وتقدمت إلى الأمام وأنا واثق من الهدف إلى أن أسكنت الكرة المرمى. - المنتخب: التعادل أمام الرجاء، هل ساهم في تعطيل سرعة العودة إلى مقدمة الترتيب؟ بنكجان: لقد كنا نسير في خط تصاعدي، منذ مدة لم ننهزم، لكن التعادل أمام الرجاء البيضاوي آخر مسيرتنا، لو انتصرنا لقلت لك من الآن اللقب في جيب الوداد، لكن علينا أن ننتظر هفوات الآخرين، وفي كرة القدم كل شيء ممكن، لكن لا ننسى أن الوداد يواجه مباريات إفريقية وأخرى محلية والفوز هنا يؤثر في الواجهة الأخرى، فالمنافسات متقاربة جدا واحدة تؤثر في الأخرى. - المنتخب: سينتهي عقدك في الموسم القاضي، هل فتحت النقاش مع المسؤولين من أجل تجديد العقد؟ بنكجان: من الصعب جدا تغيير الأجواء الودادية، شخصيا لا أفكر في مغادرة الوداد، رغم أن الموضوع سابق لأوانه، عقدي مستمر لموسم آخر، شخصيا أفضل تمديد عقدي مع الوداد لأنني بدأت أعيش أفضل اللحظات ولأنني وجدت الطريق صوب التألق، أنا الآن أفكر في ما تبقى من مباريات محلية وإفريقية، وأتمنى أن أناقش العقد وأنا متوج مع الوداد. - المنتخب: بعد أن ضمنت رسميتك داخل دفاع الوداد، هل تفكر الآن في حمل قميص المنتخب الوطني؟ بنكجان: أنا أحلم بحمل قميص المنتخب الوطني المغربي، لأن المدرب غيريتس يقول دائما أن باب المنتخب مفتوح في وجه كل لاعب، أعتقد أن جميع لاعبي الوداد يستحقون الإلتحاق بالمنتخب، لأنه كل لاعب سبق له أن نال صفة الدولية، فريقنا شبه منتخب محلي، له عناصر لها تجارب داخل المغرب وخارجه ولها أيضا تجارب مع المنتخبات، أجد نفسي جاهزا لحمل القميص الوطني لأنه حق مشروع لكل لاعب. - المنتخب: في غمرة مباريات الكلاسيكو، هل أنت من مناصري البارصا أو الريال؟ أنا من مناصري الفرجة التي تتحفنا بها مباريات الغريمين الإسبانيين البارصا والريال، فحين تتفرج في كلاسيكو ستجد نفسك تشاهد خيرة اللاعبين الدوليين العالميين، 22 لاعبا أو أكثر كلهم يوجدون على رأس أكبر الصفقات، الكلاسيكو بالنسبة لي مناسبة لأتعلم كيف يخوض اللاعبون الكبار مبارياتهم وما معنى أن تلعب بألوان فرق كبرى، لكنني معجب جدا بالمدافع الكطلاني بويول الذي يعتبر من خيرة المدافعين في العالم. - المنتخب: كيف هي علاقتك بجمهور الوداد؟ بنكجان: العلاقة جيدة مع محبي الوداد، هناك من ألتقي بهم وأناقش معهم مصير الوداد فأكتشف أن لهم دراية واسعة بكرة القدم، إنه جمهور يتفرج على الكرة وهو يفهمها أي أنه لا يتفرج فقط من أجل قضاء 90 دقيقة في المدرجات، كما أنه يرافقنا في كثير من المباريات الخارجية ويساندنا بقوة لأنه اللاعب رقم 12 كما يقال. - المنتخب: هل دخلت القفص الذهبي؟ بنكجان: نعم أنا متزوج وأنتمي لأسرة ودادية، لحد الساعة لم أنجب أطفالا، لكن حين سيريد سبحانه وتعالى سأجعل منه أصغر محب للوداد البيضاوي. - آخر كلمة؟ بنكجان: أنا سعيد بحمل قميص الوداد، وسعيد بالدفاع عن ألوانه، أمنيتي أن أحرز لقب مع النادي الذي أحبه، وألبي حلم أسرتي التي تعيش معي هذا الحلم، الوداد فريق كبير فريق كل المغاربة وليس البيضاويين فقط، فأنا مثلا نشأت في فرنسا ووالدي من خنيفرة وأمي من أبي الجعد، لكن ما يوحد الجميع هو الوداد. حاوره: