في رادس سأجلس في كرسي الاحتياطيين لأكون قريبا من زملائي ياسين بونو سينسيكم في نادر لأنه حارس بمؤهلات واعدة هناك لغز يحيرني فأنا أحضر إقصائيات كأس إفريقيا وأغيب عن النهائيات شاءت الصدف اللئيمة أن يعيش الوداد البيضاوي قبل كل موعد مع التاريخ حالة قلق، فحين بدأ العد العكسي لمباراة الذهاب برسم نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية بين الوداد والترجي، نزل خبر إصابة أيوب الخالقي كقطعة ثلج باردة على محبي الوداد، وقبل أن يستأنس الأنصار بالغياب الإضطراري للظهير الأيمن، نقلت قصاصات الأنباء القادمة من مركب الوداد خبر إصابة المهاجم محسن ياجور لتزداد مخاوف الوداديين حول مصير ممثل الكرة المغربية في النهائي القاري الكبير. وحين كان الفريق المغربي يستعد للموعد الإفريقي ويعد العدة لرحلة الأحلام إلى تونس، تعرض حارس الوداد والمنتخب الوطني نادر لمياغري لإصابة بليغة على مستوى الكتف الأيسر خلال الحصة التدريبية لما بعد زوال يوم الثلاثاء الماضي.. نقل نادر على الفور إلى المصحة وأجرى في منتصف الليل عملية جراحية لفت كتف الحارس الأول للمغرب بضمادة تمنعه من حضور موعد لطالما عقد العزم على أن يكون أحد فرسانه. في نفس الغرفة التي كان يقيم فيها الحكم رمسيس خلال فترة علاجه، كان ل «المنتخب» لقاء مع نادر ، لحظات قبل مغادرته المصحة لاستكمال الاستشفاء في بيته بين أهله وذويه. - كيف حصلت الوعكة، أقصد هل اصطدمت مع زميل في الحصة التدريبية؟ «بعد مباراة الترجي يوم الأحد الماضي، منحنا المدرب عطلة يوم عيد الأضحى، وفي اليوم الموالي كنا على موعد مع حصة تدريبية، حيث خضع اللاعبون الذين شاركوا في مباراة الأحد لحصة من أجل إزالة العياء، بينما قام اللاعبون الآخرون الذين غابوا عن نهائي الذهاب بتداريب عادية، وأنا كنت أجري حصة تنس الكرة أي ممارسة رياضة التنس بكرة القدم دون الحاجة إلى مضرب، وهي عملية نسعى من ورائها لتقوية التركيز وردة الفعل، وأثناء محاولة لرد إحدى الكرات سقطت أرضا على كتفي والبقية تعرفونها». - لكن بعض المحطات الإذاعية خاصة راديو مارس قالت إنك أصبت أثناء ممارسة لعبة البتش؟ «هذا مجرد افتراء لا أساس له من الصحة، ولكن أنا أتساءل عن سر هذه التفاهات التي يطلقها البعض دون التأكد من المعلومة، لم أسمع ما قيل، لكن إذا تبين أن البعض يحاول مغالطة الرأي العام فأنا لن أصمت لأنه تبين بالملموس أن بعض الأشخاص لهم سوء نية في ترويج بعض الأخبار». - ستغيب عن مباراة حاسمة بملعب رادس، علما أن حضورك يشكل نسبة 50 في المائة داخل تركيبة الوداد؟ «أولا لا وجود للاعب في أي فريق يشكل نسبة أكبر من لاعب آخر، كرة القدم رياضة جماعية وليست فردية، والأداء العام للاعب مقترن بأداء المجموعة، والإنتصار يساهم فيه الجميع حتى البدلاء، إذن لمياغري لا يشكل إلا نسبة من المجهود العام للفريق، فكم من مباراة إنتصر فيها الوداد دون لمياغري، وكثير من البطولات التي أحرزها الوداد لم يشارك فيها نادر، إذن كل اللاعبين سواسية وكل عنصر يبذل جهدا لإسعاد الجماهير، وأنا على يقين من أن الفريق يملك بدلاء في جميع المراكز ولا خوف على مصير الوداد، ثم إن لمياغري لم يدخل مرمى الحمراء منذ أول وهلة، فقد إنتظر إلى أن أتيحت له الفرصة، فقد عشت مدة طويلة في كرسي البدلاء، لهذا فعلى الجميع أن يزيل من ذهنه فكرة اللاعب المهم والأقل أهمية، أما الغياب عن مباراة رادس أمام الترجي التونسي، فهو قضاء وقدر ونحن كبشر ليس لنا إلا أن نتقبل المكتوب بكل إيمان، ربما الإصابة أبعدت عني شرا أكبر من يدري». - ما هو شعورك وأنت مهدد بالغياب عن ثلاث محطات كبرى في مسارك كلاعب، نهائي عصبة الأبطال، ومونديال الأندية في حال التتويج باللقب القاري، ثم نهائيات كأس إفريقيا للأمم؟ «كما قلت لك هذا قضاء وقدر، ولا يمكن للإنسان أن يقف ضد إرادة الإله، لقد كنت عاقدا العزم على الظهور بمظهر مشرف في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، كي أكون حاضرا بقوة في مونديال الأندية، وأيضا رفقة المنتخب الوطني في الغابون برسم نهائيات كأس إفريقيا، لكن الإصابة حرمتني الآن من مباراة رادس وإن كنت واثقا في إمكانيات الحارس الواعد ياسين بونو، لقد قال لي الأطباء أن الغياب لن يتعدى ستة أسابيع ولهذا أتمنى أن يحقق زملائي نتيجة تخول لي الحضور في مونديال الأندية ولو من كرسي البدلاء». - خبر إصابتك أغضب جمهور الوداد الذي اعتبر الأمر عينا لئيمة تطارد الفريق؟ «أشكر كل من سأل عن أحوالي الصحية من جمهور الوداد ومن أصدقائي في ربوع الوطن، لم يتوقف هاتفي عن الرنين منذ أن دخلت المصحة، وأشكر عبر هذا المنبر كل من آلمه خبر إصابتي، لكنني أكرر بأن ما حصل هو قضاء وقدر ولا دخل فيه للعين أو شيء من المعتقدات التي لا دخل لها بالكرة». - كم مدة غيابك عن الميادين حسب تعليمات الطاقم الطبي؟ «سأغيب لمدة ستة أسابيع حسب ما قاله الدكتور عبد الرزاق هيفتي، وأظن أنها مدة كافية كي يستعيد الكتف عافيته، لكنني لن أخالف التعليمات وسأظل حريصا على تنفيذها بشكل صارم ولن أستعجل العودة إلى الملاعب خوفا من مضاعفات الإصابة، صحيح أنني لم أتوقع الإصابة في هذه الظرفية الهامة من مسار الوداد البيضاوي، ولكن كما قلت لا مرد لقضاء الله، وعلينا أن نرضى بالقضاء والقدر، فليس باليد حيلة، وبالمناسبة أوجه تشكراتي بكل من تنقل إلى المصحة ومنهم من قضى الليلة أمام العيادة، شكرا للجميع على هذا الحب وأتمنى أن يحقق الوداد فوزا في تونس يمسح عني دموع القلق». - أجريت عملية جراحية في منتصف الليل، كيف عشت هذا اللحظات العصيبة؟ «أشكر الطاقم الطبي للوداد البيضاوي بكل مكوناته، والذين سهروا على حالتي الصحية وظلوا إلى جانبي منذ أن تعرضت للإصابة، كما أتوجه بالشكر للدكتور عبد الرزاق هيفتي الذي كان متواجدا في مراكش رفقة المنتخب الوطني وبمجرد أن علم بإصابتي إنتقل على الفور من مراكش إلى الدارالبيضاء، التي وصلها في منتصف الليل وقام على الفور بإدخالي إلى غرفة العمليات، حيث أجريت عملية جراحية كللت بالنجاح وعاد إلى مراكش التي وصلها في الساعة الثالثة صباحا، وهو دليل على العناية الطبية التي أحظى بها على غرار باقي لاعبي الوداد». - غيابك عن المنتخب المغربي أصبح واردا؟ «إعتدت أن ألعب مع المنتخب الوطني الإقصائيات وأغيب عن النهائيات، كما حصل لي في تونس رفقة الفريق الوطني في نهائيات 2004، وفي نهائيات كأس إفريقيا 2006 في مصر، المهم أنني أغيب عن النهائيات لا أدري أي سر في ذلك، لكنني لا أعير الأمر إهتماما كبيرا». - لكنك كنت حاضرا في نهائيات غانا؟ «في غانا، لم أخض المباراة الأولى وكان المدرب هنري ميشيل مضطرا لإشراكي في المباراة الثانية، بعد أن تبين له أنني جاهز أكثر من زميلي فوهامي، لكن القاعدة العامة هي أنني ألعب الإقصائيات وأغيب عن النهائيات، هذا لغز محير». - هل سترافق الوداد إلى تونس بالرغم من إصابتك؟ «نعم سأرافق فريقي إلى تونس وسأكون إلى جانب زملائي في هذا الموعد الكبير، صحيح أنني تمنيت لو كنت واقفا في مرمى الوداد في المباراة النهائية، لأنني على يقين بأنني سأقف في وجه التوانسة كما اعتدت دائما، ففي المباريات الآخيرة سواء مع الوداد أو المنتخب أقدم أفضل العروض، رغم ذلك سأسافر مع الفريق وسأكون إلى جانب زملائي لأدعمهم وكأنني في المرمى أو أحمل شارة العمادة، وأنا على يقين بأن دوري سيكون كبيرا وأنا خارج رقعة الملعب وأعد الوداديين بأن هذه الإصابة ستزيدني إصرارا وستمنح زملائي حافزا للإنتصار في قلب رادس، بل إنني سأجلس في كرسي الإحتياطيين خلال مباراة الترجي لأكون أقرب إلى زملائي». - سيخلفك في مرمى الوداد حارس واعد إسمه ياسين بونو، هل لديك مخاوف من إشراك هذا الحارس الشباب في نهائي حارق؟ «أنا على يقين بأن الحارس الشاب ياسين بونو سيقوم بواجبه على أفضل وجه، إنه حارس قادم سينسي الوداديين في نادر، مع مرور الوقت سينال حصته من الثقة وسيكون خير خلف للمياغري، أنا أؤمن بالإستمرارية والوداد أنجب على مر التاريخ حراسا من المستوى الرفيع، لقد شاءت الصدف أن يكتشف الجمهور هذا الحارس الأولمبي في مباراة كبيرة ضد الترجي، ما أتمناه هو أن يتسلح بالثقة اللازمة وسأظل إلى جانبه إلى يوم المباراة لدعمه نفسيا وتقنيا إلى جانب صديقي مدرب الحراس ناصر، لكنني على يقين بأن الوداد تملك الخلف ولا داعي للخوف والقلق، بونو سينسيكم في لمياغري». - هناك إشكالية تكمن في غياب حارس إحتياطي لبونو؟ «فعلا هذا إشكال، لكن أظن أن المدرب سيجد حلا ولو بوضع لاعب في خانة الحارس الإحتياطي، هذا من إختصاص المدرب، ما أتمناه ألا يصاب ياسين بمكروه أمام الترجي». - هذه ثاني عملية جراحية تجريها في مسارك الكروي، الأولى كانت مع الراسينغ؟ «نعم الإصابة الأولى كانت على مستوى القدم، حين كنت حارسا للراسينغ، وكان ماندوزا يشرف حينها على إحدى الحصص التدريبية للحراس، وحين قلت له إنني أصبت بكسر قال لي لا تخف إستمر، ونادى على مدرب الحراس ناصر الذي كان حينها مشرفا على تداريب حراس المرمى لاستكمال الحصة، ليتم نقلي إلى المصحة وتبين للطاقم الطبي أنني أصبت بكسر». - أنصار الترجي مرتاحون لخبر إصابتك، ما قولك؟ «لقد تلقيت مكلمات هاتفية من تونس تستفسر عن أحوالي الصحية، أحيانا يدعي أصحابها أنهم صحافيون من تونس يحاولون الإطمئنان على أحوالي، لكنني أعتقد أن وراء المكالمات مسؤولون من الترجي وأحيانا مناصرون يهمهم جدا الإطمئنان على عدم وجودي في مرمى الوداد، لهؤلاء أقول ستكتشفون مياغري أخر في مرمى الوداد يوم السبت». - هل تذكر أول مباراة لك مع الراسينغ وكيف كان شعورك؟ «أول مباراة مع الراسينغ كانت في مدينة سيدي سليمان، كنت في سن بونو وربما أصغر، حيث واجهنا على ما أذكر فريق حسنية بنسليمان برسم إقصائيات كأس العرش وانتصرنا بهدفين لواحد». - كلمة أخيرة؟ «أشكر كل الوداديين الذين آزروني وخاصة زملائي في الفريق والطاقم الطبي بجميع أفراده والأطر التقنية وفعاليات الوداد البيضاوي والمحبين الذين ظلوا في المنصة إلى ساعة متأخرة من الليل، أشكر أيضا رئيس الفريق وأعضاء المكتب الذين وقفوا إلى جانبي في لحظات الألم لهؤلاء جميعا أقول شكرا وألف شكر». حاوره: