عقدت المديرية الوطنية للتحكيم سلسلة من اللقاءات مع ممثلي حكام البطولة الاحترافية من كل عصبة جهوية، وذلك للوقوف على الأسباب الحقيقية في تردي أداء التحكيم المغربي في الشطر الأول من البطولة وكثرة الاحتجاجات والمراسلات التي تنتقد الأداء الأسبوعي لقضاة الملاعب، لاسيما تلك المراسلات الصادرة عن مجموعة من الأندية والتي تدعو مديرية التحكيم إلى عدم تعيين هذا الحكم أو ذاك لقيادة مبارياتها، مما قلص هامش الاختيار أثناء تعيينات الحكام في بداية كل أسبوع. وقال مصدر من المديرية، إن الاجتماع الذي ترأسه الحكم الدولي السابق محمد الكزاز، لم يكن الغرض منه التحقيق مع بعض الحكام الموقوفين، خاصة حكام عصبة الدارالبيضاء بل كان «اجتماعا تشاوريا الغاية منه وضع مقاربة تشاركية للبحث سبل الارتقاء بأداء الحكام»، بينما قال أحد الحكام الدوليين الممارسين إن حل معضلة التحكيم يبدأ بصرف التعويضات في وقتها دون تأخير. وقال الكزاز مخاطبا الحكام إن ما يتم تداوله في المحطات الإذاعية وبعض الصحف حول التحكيم المغربي والتوقيفات لا يستند إلى أدلة، ودعا قضاة الملاعب إلى الحرص على تطبيق القانون، واعتبر الاحتجاجات نتيجة منطقية لإشراك مجموعة من الحكام الشباب في قيادة مباريات البطولة الاحترافية. وعلاقة بظاهرة رفض بعض الأندية تعيين حكام معينين لقيادة مبارياتهم القادمة، تبين أن المديرية تتحمل جانبا من المسؤولية، خاصة في تعيين الحكمين مصطفى بوشطاط من عصبة الشرق لقيادة مباراة أولمبيك آسفي ضد المغرب التطواني يوم 26 دجنبر الماضي، أي بعد يوم واحد من وصوله إلى المغرب قادما من تونس التي حضر فيها أشغال دورة تكوينية، رفقة زميله محمد العلام من عصبة تادلة الذي وصل على مطار محمد الخامس يوم 25 دجنبر وتوجه مباشرة على أكادير لقيادة مباراة هامة برسم الدورة 13 جمعت حسنية أكادير بالوداد البيضاوي، وانتهت بهزيمة هذا الأخير واحتجاجه على أداء الحكم الذي وصل منهكا من رحلة إلى تونس منذ 19 دجنبر، مما دفع الوداد إلى المطالبة بإلغاء أي تعيين لمباريات يكون الفريق البيضاوي طرفا فيها. من جهة أخرى علمت «المساء» أن الحكام المغاربة قد توصلوا بتعويضاتهم المالية عن شهر نونبر الماضي، بعد طول انتظار، مع الوعد بدراسة إمكانية صرف المستحقات بعد أسبوع من نهاية كل شهر، نظرا لمضاعفات الجانب المادي على أداء الحكام..