سجل مستعملو الهاتف النقال، يوم عيد الفطر الماضي، مشاكل كبيرة في إجراء المكالمات الهاتفية وإرسال واستقبال الرسائل القصيرة، خاصة منهم المشتركون في خدمات الفاعل الأول، اتصالات المغرب، وصلت حد انقطاع الخدمات بشكل نهائي في بعض المناطق، فيما سجلت صعوبات في إجراء الاتصال طوال اليوم وفي جهات مختلفة. مصدر من داخل الشركة أوضح أن المشكلة تترتب عن إجراء عشرات الآلاف من المكالمات في الوقت نفسه، مما يجعل مهمة الشبكة مستحيلة، رغم ما تقوم به الشركة من إجراءات لتعزيزها في مناسبات مثل عيد الفطر، بإقامة هوائيات إضافية في كبريات التجمعات السكنية. فيما آخر تقارير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات تفيد بأن عدد المشتركين في حظيرة الهاتف المتنقل بلغ 21.5 مليون مشترك، 95 في المائة منهم عن طريق الاشتراك بالأداء المسبق. وتحوز شركة اتصالات المغرب 66 في المائة من مجموع الاشتراكات في الهاتف المحمول إلى حدود نهاية شهر يونيو الماضي، مما قد يفسر اختصاص شبكاتها بالحصة الكبرى من الانقطاعات وغياب التغطية المسجلة. بعض مستعملي الهاتف المحمول لاحظوا أن الانقطاعات همت، على وجه الخصوص، المشتركين في خدمة الهاتف المحمول، فيما كان التأثير أقل لدى مشتركي «جوال»، أي الخدمة مسبوقة الدفع؛ غير أن مصدرا مطلعا من داخل اتصالات المغرب أوضح أن الأمر مستبعد، لكون المشتركين يقدرون بنحو 500 ألف، فيما عدد بطاقات «جوال» يناهز 12 مليونا، مما يجعل نسبة المشتركين هامشية ضمن لائحة زبناء الشركة. مصدر من إحدى شركات التكنولوجيات الحديثة أوضح ل«المساء» أن المشكل لا يتعلق بأيام الأعياد فقط، بل إنه يتكرر كلما حلت فترة عروض خاصة، مثل عرض «الساعة المجانية» الذي تقدمه الشركة لزبناء «جوال»، حيث يلاقي مستعملو الهاتف المحمول صعوبات كبيرة في إجراء المكالمات. وأوضح مصدر آخر أن ما حدث يوم عيد الفطر ليس «اختناقا» عاديا للشبكة، بل إن الأمر قد ينطوي على عطب تقني، وحدها الشركة المعنية تستطيع كشف تفاصيله. يشار إلى أن خدمات الهاتف المحمول عرفت في السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في الإقبال، بفعل الرخص الجديدة التي منحتها الدولة في هذا المجال. وأصبح زبناء هذه الخدمة يعدون بالملايين، دون أن تظهر جمعيات للمستهلكين، من أجل الدفاع عن مصالحهم وحمايتها. فيما بقيت تسعيرة الدقيقة من المكالمات في مستوياتها العالية، حيث تصل إلى أكثر من ثمانية دراهم.