خرج الآلاف من المواطنين بمدينة زاوية الشيخ، الأسبوع الماضي، احتجاجا على وفاة شاب في ظروف غامضة بمدينة زاوية الشيخ، واستمرت الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي بتنظيم مسيرة ثانية قطع خلالها المتظاهرون الطريق الوطنية رقم 8 قبل أن يقرر المحتجون تنظيم مسيرة ثالثة، الأحد الماضي أيضا، وخوض إضراب شامل بالمدينة. وأفادت مصادر من مدينة زاوية الشيخ أن الاحتجاجات انطلقت عقب شيوع نبأ وفاة الشاب عبد اللطيف جعفري في المركز الصحي لمدينة زاوية الشيخ مساء الخميس الماضي، لتنطلق موجة من الاحتجاجات شهدتها شوارع المدينة، ردد خلالها المحتجون شعارات ضد تردي الوضع الصحي بالمدينة بدعوة من حركة شباب زاوية الشيخ ضد الفساد التي تنشط على شبكة الفايس بوك، وردد المحتجون شعارات من قبيل «عبد اللطيف مات مسكين خاصو غير الأوكسجين»، كما رددوا شعارات ضد باشا المدينة والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، وشعارات تندد بغياب الإمكانيات في مدينة زاوية الشيخ التي يوجد بها طبيب واحد لأزيد من 30 ألفا من السكان. وأضافت مصادر جمعوية من مدينة زاوية الشيخ أن الشاب عبد اللطيف جعفري، الذي يقطن بحي السعادة تعرض لاختناق أثناء الاستحمام فنقل إلى المركز الصحي بالمدينة غير أن انعدام الأوكسجين بالمركز الصحي والعطل الحاصل بالجهاز الوحيد لضخ الأوكسجين عجلا بوفاة الشاب جعفري أثناء نقله على وجه السرعة إلى مستشفى «مولاي اسماعيل» بمدينة قصبة تادلة، لتنطلق موجة الاحتجاجات بالمدينة التي سبق أن شهدت موجات احتجاج عديدة دعا لها شباب المدينة. وفي الوقت الذي خرج فيه المحتجون مساء الخميس في مسيرة ليلية ضمت آلاف المواطنين، التحق صباح الجمعة الماضي آلاف التلاميذ من ثانويتي الأطلس وأم الرومان قبل الوصول إلى أمام مقر باشوية زاوية الشيخ، حيث اعتصم المحتجون لساعات قبل التنقل إلى الطريق الوطنية رقم 8 حيث منعت الاحتجاجات حركة المرور بين شرق المملكة وجنوبه في الطريق الرابطة بين مراكش وفاس عبر مدينة بني ملال. واستمرت موجة الاحتجاجات والاعتصام بالطريق الوطنية يوم السبت، ليضرب المحتجون موعدا صباح أمس الأحد لما أسموه «يوم غضب» بتنظيم واعتصام مفتوح بسبب عدم تحاور أي مسؤول مع المحتجين، في الوقت الذي تخوف فيه مواطنون من انفلات الأمور بعدما حاول بعض المحتجين ممارسة رقابة صارمة على المواطنين المسافرين العابرين من مدينة زاوية الشيخ، لم تسلم من استفزازات متبادلة بين بعض المحتجين والمسافرين.