هل «يقلب» عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، الطاولة ويتراجع عن المشاركة في حكومة عبد الإله بنكيران؟ إنه السؤال الذي تردد كثيرا في الصالونات السياسية بعد أن لوح الاستقلاليون بخيار الخروج من الحكومة خلال اجتماع استثنائي عقدته اللجنة التنفيذية للحزب، أول أمس الأحد. وجاءت هذه التطورات بعد أن تشبث حزب العدالة والتنمية بوزارة النقل والتجهيز في آخر لحظة عندما أخبر بنكيران عباس الفاسي بهذا الأمر، فيما كانت هذه الوزارة ضمن قائمة الوزارات المسنودة إلى حزب الاستقلال. ولم يتردد أعضاء في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في توجيه انتقادات حادة إلى عباس الفاسي وكيفية تدبيره مفاوضات تشكيل الحكومة، متهمين إياه بعدم وفائه بالتزاماته بشأن الحقائب التي تعهد بإسنادها إلى الحزب. فيما دفع آخرون في اتجاه إعلان عدم المشاركة في الحكومة والاكتفاء بمساندتها إذا لم يتراجع بنكيران عن تشبثه بحقيبة التجهيز، التي تحتل مكانة خاصة في قلوب الاستقلاليين منذ عهد امحمد الدويري. غضب الاستقلاليين على انتزاع وزارة التجهيز منهم دفع بعض أعضاء اللجنة التنفيذية إلى مطالبة الأمين العام بعقد مفاوضات جديدة حول الحقائب الوزارية مع العدالة والتنمية تبتدئ من نقطة الصفر، حسب ما كشفت عنه مصادر من اللجنة، مشيرة إلى أن أصواتا استقلالية أخرى عارضت بقوة إسناد حقيبة الفلاحة والصيد البحري إلى حزبهم تعويضا لهم عن وزارة التجهيز. وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر على إمكانية حصول حزب الاستقلال عن ست حقائب وزارية هي وزارة الفلاحة والصيد البحري والتجهيز والصناعة والتجارة والتكنولوجيا ووزارة الشبيبة والرياضة ووزارة الصناعة التقليدية والوزارة المنتدبة في الخارجية، فاجأ عباس الفاسي الاستقلاليين خلال هذا الاجتماع عندما كشف أنه لم يسلم بنكيران إلى حد الآن أي لائحة أسماء سواء مكتوبة أو شفوية، مشددا في الوقت نفسه على أن المشاورات مازالت جارية. من جهة أخرى، ذكرت مصادر أخرى أن العدالة والتنمية سحب وزارة التجهيز من حلفائه الاستقلاليين، بعد لقاء عقده بنكيران مع مستثمرين أبدوا تحفظهم على إسناد هذه الحقيبة إلى الاستقلالي نهموشة. وأوضحت مصادرنا أن هؤلاء المستثمرين لديهم عدة مؤاخذات على نهموشة في إدارته لمديرية الطرقات بوزارة التجهيز. من جهة أخرى، ذكرت مصادر أخرى أن العدالة والتنمية سحب وزارة التجهيز من حلفائه الاستقلاليين، بعد لقاء عقده بنكيران مع مستثمرين أبدوا تحفظهم على إسناد هذه الحقيبة إلى الاستقلالي نهموشة. وأوضحت مصادرنا أن هؤلاء المستثمرين لديهم عدة مؤاخذات على نهموشة في إدارته لمديرية الطرقات بوزارة التجهيز. ولا يخفي الاستقلاليون أنفسهم اعتراضهم على استوزار نهموشة، الذي بدأ بتسلق المناصب منذ أن قدمه الفاسي لغلاب، حيث عين في مرحلة أولى مديرا جهويا ثم مديرا للطرقات. ووفق المصادر ذاتها، فإن الاستقلاليين يرون أنه إذا كان هناك اعتراض على اسم نهموشة، فإنه لم يكن من حق بنكيران أن ينتزع منهم وزارة التجهيز، في ظل وجود مرشحين آخرين يمكنهم الاضطلاع بتلك المهمة. إلى ذلك، انتدب عباس الفاسي كلا من محمد السوسي وعبد الواحد الفاسي لبدء جولة جديدة من المفاوضات مع بنكيران، وقال إنه متعب ولهذا السبب لن يذهب عند بنكيران، غير أن بعض المصادر شككت في الأمر وذهبت في اتجاه أن يكون عباس حسم في كل شيء مع بنكيران بما في ذلك الأسماء الاستقلالية المرشحة للاستوزار.