تتواصل فصول مسلسل الخلاف بين إدارة الخطوط الجوية المغربية والربابنة المحتجين على تردي أوضاع عملهم بالشركة، خاصة مع إعلان «لارام» عن رغبتها في تشغيل عدد كبير من الربابنة الأجانب لقيادة طائرات «البوينغ» و«إيربس» في غضون الأيام القليلة المقبلة. وفي هذا السياق، تقوم إدارة الشركات بتوزيع إعلاناتها منذ 25 سبتمبر الماضي عبر مكاتب تشغيل دولية لانتقاء مجموعة من الربابنة الأجانب، حيث تجري لهم اختبارات يومية من أجل إدماجهم. وفي المقابل، وبالموازاة مع حملة التشغيل هذه، قامت إدارة «لارام» يوم الجمعة الماضي بتوزيع 80 توبيخا على الربابنة المغاربة المحتجين على تردي ظروف عملهم وعلى تعنت الإدارة في تنفيذ خلاصات الحوار التي دارت بين الطرفين. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الإدارة قامت بالاتصال مباشرة بالربابنة وطلبت منهم الحضور لتسلم رسائل تخصهم، ليفاجؤوا بأنها توبيخات. وكانت الجمعية المغربية للربابنة تقدمت في 18 من شهر سبتمبر الماضي برد على الاقتراحات التي تقدمت بها الإدارة لتجاوز الخلاف الحاصل. وركزت المذكرة الجوابية، حسب الكوموندو نجيب الإبراهيمي، عن الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، على المطالبة بالضمانات الكافية من أجل تحويل الربابنة المغاربة للعمل من «لارام» إلى «أطلس بلو»، خاصة وأن لارام اشترطت على الراغبين في العمل بأطلس بلو تقديم استقالاتهم من «لارام». إلى ذلك، اعتبر الربابنة إقدام إدارة «لارام» على إعلان رغبتها في تشغيل ربابنة أجانب لتولي قيادة طائرات «إير بيس» و»بوينغ» استفزازا كبيرا لهم. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن «لارام» تخوض حملة تشغيل واسعة ركزت على الربابنة الأجانب، واستثني منها المغاربة. وفي هذا السياق، أكد نجيب الإبراهيمي أن إدارة «لارام» وضعت إعلانات عبر مكاتب تشغيل عالمية انطلاقا من 25 سبتمبر الماضي، تعلن فيها عن رغبتها في تشغيل ربابنة أجانب لديها مقابل أجور خيالية تصل إلى 6100 أورو في الشهر، خاصة مع إعلان شركة «فوتورا» الإسبانية إفلاسها وعرضها ربابنتها للشركات الأخرى، وهو ما اعتبره الربابنة المغاربة استفزازا كبيرا، في ظل استمرار تدهور أوضاعهم. وفي السياق ذاته، تعقد الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، مساء اليوم الاثنين، جمعا عاما سيخصص للحسم في مجموعة من النقاط، ضمنها أساسا قرار الإضراب، الذي تتردد الجمعية في تنفيذه منذ شهور. ولم يخف نجيب الإبراهيمي أن «قرار الإضراب عن العمل أصبح خيارا واردا، خاصة في ظل استمرار إدارة «لارام» في تجاهل مطالب الربابنة واستفزازهم بخرجات إعلامية تتهمهم فيها بعدم الانضباط والمسؤولية». وأكد الإبراهيمي أن «الربابنة استنفدوا جميع الوسائل الحضارية، ولم يبق أمامهم من خيار سوى الإضراب الذي سيحسم فيه الجمع العام الذي سيعقد مساء اليوم».