عندما خسر فريق سانطوس البرازيلي أمام برشلونة الإسباني في نهائي كأس العالم للأندية باليابان بأربعة أهداف لصفر، لم يتردد موريسي راميلو، مدرب سانطوس في الاعتراف بقوة الفريق الإسباني، وبأنه أفضل فريق في العالم. قال راميلو بروح رياضية عالية:» من المفروض أن نتمتع بفضيلة التواضع.. لقد خسرنا أمام أفضل فريق في العالم، ولا يجب أن نشعر بالخجل نتيجة هذه الهزيمة، لقد واجه برشلونة الكثير من الفرق ولا أحد بإمكانه الفوز عليهم الآن». لم يبحث راميلو عن مبررات يجعل منها مشجبا يعلق عليه الهزيمة، علما أنه كان بإمكانه أن يقول إن الفريق قطع آلاف الكيلومترات ليصل إلى اليابان، وأن العياء أثر على اللاعبين، أو أن بعضهم لم يكن في يومه، أو أن يؤكد أن «نجم» الفريق نيمار، مشغول البال بانتقاله إلى أوروبا وبالعروض التي يقدمها له فريق ريال مدريد. لكنه على النقيض من ذلك تحلى بالتواضع وبالروح الرياضية، وهنأ البارصا على فوزه، وطلب من لاعبيه ألا يخجلوا من أنفسهم، لأن الهزيمة كانت أمام فريق، يغرد خارج السرب، ويبدو وهو يخوض مبارياته كما لو أنه من كوكب آخر. لدينا نحن في البطولة المغربية، تبدو الصورة مختلفة، فنادرا ما يعترف مدرب فريق منهزم، بقوة منافسه وبأنه كان أفضل منه ويستحق الفوز بالنظر لأدائه في الملعب والطريقة التي خاص بها المباراة. عدد من مدربي البطولة «الاحترافية» في المغرب، عندما يخسر فريقهم فإن المتهم هو الآخر، فقد يكون سبب الهزيمة حكم ظالم، أو أرضية الملعب، أو الجمهور، أو العياء، أو لجنة البرمجة، بل هناك من يذهب به خياله بعيدا فيبدأ في الحديث عن مؤامرة تستهدف الفريق من الجامعة والمكتب المسير والمعارضة. مدربونا نحن لا ينهزمون فوق أرضية الملعب، إنهم يملكون قوى خارقة، وسبب الهزيمة دائما مبني للمجهول. متى يدرك بعض المدربين أن كرة القدم تحتمل الفوز والخسارة أو التعادل، وأن الفريق إذا كان قويا وتم تهيئه بشكل جيد، فإنه سيثبت ذاته وسيتفوق حتى لو أخطأ في حقه حكم أو استهدفه بعض أعضاء الجامعة ذات مباراة. عندما يتحلى المدربون بفضيلتي التواضع والروح الرياضية ويسير على خطاهم المسيرون واللاعبون، حينها يمكن أن نقول إن البطولة «الاحترافية» انطلقت.