«البلاندي».. هكذا ظل أصدقاؤه وأفراد عائلته يُلقّبونه عندما كان بينهم في المغرب، نظرا إلى قوته الجسدية الاستثنائية. يحكي شقيقه ل«المساء» عن قوة عبد العزيز الصفوي الاستثنائية. «كان منذ صغره ضخمَ الجسد وقويَّ البنية.. لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه والتشاجر معه»، يقول شقيق الصفوي. وُلِد هذا الرجل «البْلاندي» في 20 غشت 1970. أهّلته بنيته الجسدية لاحتراف رياضة المصارعة الحرة في بداية حياته، بفضل قوته الجسدية الهائلة، إذ يزن 90 كيلوغراما، بينما يصل طوله إلى 180 سنتيمترا. التحق الصفوي بالمنتخب الوطني للمصارعة الحرة أو ما يسمى «المصارعة الإغريقية الرومانية»، حيث أبدى تفوقا كبيرا أهّله ليكون على رأس المنتخب المغربي الذي شارك في أولمبياد أطلانطا في الولاياتالمتحدةالأمريكية في سنة 1996. «قبْل الذهاب إلى أطلانطا، حظيّ أخي بفرصة ملاقاة الملك الراحل الحسن الثاني، خلال استقباله أعضاءَ البعثة المغربية المُشارِكة في المسابقات الأولمبية التي كانت مقررة خلال تلك السنة»، يُوضّح شقيق عبد العزيز الصفوي. كان الصفوي يبلغ من العمر 25 سنة عندما شارك في أولمبياد أطلانطا، واحتل الرتبة الثانية في صنف المصارعة الرومانية، يوم 21 يوليوز 1996. حظي، بفضل هذا الإنجاز، بشهرة في المغرب، جعلت الملك محمد السادس، عندما كان وليا للعهد، يستقبله سنة 1997، قبل سفر الصفوي إلى إيطاليا للمشاركة في مسابقة دولية هناك. تغيّرَ الوضع سريعا بعد ذلك. لم يبْدُ أن ممارسة هذه الرياضة لوحدها ستضمن لعبد العزيز الصفوي فرصة للتألق. بدأت فكرة مغادرة الوطن تساوره، خصوصا أنه أثار إعجاب رياضيين أمريكيين فوجئوا بقوته الجسدية الخارقة، خلال مشاركته في أولمبياد أطلانطا. في تلك الفترة، هاجر الصفوي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليصير من أبطال ما يعرف ب«الرياضات العنيفة»، وتحديدا المصارعة الدموية المميتة (Catch mortel) وهي مسابقات تُنظَّم داخل حلبات محاطة بقفص حديديّ لا تخضع لقواعد رياضة المصارعة، ويتّسم القتال فيها بالدموية، كما تنتهي بعض نزالاته، أحيانا، بنتائج تراجيدية. أقام الصفوي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالضبط في حي «برونكس» الشهير في مدينة نيويورك، مدة 12 سنة، رفقة زوجته وأبنائه، حيث زار المغرب مؤخرا لرؤية عائلته في الدارالبيضاء، قبل أن يقفل عائدا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية سريعا. هناك، ظل الصفوي يتدرب بشكل مكثف، إذ يروي شقيقه أنه تمرينه اليومي يتسم بانضباط كبير، كما أن إحماءه يكون عبر الركض جارا خلفه سيارة... قوة الصفوي أهّلته إلى دخول مسابقات ما يعرف بفنون الحرب المختلطة (MMA) والتي تُنظَّم في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتدر على محترفيها أرباحا كبيرة. تُستعمَل في هذه الرياضة فنون حرب مختلفة وتتطلب جلَدا وقوة جسدية كبيرين، والخسارة فيها لا تكون إلا من خلال الضربة القاضية، أي «الكاو»، أو استسلام الخصم، وهو ما يسمى في هذه الرياضة «تي كاو». برز الصفوي كثيرا في هذه الرياضة العنيفة، كما أنه من بين «المحاربين» القلائل الذين يحترفون مسابقات فنون الحرب المختلطة داخل أقفاص، والتي يصعب على الخصم خلالها الفرار، ولا تنتهي المنازلات إلا بعد سيل الدماء بسبب الضربات القوية، كما أنه أصيب مرارا جراء ممارسته هذه الرياضة الخطرة، كما تلاحقه إصابة في كتفه منذ مدة طويلة.