يشتهر تلاميذ بين أقرانهم بأن لهم أدمغة استثنائية، يكشف عن ذلك حصولهم على معدلات تعتبر «خيالية» في نظر أساتذة وتلاميذ. هدى أبرارو، إحدى هؤلاء التلاميذ الذين امتازوا بنبوغهم، بعدما شدّت إليها الأنظار عندما حصلت على الرتبة الأولى في امتحانات الباكلوريا على الصعيد الوطني لسنة 2009. أثنت عليها كل الأطر التربوية في الثانوية التأهيلية «أبي ذر الغفاري» في حي الفتح في الرباط، لمثابرتها واجتهادها، باعتبارها قد شرّفت الثانوية بحصولها على المرتبة الأولى، فهي من بين التلاميذ النوابغ الذين وضعوا بصمتهم في الثانوية. وقد حصلت هدى على أعلى معدل في سنة 2009 في امتحانات الباكلوريا -مسلك العلوم الفيزيائية، وهو 18.67. درست هدى في مدرسة خاصة بالتعليم الأولي إلى حدود مستوى الخامس ابتدائي، لتُتمّ دراستها في مؤسسة عمومية، تابعت دراستها بتفوق ونجاح إلى أن انتقلت إلى الثانوية التأهيلية «أبي ذر الغفاري»، إلى حين حصولها على الباكلوريا. كانت هدى، بشهادة رفاقها وأساتذتها، مواظبة على حضور دروس التقوية والدعم، فالحصول على نقطة عالية ليس بالأمر الهيّن، حسب هدى، فلا بد من التركيز والاجتهاد والمثابرة. وقد جاء اختيارها للعلوم الفيزيائية نتيجة قناعتها ولإيمانها بإمكانياتها، رغم أنها كانت متميزة في مادة الرياضيات، حيث سبق لها أن شاركت في أولمبياد الرياضيات في مستوى السنة الدراسية التاسعة والسنة أولى باكلوريا، واحتلت الصدارة على صعيد الجهة. تتحدر التلميذة المتفوقة من أصول شمالية في مدينة القصر الكبير، غير أن مسقط رأسها كان في العاصمة الرباط، من أبوين موظفين، يعمل الأب في مديرية التعليم الفلاحي، التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، والأم تقنية مختبر في المعهد الصحي الوطني في الرباط، وكانا يوفران لها كل متطلبات وشروط التحصيل التعليمي المريح، حتى تتمكن من تحقيق النقطة الأولى وطنيا.. على أن رقم هدى القياسي لم يدم سوى سنة واحدة، حيث تمكّن تلميذ متفوق آخر من تحطيمه، سنة بعد ذلك، ويتعلق الأمر بياسر الروكي، الذي حصل على شهادة الباكلوريا بمعدل يفوق الذي حصلت عليه هدى. لا يرتبط الحصول على معدل عالٍ بذكاء الشخص أو بموهبة علمية بقدْر ما يرتبط باجتهاده في التحصيل والعلم،.. هذا ما وقع لياسر الروكي، الذي حصل على معدل 18.92 هذه السنة كأعلى معدل على الصعيد الوطني. درس ياسر، في مدرسة خاصة سنوات تعليمه كلها منذ الابتدائي. «غامر» معه والداه بالنظر إلى فقدانهما الثقة في المدرسة العمومية، خصوصا في الجانب المتعلق بتعليم اللغة الفرنسية، فأكمل ياسر دراسته الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية في مدارس خاصة. اختار شعبة العلوم الرياضية لتحقيق طموحه المستقبلي لولوج شعبة الهندسة. يقول ياسر إنه استعد جيدا لنيل الباكلوريا، فمنذ بداية السنة، يقوم بالتحضير والتهييء لاستقبال الامتحان، مكتفيا بالمراجعة لوحده، فهو لا يحبذ فكرة التحضير الجماعي. كما استفاد ياسر من توجيه أسرته، ويأمل أن يتمم دراسته الجامعية في الخارج.