دعت عشرات الأسر من آباء وأولياء الأطفال في وضعية إعاقة، المتحدرين من الدارالبيضاء، رئيس الحكومة الجديد، عبد الإله بنكيران، إلى الاهتمام بأطفالها، من خلال تمكينهم من مقاعد دراسية لتهذيبهم وتعليمهم، وتجاوز ما أسموه «أخطاء» وزارة نزهة الصقلي، التي رفضت، حسب شكاية لهم توصلت «المساء» بنسخة منها، تخصيص دعم للتمدرس لفائدة أطفالهم، حيث إن جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالدارالبيضاء رفضت استقبال ما يقارب 80 طفلا معاقا بسبب عدم توفرها على ميزانية خاصة بهم من الوزارة الوصية، رغم أن رئيس هذه الأخيرة أبدى استعداده ورغبته في استقبال أبنائهم غير أن غياب الدعم يظل هو العائق الوحيد، حيث إن الجمعية تضم أكثر من 400 طفل في وضعية إعاقة ذهنية وهم أطفال ينتمون إلى أسر فقيرة. ونددت الأسر بوضعية أطفالها وبحرمانهم من حقهم في التعليم اعتبارا لأنه حق دستوري تضمنه المواثيق الدولية كما أنه حق مكفول للجميع، وهو يشكل حلقة مهمة لهؤلاء الأطفال وسيكون عاملا في تهذيبهم، من خلال البرامج البيداغوجية التي توفرها الجمعية المذكورة سلفا. وأكدت الأسر نفسها أن على الدولة تحمل قسط من المسؤولية الملقاة على عاتق أسر هؤلاء الأطفال الذين يعانون معهم على مدار اليوم، حتى إنه يستحيل تركهم أو إغفالهم لحظة واحدة، وهو ما يشكل تحديا كبيرا لكل الأسر، علما أن بعض هذه الأسر تضم طفلين إلى أربعة أطفال في وضعية إعاقة ذهنية، حيث إن العامل المادي وضيق ذات يد هذه الأسر جعلها عاجزة عن توفير ظروف خاصة لأطفالها، إذ إنهم محرومون من العديد من الأشياء، وأن حرمانهم أيضا من الدراسة والتعلم يزيد من حجم مأساة الأسر التي لم تفلح مساعيها في شيء، حيث طرقت أبواب وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، مثلما طرقت أبواب العديد من الجهات المسؤولية. وشددت العائلات على تشبثها بحق أطفالها في التعلم، وأنها لن تدخر جهدا في سبيل تحقيق ذلك، حيث ستواصل احتجاجها، وستصعد منه لأنها تعلم حجم معاناتها والحاجة الماسة لأطفالها في التعلم حتى يندمجوا نسبيا في الحياة، وأن هذا المطلب لن يتحقق إلا إذا خصصت الوزارة ميزانية خاصة لهؤلاء الأطفال حتى ينخرطوا في الجمعية المذكورة، التي لم تبد أي رفض في استقبالهم إذا توفر شرط الدعم لهم من الوزارة الوصية. تقول الروداني ثريا (أم طفلة في وضعية إعاقة): «أنا أعاني مع طفلتي كثيرا، الآن بلغت 14 سنة ومنذ أن كان عمرها أربع سنوات وأنا أسعى إلى إدماجها دون أن أتمكن من ذلك. طفلتي بحاجة إلى التعلم وأنا لن أتنازل عن حقها هذا». وتقول صبري زهراء (أم طفل في وضعية إعاقة): «إننا نتقاسم جميعا المعاناة نفسها ونحن في أمس الحاجة إلى دعم الدولة لأطفالنا لأنهم جزء من هذا المجتمع. ولهم الحق في التعلم تحت أي ظرف».