محمد أحداد توقع أحمد عصيد، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن تواجه حكومة الإسلاميين مقاومة كبيرة من لدن ما أسماها «لوبيات ومافيات» الإدارة التي تبسط سيطرتها على الوزارات وأجهزتها خلال ندوة نظمتها الجمعية المغربية لطلبة علوم الإعلام أول أمس. كما أبرز عصيد في معرض مناقشته للكيفية التي ستتعاطى بها حكومة بنكيران مع ملف الأمازيغية أن «أكبر عدو للأمازيغية في الحكومة المقبلة هو حزب الاستقلال وليس حزب العدالة والتنمية لأن هذا الحزب أبان خلال مساره أنه كان دوما حاقدا على الأمازيغية»، مؤكدا على أن «انتقادنا لبنكيران كان مرده العبارات المشينة التي وصف بها حرف تيفيناغ وقلنا إذاك إن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لا يعرف تاريخه وحضارته، لكن هذا لا يثنينا عن التأكيد أن وجها مثل سعد الدين العثماني كانت له مواقف مشرفة من الأمازيغية، إذ قام بدراسة أكثر من 61 دستورا ليبين مشروعية دسترة الأمازيغية». من جهته، أكد بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن حكومة عبد الإله بنكيران ستمارس كل صلاحياتها الدستورية وستواجه بحزم كل لوبيات الفساد. وقال التليدي إن «الذكاء السياسي للأمين العام لحزب العدالة والتنمية كان من بين أهم الأسباب التي أدت إلى فوز الحزب بالانتخابات التشريعية». وأضاف التليدي «رغم أن ما جاء في الدستور لم يكن في مستوى تطلعنا، لكن سنسعى بكل الوسائل إلى تحصين المكتسبات التي جاء بها الدستور الجديد». وقال التليدي موجها كلامه إلى نجيب شوقي عضو حركة 20 فبراير: «صحيح أن ثمة فسادا ينخر الإدارة، لكن الفساد الذي تتحدث عنه الحركة لا تعرف عنه شيئا». في السياق نفسه، عاد نجيب شوقي، أحد أبرز قياديي حركة 20 فبراير، ليؤكد أن الحركة لن توقف احتجاجاتها وستستمر في تعبئة شرائح الشعب المغربي كقوة ضغط لإسقاط الدستور الجديد، مضيفا أنه «لا حوار ولا مهادنة مع الحكومة المقبلة لأنها حكومة فاقدة للشرعية تستمد قوتها من دستور غير ديمقراطي ولا تمثل سوى فئة قليلة من الشعب المغربي»، في رد واضح على الدعوات، التي كان أطلقها رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران بشأن استعداده لفتح قنوات الحوار مع شباب الحركة والإنصات إلى مطالبهم. وقال نجيب شوقي إن الحكومة الحقيقية تتمثل في «المحيط الملكي الذي يتحكم في كل شيء وليست حكومة بنكيران»، موضحا أن «الحركة إذا رأت أن حكومة بنكيران فعلا ستواجه هؤلاء فإنها ستسندها لأننا نبتغي أن تسود دولة ديمقراطية لا يتمتع فيها أحد بالامتياز».