تعرضت سيدة فتنامية تبلغ من العمر 70 سنة إلى اغتصاب من طرف فلاح يشتغل عندها في ضيعية كان الراحل الحسن الثاني قد وهبها لها للعيش فيها ب«دوار السفاري» بأحواز مدينة سيدي يحيى الغرب، التي تبعد عن القنيطرة ب 15 كيلومترا. ووضعت النيابة العامة الظنين (إ. ز)، 30 سنة، رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المدني بالقنيطرة، في انتظار محاكمته في حالة اعتقال خلال الجلسة التي حُدد لها تاريخ الثاني عشر من هذا الشهر. هذا في الوقت الذي توجد فيه الضحية، التي يناهز عمرها السبعين عاما، بإحدى غرف العناية المركزة لمصحة خاصة، حيث تخضع لعلاج مكثف. فصول هذه القضية انطلقت، بحر الأسبوع المنصرم، حينما عثر أحد أفراد عائلة العجوز على هذه الأخيرة وهي في حالة صحية جد متدهورة، معصوبة العينين، مقيدة اليدين، وآثار الخوف والفزع والذهول تكاد تنال من جسدها النحيف الذي لم يتوقف عن الارتجاف، الأمر الذي دفعه إلى إشعار مصالح الدرك، وكذا سفارة بلده بالعاصمة الرباط. وكشفت التحريات الأولية، التي باشرها محققو المركز القضائي للدرك الملكي بالقنيطرة، والإفادات التي أدلت بها العجوز الفيتنامية أثناء الاستماع إليها في محاضر رسمية، أن المتهم تسلل تحت جنح الظلام إلى مقر إقامة الضحية، وظل مختفيا في أحد أركان منزلها الريفي إلى أن حل الليل، ليقتحم عليها غرفة نومها بغتة، وهي ممددة فوق سريرها، فوضع قناعا على وجهها الذي أنهكته تجاعيد الحياة، في محاولة منه لمنعها من التعرف على ملامح وجهه، قبل أن يشرع في تكبيلها في خطوة استباقية لصد أي مقاومة قد تبديها، ومارس عليها الجنس بوحشية، ثم فر إلى وجهة مجهولة، بعدما لم يفلح في إجبارها على الكشف له عن المكان الذي تخبئ فيه أموالها للسطو عليها، تاركا إياها في حالة نفسية جد رهيبة، حيث تم نقلها إلى المركب الاستشفائي الإدريسي بالقنيطرة ومنه إلى مصحة خاصة في المدينة نفسها. دقة التحري في هذه القضية، وعمق أسئلة المحققين، مكنا من تحديد قائمة المشتبه في ارتكابهم لهذه الجريمة، خاصة بعدما كشفت كل المعطيات أن الجاني هو واحد من الفلاحين العاملين في الضيعة، ليتم اعتقال المتهم الرئيسي بعد مرور 6 ساعات فقط على وقوع حادث الاغتصاب، ووضعه رهن الحراسة النظرية بتعليمات من نائب الوكيل العام للملك. الظنين (إ. ز)، الذي يعمل فلاحا لدى ضحيته، اعترف بجريمته بعدما خضع لبحث معمق ودقيق بالمركز القضائي للدرك الملكي بالقنيطرة، وقد تمكنت العجوز من التعرف عليه عن طريق نبرات صوته ورائحة يديه. وعلمت «المساء» أن سفير دولة الفيتنام الذي ظل حريصا على تتبع أطوار التحقيق بأدق تفاصيله، وجه تهنئة خاصة إلى رجال الدرك لنجاحهم في تحديد هوية المتهم باغتصاب المواطنة الفيتنامية واعتقاله في ظرف قياسي.