اهتز أحد الأحياء الشعبية بفاس، زوال أول أمس الأربعاء، على وقع جريمة قتل صادمة ذهبت ضحيتها تلميذة كانت قد خرجت للتو من إحدى الحصص التعليمية بإعدادية عمر بن الخطاب بمنطقة زواغة. فقد عمد الجاني، بعدما فشل في «إقناع» التلميذة ب«مرافقته» إلى طعنها بالسلاح الأبيض في جهة القلب، قبل أن يلوذ بالفرار. وتبلغ الضحية «سعاد.ق» قيد حياتها 14 سنة، وكانت تدرس في المستوى الثامن من التعليم الأساسي. وحكى مصدر مقرب ل«المساء» عن تفاصيل صادمة للجريمة. فقد وقعت عين الجاني على التلميذة وسط مجموعة من وفيقاتها، بينما كن قد خرجن من هذه الإعدادية التي تعاني من «العزلة» وغياب دوريات الأمن، وتفشي الاعتداءات والتحرشات الجنسية المتكررة على التلميذات. ورفضت «سعاد» مرافقة الجاني، ما أغضبه، ودفعه إلى طعنها بالسكين في القلب. ولأن التلميذات المرافقات اعتقدن أن الإصابة كانت «خفيفة»، فقد نقلن الضحية، وهي تنزف الدم، إلى منزل عائلة الجاني لإخبار عائلته بحكاية الاعتداء، لكن الفتاة القاصر فارقت الحياة. واستنادا إلى المعطيات التي توفرت عن الجاني، تحركت عناصر الشرطة القضائية للبحث عن «السنبلة» الذي لاذ بالفرار. وتم البحث عنه في حي بنزاكور الشعبي الذي تقطن فيه عائلته، دون جدوى. واستغرق أمر إلقاء القبض عليه حوالي خمس ساعات. ولجأت عناصر الشرطة إلى وضع اليد على شقيق له، وتم نصب كمين ل»السنبلة»، الذي وجد مختبئا في منزل جدته في نفس الحي الشعبي. وكانت الجريمة قد هزت هذه المنطقة الشعبية، وخلفت حالة من الذعر في أوساط أولياء أمور التلميذات، خصوصا أمام انتشار شائعات تفيد بأن مجهولا بدأ في تنفيذ سلسلة اعتداءات ضد التلميذات الجميلات بالقرب من مؤسسات تعليمية تعيش غياب «الأمن المدرسي»، ويتردد المنحرفون على محيطها. واتضح الجزء الكبير من الجريمة بعد إلقاء القبض على «السنبلة»، حيث وضع الجاني رهن الاعتقال لاستكمال التحقيق معه وتقديمه إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، في حين أحيلت جثة الضحية على مستودع الأموات، لإجراء التشريح الطبي، واستكمال ترتيبات الدفن.