يخوض عشرات الطلبة من جامعة محمد الأول في وجدة، منذ الاثنين الماضي، اعتصاما مفتوحا أمام مقر إدارة شركة لحافلات النقل الحضري، استجابة لنداء التنسيقية الحاملة لشعار «جميعا من أجل إيجاد حلول لمعضلة أزمة النقل بوجدة»، المكونة أساسا من طلبة وتلاميذ وعمال يعانون بشكل يومي من أزمة النقل الحضري، واستنكارا لصمت المسؤولين الساهرين على الشأن المحلي. وسبق لهؤلاء الطلبة والتلاميذ والعمال أن نفذوا وقفتين احتجاجيتين أمام مقر قصر بلدية الجماعة الحضرية في وجدة، الأولى كانت يوم الجمعة 21 أكتوبر والثانية يوم الجمعة 18 نونبر. وفي تصريح ل»المساء»، أوضح عماد الزغودي، أحد أعضاء تنسيقية «جميعا من أجل إيجاد حلول لمعضلة أزمة النقل بوجدة»، أن الطلبة ينفذون اعتصاما مفتوحا متواصلا عبر التعبئة بأربع لجان تؤمّن استمرار الاعتصام 24 ساعة متواصلة ودون انقطاع، وذلك إلى غاية الاستجابة لمطالب المحتجين، مع مقاطعة الشبابيك، أي عدم أداء واجب البطائق لاستعمال حافلات شركة النقل الحضري بجميع الخطوط من وإلى جامعة محمد الأول، مع استعمالها عنوة دون الأداء. وأضاف المتحدث أن هناك أزمة خانقة في قطاع حافلات النقل الحضري الخاصة بشركة النقل الحضري التي تتخبط في العديد من المشاكل مع عمالها، الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا بتوفير أسطول كاف قادر على امتصاص الكم الهائل من مستعملي وسيلة النقل هذه، بدل الأسطول المتهالك والحافلات الشائخة التي غالبا ما تتوقف بسبب الأعطاب وتضيع معها مصالح التلاميذ والطلبة والموظفين والعمال، وهو الوضع الذي يطرح مجموعة من التساؤلات تتعلق بتحرك ضمير المسؤولين والجهات الوصية لوقف هذه الإهانات بشتى أشكالها وحلّ هذه الأزمة. وندد الطلبة المحتجون بما وصفوه بصمت السلطات المحلية تجاه إهمال هذه الشركة لتوفير حاجيات المواطن الوجدي، بل الأكثر من ذلك أنه جاءت في المقابل زيادة في ثمني التذكرة والبطاقة، انتظر من ورائها المواطن لسنوات تحسنا في الخدمات وتجديد الحافلات، غير أن الأمور ظلت على حالها، بل زاد الوضع تفاقما واستفحالا، ولم تقم هذه الشركة - إنقاذا للوضع- سوى بما ينم عن السخرية من المواطنين، ذلك أنها عمدت إلى صباغة الحافلات المتهالكة وتقديمها على أنها جديدة بيد أنها لا تسير إلا بضعة أمتار ثم تتوقف، بالإضافة إلى إخلال شركات النقل بدفتر التحملات. كما حمل المحتجون الجماعة الحضرية لمدينة وجدة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بحكم أنها هي صاحبة القرار والمراقبة والمحاسبة. وتعهد الطلبة بعدم فك الاعتصام وبالاستمرار في تنفيذ الوقفات الاحتجاجية حتى حل هذه الأزمة بشكل جدي لا بالحلول الترقيعية، محملين الجهات المسؤولة، في حالة عدم التدخل في أقرب وقت، كامل المسؤولية عما سيلي ذلك من خطوات نضالية تصعيدية في أفق مقاطعة الشركات وشبابيكها.