«جاء هذا الإضراب الإنذاري لأربع ساعات نتيجة تماطل السلطات المحلية والجماعة الحضرية لمدينة وجدة، الوصي على هذا القطاع، بمعنى أن مسؤولي الإدارة غائبون متجاهلين حقوقنا وكرامتنا، ومن خلال هذا الإضراب نعبر عن استيائنا العميق لما آلت إليه أوضاع الشغيلة بشركة حافلات النور للنقل الحضري بوجدة...» يصرح ل«المساء» عبد العزيز مرزاق، الكاتب العام لنقابة مستخدمي حافلات النور، المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل بوجدة. وأشار إلى أن عمال شركة حافلات النور للنقل الحضري يعانون التهميش وهضم أبسط الحقوق التي يضمنها لهم قانون الشغل، و«الحكرة» والاستعباد، في غياب تام للمسؤولين بالمدينة رغم العديد من المراسلات والجلسات الحوارية. منذ خمس سنوات والملف المطلبي المشروع مطروح ولا أحد حرك ساكنا. من هو المسؤول عن هذه الشركة ومن وراء سلطة هذا المسؤول؟ الطرد والتشريد وهضم الحقوق هي شعار مسؤولي الشركة». وأكد المسؤول النقابي على أن هذا الإضراب الذي شلّ حركة النقل والتنقل بالمدينة يعد إنذاريا، لكن في غياب حلول سيعرف الوضع تصعيدا من خلال اعتصام للعمال مع أسرهم وعائلاتهم. وطالب المحتجون برحيل مسير الشركة ومعاونيه وبتعيين مدير إداري بدل المسير الحالي الذي يعتبر أصل جميع مشاكل شغيلة شركة حافلات النور للنقل الحضري حسب قول النقابي. «الشركة تجني أرباح والعمال كْلاهم تمساح» و»يا عمال الحافلات الجماعة هي المأساة»... تلك بعض الشعارات التي رددها أكثر من 300 من عمال ومستخدمي شركة حافلات النور للنقل الحضري بوجدة في وقفة احتجاجية نفذوها، صباح يوم الخميس 5 ماي 2011، انطلاقا لإضراب إنذاري لأربع ساعات، من الساعة الحادية عشرة والنصف إلى حدود الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بمحطة الحافلات بساحة سيدي عبد الوهاب، حيث تجمعت الحافلات وتجمهر العمال واحتشد المواطنون الذين انضموا إليهم ورددوا معه شعاراتهم الاستنكارية التنديدية، احتجاجا على أوضاعهم المزرية وتملص الجماعة الحضرية من مسؤولياتها وصمت مندوبية الشغل وسياسة الآذان الصماء التي تنهجها السلطات المحلية وعجز الجميع عن مواجهة مسير/ صاحب شركة النور بوجدة. وجاء في بيان المكتب النقابي لمستخدمي حافلات النور، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أنه في ظل الصمت المطبق الذي تنهجه إدارة شركة حافلات النور بوجدة والتهرب من الحوار الجاد والمسؤول لحلّ المشاكل المتفاقمة التي يعاني منها مستخدمو الشركة، وفي غياب أي مبادرة جادة ومسؤولة من طرف السلطات المحلية وممثلي الجماعة الحضرية ومندوبية الشغل، ورغم المحاولات الكثيرة التي عبر عنها المكتب النقابي خلال جميع الدعوات التي وردت من جميع الجهات فإن صبر المستخدمين قد نفذ، وعليه قرر المكتب النقابي في اجتماعه ليوم 24 أبريل 2011 الاستمرار في تنفيد البرنامج النضالي، ومطالبة السلطات المحلية بوجدة اتخاذ جميع الإجراءات لإلزام المسؤول باتخاذ الشركة بالامتثال للقانون، والمطالبة بإجراء افتحاص للكيفية التي تسير بها الشركة. وفي الأخير دعا المكتب النقابي كافة المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية والهيئات النقابية إلى دعمهم ومساندتهم في نضالاتهم، كما دعا كافة المستخدمين بالشركة إلى الانخراط الفعلي في المسلسل النضالي الذي سطره، بدءا بالإضراب الإنذاري إلى أشكال أخرى أكثر تصعيدا في حال عدم الاستجابة للملف المطلبي للعمال والمستخدمين بالشركة. لقد سبق أن وجه الكاتب العام رسالة «استنكار وطلب تدخل» مؤرخة في يوم الأربعاء 9 فبراير 2011، إلى كلّ من والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، ومندوب وزارة الشغل بوجدة وباشا مدينة وجدة، يخبر فيها بالتطورات الخطيرة التي تؤول إليها أوضاع العمال بشركة النور، والتي تزداد تفاقما يوما بعد يوم. ومن جهة أخرى، طالب المكتب النقابي لمستخدمي حافلات النور والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة/أنجاد، وانطلاقا من الوضعية المزرية التي يعيشها العمال المطرودون والعاملون بشركة النور، بضرورة تفعيل اللجنة العاملة للبحث والمصالحة والعمل على إنصافهم من خلال تحقيق مطالبهم ورفع الظلم الذي طالهم.