اضطرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية في مدينة تنغير إلى جمع تبرعات من أجل تسديد فاتورة إجراء عملية جراحية مستعجلة في إحدى المصحات الخاصة بمدينة ورزازات لطفل يتيم في وضعية صعبة، وذلك بعد أن رفض مسؤولون في مستشفاها الإقليمي استقباله. وتحدثت جمعيات في المدينة، في بيان مشترك، عن «عقاب جماعي» للمدينة، وعن «ميز عنصري» يستهدف سكانها. وقالت إن غياب الحد الأدنى من العلاج في مستشفى تنغير يضطر العائلات إلى مرافقة مرضاها في اتجاه جميع مستشفيات المغرب، فيما ينتظر الموت من ليست له الإمكانيات المادية لطلب العلاج خارجها. وبررت إدارة مستشفى ورزازات رفضها استقبال الطفل اليتيم نورد الدين، الذي أصيب بتمزق في المعدة، بأن على طاقم مستشفى تنغير القيام بواجباته المهنية. ومكث الطفل نور الدين حوالي 24 ساعة في قسم المستعجلات بمستشفى ورزازات، «وهو يتقطع ألما في بطنه مع ما يمكن أن يكون لتأخير العملية من مضاعفات خطيرة (تعفن داخلي) عليه، فلا قسم الجراحة قام بواجبه بإجراء العملية ولا إدارة المستشفى قامت بواجبها بتقديمه إلى مستشفى آخر إذا كانت حالته مستعصية فعلا كما ادعت في آخر لحظة»، تقول الجمعيات التي احتجت على هذا الوضع، مضيفة أنه ليس من المعقول «إقحام طفل يتيم ومحروم في مشاكل التسيب الإداري وعدم القيام بالواجب في مستشفى تنغير». وطبقا للبيان المشترك للجمعيات، فإنه تم إخبار مندوب وزارة الصحة والمسؤولين في عمالتي ورزازات وتنغير والنيابة العامة بهذه الواقعة، «لكن بدون جدوى». وخوفا من تدهور حالة الطفل المريض من شدة الألم والتعفن، اضطر مرافقوه إلى الذهاب به إلى مصحة خاصة تبعد بحوالي 200 متر عن المستشفى، «في انتظار مساهمات مجموعة من المواطنين داخل المغرب وخارجه للتكفل بالعملية الجراحية». وطالبت هذه الجمعيات وزارة الصحة بفتح تحقيق في هذا «التصرف»، و»إنصاف» سكان المدينة من خلال تجهيز المستشفى وتعيين الطاقم التقني والطبي الذي ينقصه.