شهدت مكاتب التصويت بالدائرة الانتخابية للقنيطرة خلال الساعات الأولى من صبيحة يوم الاقتراع إقبالا متوسطا، لاسيما في المناطق التي تعرف كثافة سكانية مهمة، وتشير كل المعطيات إلى أن نسبة المصوتين سترتفع بشكل كبير خلال الفترة المسائية، بعدما فضل عدد مهم من الناخبين تأجيل التصويت إلى ما بعد صلاة الجمعة. ولم تخل عملية التصويت، رغم أنها في بدايتها، من تعثرات وتجاوزات وصفت بالخطيرة، وكانت أولى الملاحظات التي قد تشكل عائقا كبيرا أمام الكثير من المصوتين للقيام بواجبهم الوطني، وتجبرهم على عدم التصويت، هو إلزامهم بالكشف عن رقمهم الترتيبي في لوائح المسجلين في اللوائح الانتخابية كشرط أساسي لمباشرة عملية الانتخاب، وهو الأمر الذي لم يتحقق للكثيرين لعدم توصلهم بالإشعارات الخاصة بأماكن التصويت، والتي تتضمن البيانات المذكورة. وشوهد عدد من المواطنين وهم يقفون في طوابير أمام مكاتب الإرشاد للتعرف على مكان التصويت والرقم الترتيبي الخاص بهم، وهو ما أثار استياء بعضهم، إلى درجة أنهم غادروا أماكن الاقتراع دون تصويت، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية بأنه عمل مدبر يستهدف أحزابا بعينها في مناطق معينة، كعين السبع والمهدية وأولاد امبارك وسيدي الطيبي والساكنية. وعاينت «المساء» أثناء زيارتها لأحد أماكن التصويت التابعة لنفوذ الدائرة الحضرية المعمورة صندوقا زجاجيا خاصا بالتصويت مرميا بشكل عشوائي وسط حديقة تقع وسط مدرسة إعدادية، ومع أن هذا يشكل خرقا خطيرا يضرب مصداقية عملية الاقتراع في العمق فإن لا أحد من المسؤولين انتبه إلى هذا الأمر، حيث ظل الصندوق الزجاجي طيلة ساعات على حالته. خروقات أخرى تم رصدها في العديد من مناطق الدائرة الانتخابية، فوفق تصريحات الملاحظين الذين التقتهم «المساء»، فإن الحملة الانتخابية لبعض المرشحين استمرت حتى يوم الاقتراع، وقال أحدهم إن بعض المواطنين واصلوا الدعاية لوكيل لائحة الاتحاد الدستوري بدوار أولاد مسعود بجماعة عامر السفلية، كما قام مواطن بحملة لفائدة ميلود الشعبي، مرشح حزب البيئة والتنمية المستدامة، على مرأى ومسمع من الجميع بمنطقة سيدي عياش، فيما ظلت العديد من حافلات النقل الحضري بالقنيطرة تحمل شعارات نفس المرشح دون أن تبادر إدارة الشركة إلى إزالتها كما ينص على ذلك القانون.