كشف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كواليس «الوساطة» التي قام بها محمد المعتصم، المستشار الملكي ورئيس آلية متابعة تعديل الدستور، بين قيادة العدالة والتنمية والملك محمد السادس لتعديل عبارة «الملك مقدس» في الدستور. وأوضح بنكيران، الذي كان يتحدث، أول أمس، أمام المئات من أنصار الحزب ومتعاطفيه ومواطنين حجّوا إلى التجمع الخطابي الذي نُظِّم في منطقة «باب دكالة» في مراكش، أن قيادة حزبه أبلغت المستشار الملكي أنها «محرجة» من عبارة «الملك مقدس» وأن على المعتصم أن يبلغ الملك أن قيادة الحزب تلتمس منه تعديل هذه العبارة. وأضاف بنكيران أن المستشار الملك قام بواجبه وأبلغ الملك برسالتنا كما يجب، فما كان من الملك محمد السادس إلا أن قال لقيادة الحزب على لسان المستشار الملكي محمد المعتصم، «لله القداسة والعصمة، وأنا ملك الوطن». وأشار بنكيران إلى أنه بعد أن قبِل الملك تعويض هذا العبارة، قام القيادي في العدالة والتنمية باقتراح عبارة «شخص الملك يتمتع بالاحترام والتوقير». وعلق بنكيران على ما ورد في وثائق «ويكِليكس» السرية، من أن الإسلاميين ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية قائلا إن «علاقتنا بالملك ليست مبنية على المحبة وإنما على مصلحة الوطن»، قبل أن يستطرد قائلا: «المحبة تتغير في يوم إلى كراهية»، موجها نقده لبعض المحيطين بالملك، ووصفهم ب»العفاريت»، وقال إنه لا يعلم ماذا يقولون له، قبل أن يختم كلامه قائلا: «يوم يعرف حقيقتنا، لن يجد في التعامل معنا سبيلا». وقال بنكيران إن حزبه كان سنة 2007 في مواجهة وزارة الداخلية، لكنه اليوم في مواجهة حسني مبارك وزين العابدين بنعلي ومعمر القدافي. ورد القيادي الإسلامي على وصف صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني الأحرار، واصفاً إياه ب»الحلايقي»، قائلا إنه لا يعير اهتماما ل«اللّي جابهومْ إلياس العماري»، مشيرا إلى أن مزوار رفض الحضور إلى مناظرة أعدّتها قناة «ميدي1 سات»، قبل أن تعوضه بالمحامي عبد اللطيف وهبي. وتحدى بنكيران صلاح الدين مزوار، رئيس حزب «الحمامة»، بمواجهته اليوم الخميس في قناة تلفزيونية قبل يوم من التصويت. وأكد القيادي في العدالة والتنمية أن حزبه لن يشارك في حكومة «مهزوزة لا علاقة لها بالشعب» وأنه لن يستجيب للاتصالات التي تؤكد أن هناك تعليمات عليا، مشددا على أن التعليمات يجب أن تكون مباشِرة إذا كانت حقيقة من الملك. واستغرب بنكيران قرار إغلاق دُور القرآن، مشيرا إلى أنه لا حزب «تجرأ» على تبنّي هذا الموضوع، ورد على وزارة الداخلية قائلا: «إذا كنت تحاربين السلفيين، حاربي تجار المخدرات وموزعي الأفلام الإباحية»، قبل أن يتساءل عن سبب استدعائها الشيخ محمد المغراوي من السعودية وإطلاق سراح الشيخ الفيزازي من السجن.