على مسافة قريبة بين العاصمة العلمية فاس والعاصمة الإسماعيليةمكناس، تبادل كل من عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وصلاح الدين مزوار، زعيم تحالف أحزاب الثمانية ورئيس التجمع الوطني للأحرار، مساء أول أمس السبت، الاتهامات في قاعتين رياضيتين مغطاتين في المدينتين وسط حضور مكثف لأتباع الحزبين. وقد وصف بنكيران في تجمعه الخطابي بفاس مزوار ب«العبد» الذي لا يمكنه أن يتحول إلى سيد على سيده ، فيما نعت مزوار بنكيران، في تجمعه بمكناس، ب«الحلايقي» الذي طالب بأن يكون حزبه هو الأول في الانتخابات القادمة وإلا سيخرج إلى الشارع. التساقطات المطرية، ومعها موجة البرد التي شهدتها مدينة فاس، مساء أول أمس السبت، لم تمنع أفواجا كبيرة من أنصار حزب العدالة والتنمية بمدينة فاس، من حضور تجمع خطابي قال فيه الأمين العام للحزب إن الدولة هي التي تحتاج إلى «نزاهة» الانتخابات، وتحتاج إلى «انتصار» حزب العدالة والتنمية، قبل أن يشير، في معرض آخر، وهو يخاطب أنصاره، إلى أن الحزب «يجب» أن يحتل المرتبة الأولى في الاستحقاقات القادمة. فيما كانت هناك أفواج أخرى من أنصار التجمع تحتشد في قاعة رياضية بمدينة مكناس لحضور لقاء خطابي ترأسه مزوار (رفقة كل من ياسر الزناكي ونوال المتوكل وأمينة بنخضرا ومحمد أوجار) حيث هاجم فيه كلا من حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية، قبل أن يتحول التجمع إلى حفل رقص فيه الجميع على نغمات أحيدوس وعيساوة وأغاني سعيدة شرف. مزوار قال إن المغرب عاش حوالي أربع سنوات دون وزير أول، في إشارة إلى «ضعف» عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال ورئيس الحكومة -التي يشغل مزوار منصب وزير ماليتها- الذي هاجم تحالف الثماني ووصفه ب«الخلطة». وأشار إلى أن حزب علال الفاسي يستغل التاريخ واستقلال المغرب من أجل «مصلحة» عائلات نافذة. وأكد بأن حزب العدالة والتنمية لا يملك أي مشروع سياسي وبأن خطاب هذا الحزب مبني على لغة واحدة هي محاربة الفساد بدون أي مشروع واضح. وأضاف مزوار بأن هذا الحزب يقول إنه يقتدي بالنموذج التركي، وهو النموذج الذي أكد مزوار بأن المغاربة سيواجهونه، كما واجهوا المد العثماني. وطالب بالتصويت لفائدة حزبه لكي يقود الحكومة المقبلة. أما بنكيران، الذي بدا منتشيا بالحضور الكثيف لأنصاره وبالشعارات التي تتغنى ب«قدوم» الإسلاميين، فقد هاجم تحالف أحزاب مجموعة الثمان، وحزب الأصالة والمعاصرة، وقال إن حزب «الجرار» الذي وصفه بالحزب «المشؤوم» عاداهم (من العدوى) بالأوبئة التي رافقته. واستخف بنكيران بهذا التحالف الذي يقوده الأحرار، وأشار إلى أن «الحمامة» لا يمكنها أن تنقذ «الجرار». ووصف بنكيران صلاح الدين مزوار الذي يقود هذا التحالف باسم التجمع الوطني للأحرار ب«العبد»، وأشار إلى أنه لا يمكنه أن يسير الحكومة، إذا ما احتل حزبه المرتبة الأولى، ولن يقف ضد من أسماهم بنكيران «المتنفذين». كما انتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية جماعة العدل والإحسان وأحزاب اليسار الداعية إلى مقاطعة الانتخابات، وأوضح بأن مقاطعة الانتخابات تفتح المجال أمام المفسدين وتجار المخدرات والمستبدين. ودعا المقاطعين إلى أن يظهروا «حنة يديهوم إذا كانوا يرغبون في الثورة»، قبل أن يضيف بأن أنصار حزبه لديهم رصاصة واحدة هي صوتهم. وبدا بنكيران واثقا من الانتصار الذي سيحققه حزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات البرلمانية ل25 نونبر الجاري، واستعرض مسارات الحزب، وقبله حركة التوحيد والإصلاح، ومعها تحدث عن «محن» رفض السلطات منح الترخيص لهذه الجمعية منذ التأسيس، ورفضها منح الترخيص لبعض أعضائها للاشتغال في السياسة، قبل أن يتم الانضمام إلى حزب الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب.كما أشار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى معاناة الحزب بعد الأحداث الإرهابية ل16 ماي 2003، وما رافق ذلك من دعوات تطالب ب«حله»، وما تعرض له من «ضغوطات» لحصر الدوائر الانتخابية التي غطاها في انتخابات سابقة. ودافع بنكيران عن الملكية، وقال إن حزبه يناصر الملكية. وأضاف بأن حزبه رفض النزول إلى الشارع، في إشارة إلى احتجاجات حركة 20 فبراير، لكي لا يعرض استقرار البلد للخطر، حسب قوله.