تتصاعد حدة الحرب الإعلامية بين كل من أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة خلال المرحة الأخيرة من الحملة الانتخابية، حيث تحولت المهرجانات الخطابية إلى منصات لتبادل مختلف أنواع الاتهامات والانتقادات اللاذعة. فبعد التصريحات "الساخنة" التي أطلقها عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة و التنمية يوم الجمعة بخصوص حزب الأصالة والمعاصرة والتي قال فيها إن هذا الحزب "مات وإكرام الميت دفنه"، هاجم صلاح الدين مزوار الأمين لحزب التجمع الوطني للأحرار بشدة حزب الاستقلال في شخص أمينه العام عباس الفاسي وذلك خلال مهرجان خطابي يوم السبت بمدينة مكناس وقال فيه إن "المغرب عاش طيلة الأربع سنوات الماضية بدون وزير أول"، مضيفا أن الفاسي "ظل صامتا طوال مزاولته لمهامه كرئيس للحكومة بشأن القضايا المصيرية للوطن، ولم يفتح فمه إلا خلال الحملة الانتخابية لمهاجمة أحزاب التحالف من أجل الديمقراطية المعروفة اختصارا ب G8 ". واتهم مزوار الذي هو وكيل لائحة حزب الحمامة في مكناس، حزب الاستقلال ب"استغلال التاريخ المشترك للمغاربة لخدمة المصالح الضيقة لبعض العائلات النافذة الموجودة في مراكز القرار منذ 50 سنة". وأكد أن الاستقلال ناضل من أجله كل المغاربة وهو ملك لهم جميعا وليس في ملكية حزب معين. كما طالب مزوار بوضع حد لما أسماه "ثقافة الريع السياسي". وفي معرض تعليق الأمين العام للتجمع الوطني للأحرار على انتقاد الفاسي لأحزاب التحالف قال "إنه يفعل ذلك لأنه خائف على كرسي رئاسة الحكومة وعل مصالح بعض العائلات النافذة". ولم يسلم حزب العدالة والتنمية بدوره من انتقادات مزوار حيث وصف الأمين العام لحزب المصباح ب"الحلايقي" مضيفا "إنه يتعامل مع السياسة بحال شي حلايقي قاليك إذا ماجاش الأول مكيناش الديمقراطية، وقاليك باش تكون الديمقراطية خاص الدولة تعاونو باش يجي هو الأول". واعتبر مزوار أن الحزب لا يملك مشروعا سياسيا واضحا ولا يتوفر على برنامج واقعي. مضيفا "عندما نسألهم عن مشروعهم يقولون إنهم يريدون القضاء على مظاهر الفساد، وعندما نسألهم عن الآليات لذلك يجيبون بأنهم يريدون تطبيق النموذج التركي". الأخير انتقده مزوار هو الآخر معتبرا إياه نموذجا لائكيا لا يمكن تطبيقه في المغرب الذي هو بلد إسلامي. ومضيفا "المغاربة مستعدون لمواجهة هذا النموذج كما واجهوا من قبل المد العثماني الذي وصل إلى كل الدول العربية باستثناء المغرب". --- تعليق الصورة: عباس الفاسي وصلاح الدين مزوار