قررت شركة «سوطيما» العاملة في الصناعة الصيدلية، نقل وحدتها لإنتاج الأنسولين من المغرب إلى الجزائر. ووقف كل الاستثمارات التي تهم تصنيع الأدوية المشتقة من التكنولوجيا الحيوية. وبرر عمر التازي، الرئيس المدير العام لشركة «سوطيما»، في تصريح ل»المساء»، القرار الذي اتخذه مجلس الإدارة هذا الأسبوع، بكون السعر الذي تشتري به الدولة الأنسولين، والمحدد في 16.80 درهما لا يغطي تكاليف المادة الأولية، هذا في الوقت الذي يباع فيه الأنسولين في الصيدليات ب178 درهما، مشيرا إلى أن مشتريات الدولة من الأنسولين هي الأهم بالنسبة إلى الشركة. وتتهم «سوطيما» الشركة الدانماركية «نوفو نورديسك» بإغراق السوق عبر المستورد «لابروفان» الشيء الذي أفضى إلى فقدان الشركة المغربية للسوق العمومية عبر طلبات العروض التي تطلقها الدولة، على اعتبار أن منافستها تقدم سعرا يقل بكثير عما تقترحه هي، مما أفضى إلى فقدان «سوطيما» للسوق المغربية، وتكبدها خسائر في سنة 2009 بلغت 3 ملايين درهم. وقال التازي إن شركته طالبت الدولة المغربية بإعمال مبدأ الأفضلية الوطنية، الذي يقضي بالسماح للمنتج الوطني بالبيع بسعر يزيد ب15 في المائة عن السعر الذي يقترحه المستورد الذي يتحمل تكاليف تقل عن المصنع، والعمل على حماية الصناعة الوطنية التي تلبي حاجيات 3.5 ملايين مغربي مصابين بداء السكري. وتعتبر الشركة أنه يجب حماية صناعة الأنسولين التي تعد مسألة حيوية في المغرب على غرار بلدان أخرى، غير أن بعض الآراء ترى أنه رغم الجهود التي بذلت فإن سعر الأنسولين مازال مرتفعا. وقال التازي إن الاتفاق الذي أبرم مع السلطات الجزائرية يمكن الشركة من سعر جد مرتفع للأنسولين الذي ستنتجه مع وعد بشراء كامل ما توفره وحدتها، مشيرا إلى أن الشركة ستشرع في الإجراءات التي تسبق نقل وحدتها المغربية إلى الجزائر، حيث ستسعى لشراء العقار الذي ستقيم عليها مصنعها. وترتب عن نقل إنتاج الأنسولين من بوسكورة بالدار البيضاء إلى الجزائر، قرار آخر تمثل في تعليق «سوطيما» لجميع برامج الاستثمار في المغرب المتعلقة بتصنيع الأدوية المشتقة من التكنولوجيا الحيوية، حيث شدد التازي على أن سعر تلك الأدوية التي توجه لعلاج السرطان والأدوية المضادة للوباء الكبدي كان سينخفض ب25 في المائة.