لا جديد حول مآل مظلمة شركة «سوطيما» العاملة في الصناعة الصيدلية، مما تعتبره إغراقا للسوق بدواء «الأنسولين» من قبل الشركة الدانماركية «نوفونور ديسك»، عبر المستورد «لا بروفان» الشيء الذي أفضى إلى فقدان «سوطيما» للسوق العمومي، على اعتبار أن منافسها قدم سعرا يقل بكثير عنها. وبدا، عمر التازي، الرئيس المدير العام لشركة «سوطيما»، خلال ندوة صحفية أول أمس الأربعاء متذمرا من موقف السلطات العمومية، وأكد أنه طرق أبواب الحكومة، خاصة الوزير الأول، لكن بدون جدوى، باستثناء وزير الصناعة، أحمد رضا الشامي، الذي لم يكف، حسب التازي، عن القول إنه يجب حماية صناعة محلية مغربية استراتيجية، ما دام ما تنتجه الشركة من الأنسولين يلبي حاجيات 3.5 ملايين مغربي مصابين بداء السكري. وقد لجأت الشركة التي اضطرت إلى توقيف سلسلة إنتاج الأنسولين التي تتوفر عليها ببوسكورة بالدار البيضاء، و لاذت بمجلس المنافسة، تطلب تحكيمه فيما تعتبره إغراقا للسوق من قبل شركة «نوفونورديسك»، حيث يقول مسؤولو «سوطيما» إن المجلس أنهى البحث الذي أجراه في الموضوع، ويرتقب أن يعقد دورة استثنائية من أجل الإعلان عما انتهى إليه نظره. ويعود أصل المشكل إلى السنة الفارطة، حين اقترحت «لا بروفان» التي تستورد الأنسولين من نوفونوديسك، في السنة الماضية سعرا، في طلب عروض لفائدة الدولة، لم يتعد 19.20درهما، هذا في الوقت الذي قدمت «سوطيما» سعرا في حدود 22.48 درهما، مما أزاح هاته الأخيرة، التي فقدت السوق المغربي الذي كانت تعتبر المزود الوحيد له بالأنسولين. وتدفع الشركة بأن السعر الذي اقترحته منافستها، لا يصل إلى كلفة الأنسولين الذي تنتجه للسوق المغربي، وتشدد على أن صناعة «الأنسولين في المغرب مسألة حيوية، غير أن بعض الآراء كانت أشارت حين ثار هذا المشكل إلى أن المسألة تعود إلى عدم تنافسية الطرف المشتكي، ملاحظين أنه رغم الجهود التي بذلت في المغرب مازال سعر الأنسولين مرتفعا. وفي السنة الفارطة، تمكنت شركة سوطيما من شراء «نوفارتيس فارما»، حيث ستصبح بفعل هاته الشراكة المنتج في إطار المناولة للأدوية المتوفرة في السوق والأدوية القابلة للحقن والبيوتكنولوجيا، غير أنه يبدو أن الشركة المغربية تعول أكثر على القيمة المضافة الآتية من التعامل مع «ساندوز» التابعة ل«نوفارتيس»، حيث تعتبر ذلك الفرع أول منتج للأ دوية الجنيسة في العالم. وفي مارس الماضي، تمكنت الشركة من إطلاق مصنع «ويست أفريك فارما»، بالسينغال»، بعد سنتين من التأخير، حيث يرتقب أن يفتتح في نهاية السنة الجارية، وسيخول هذا المختبر الذي اقتضى استثمارات ب 5 ملايين يورو على مساحة هكتارين، توفير الأدوية الجنيسة الموجهة لعلاج الملاريا ومختلف أصناف الإسهال والحمى في بلدان الاتحاد النقدي لغرب إفريقيا. وتوصلت الشركة إلى مذكرة اتفاق مع شركة سعودية لصناعة الأدوية، تنصب على دراسة إمكانية إقامة مصنع بالرياض متخصص في إنتاج أدوية قابلة للحقن بما في ذلك الأنسولين، حيث ينكب الطرفان على وضع مخطط العمل، خاصة أن إنتاج المصنع سوف يستجيب لانتظارات السوق الخليجية من ذلك الصنف من الأدوية. في السنة الفارطة بلغ رقم مبيعات شركة «سوطيما» 821 مليون درهم، بزيادة بنسبة 12 في المائة، مقارنة مع السنة التي قبلها، وتمثلت روافد ذلك الرقم في السوق الخاص ب 660 مليون درهم و السوق العمومي ب70 مليون درهم والصادرات ب 53 مليون درهم والمناولة ب38 مليون درهم، و انتقلت أرباح الشركة من 51 مليون درهم إلى 72 مليون درهم، وأطلقت الشركة اعتبارا من مارس الماضي، مشروعا لإعادة النظر في أجور 70 في المائة من المستخدمين لديها، حيث سيكلف غلافا ماليا في حدود 7 ملايين درهم. وقد تجلى أن مبيعات صناعة الأدوية في المغرب ارتفعت ب1 في المائة، في السنة الفارطة، حيث تحقق في ظل خفض الأسعار وتعميم التغطية الصحية الإجبارية، غير أن الصناعيين يتوقعون أن ينتعش القطاع في السنوات القادمة، خاصة مع وعد الحكومة بقرب العمل بنظام المساعدة الطبية الذي يفترض أن يشمل 30 في المائة من المغاربة، وإن كانوا لا يستبعدون أن يعرف القطاع تراجع رقم معاملاته في ظل مواصلة خفض الأسعار التي يرى، الرئيس المدير العام ل«سوطيما»، أنها يجب أن تكون قابلة للتصدير، خاصة بالنسبة للأدوية الجنيسة، حسب منظمة الصحة العالمية، على اعتبار أنه لا يفترض أن تقل عن أسعار البلد الأصلي.