اقترب إضراب 270 عاملا من شركة «سوطيما» للأدوية من شهره الأول وسط تشبث المضربين وإدارة الشركة بموقفهما، وتوجيه كلاهما التهم للطرف الآخر، ففيما يقول ممثلو المضربين إن الإدارة ترفض الحوار معهم على مطالب وصفوها بالمشروعة طرحوها منذ العام 2008، وتتمثل في الزيادة العامة في الأجور بنسبة 5.5 في المائة، وتعميم خدمة النقل الجماعي والمساواة في الأجور بين الذين يقومون بنفس المهمة ولهم نفس الأقدمية والمؤهلات. في مقابل ذلك صرح مصدر مسؤول من إدارة «سوطيما»، الواقعة في الحي الصناعي بوسكورة في أطراف الدارالبيضاء أن مسؤولي الشركة الدوائية طبقوا زيادة نسبتها 9 في المائة في سنة 2008، وتعهدت بتطبيق زيادة أخرى قدرها 4 في المائة في 2009، مضيفا أنها اقترحت برتوكول اتفاق على ممثلي العمال للموافقة عليه، وأضاف المصدر أن مندوب الأجراء تعهد خلال آخر اجتماع بينه وبين مسؤولي الشركة في 9 دجنبر الماضي بعدم تنفيذ أي إضراب عن العمل وتسوية الخلافات القائمة بالحوار، إلا أن 260 عاملا دخلوا في إضراب مفتوح 3 أيام بعد ذلك. من جانب آخر، أشار مندوب الأجراء أسامة حبيبي في تصريح ل «المساء» أن ممثلي العمال توجهوا إلى مندوبية الشغل وإلى عامل عمالة إقليم النواصر بمطالبهم لإنصافهم دون نتيجة، وأضاف أن الإدارة عمدت إلى إسناد المهام الأساسية لإنتاج الأدوية لعمال مؤقتين يقومون في الغالب بمهام ثانوية كتلفيف الأدوية، ويصل عددهم إلى 200 مؤقت محسوبين على شركة أخرى متخصصة في توفيرالعمال المؤقتين، محذرا من أن هذا الإجراء قد يؤثر على جودة الأدوية المنتجة بحكم إسناد إنتاج الأدوية ومراقبة جودتها لعمال يفتقرون للخبرة، إلا أن مسؤولا في إدارة «سوطيما» نفى ذلك وقال إن هناك مراقبة داخلية من لدن مختبرات الشركة وخارجية من لدن وزارة الصحة للأدوية المنتجة. وأضاف أن الشركة لاحظت ارتفاع الإنتاجية خلال أيام الإضراب المفتوح مقارنة بالفترة السابقة، مرجعا ذلك إلى وجود أطراف تقوم بالتشويش والإضرار بالقدرات الإنتاجية للشركة في محاولة لابتزاز إدارة الشركة لتنفيذ مطالب نقابية، وشدد على أن الشركة اعتمدت أمس الاثنين مخطط أزمة تم التباحث بشأنه منذ أكثر من أسبوع، والغرض منه مواجهة تداعيات الإضراب لمدة 6 أشهر المقبلة. واتهم مندوب الأجراء أسامة حبيبي الإدارة بمعاقبة المضربين بحرمانهم من أجرة شهر دجنبر ومن أجرة الشهر 13 المنصوص عليها في مدونة الشغل فضلا عن التعويض على المرض، وهو ما رد عليه المصدر المسؤول بالقول إن بنود عقدة العمل يتم تجميدها طيلة أيام الإضراب عن العمل طبقا لما تنص عليه مدونة الشغل. يشار إلى أن «سوطيما» قد تأسست في 1976 وتمتلك 32 مختبرا، وقد أدرجت في بورصة الدارالبيضاء منذ فبراير 2005 لتكون بذلك أول شركة دوائية تلج البورصة، وتنتج سنويا 25 مليون وحدة من الأدوية من مختلف الأنواع (حقن وأقراص وكبسولات وأكياس وشراب...).