في تطور مفاجئ لملف النزاع الذي يجمع مختبري صوطيما ولابروفان بخصوص فارق الثمن في حقنة الانسولين منذ أشهر، خرجت إدارة مختبر صوطيما للصناعة الدوائية بقرار توقيف تصنيع الانسولين بالمغرب ونقل وحدتها الصناعية الخاصة بإنتاج هذه المادة إلى الجزائر. هروب إلى الأمام، قد يحمل تبعات اجتماعية كبيرة وخطيرة بالنظر إلى إمكانية فقدان مئات العاملين بهذا المختبر لمناصب الشغل، بالإضافة إلى خسارة المغرب لاسثمار صناعي في ظرفية اقتصادية صعبة للغاية. بهذا القرار تكون إدارة صوطيما قد أنهت 35 سنة من تواجدها النشيط في المغرب، بعد أن كان مختبرها واحدا من ثلاثة فقط في كل إفريقيا متخصصة في صناعة الأنسولين. في بلاغها إلى الرأي العام لم تخف إدارة المختبر قرارها بتعليق جميع برامجها الاستثمارية في المغرب المتعلقة بتصنيع الأدوية المشتقة من التكنولوجيا الحيوية، في وقت كانت نية صوطيما الشروع انطلاقا من هذه السنة في إنتاج أدوية حيوية بالنسبة للمغاربة بأسعار جد منخفضة مقارنة مع تلك التي يستوردها المغرب بتكاليف باهظة، مثل علاجات السرطان والتهابات الكبد الفيروسي. البلاغ أشار في نهايته إلى إدانة المختبر ما أسماه تقاعس وعدم اكتراث السلطات المغربية للحفاظ على إنتاج الأنسولين في المغرب. مختبر صوطيما للصناعة الدوائية، المعتمد من طرف وزارة الصحة يضع حقنة الأنسولين في الصيدليات المغربية مقابل 23 درهم للحقنة الواحدة. مختبر لابروفان المعتمد أيضا من الوزارة، أحد أكبر المختبرات الوطنية المتخصصة في الصناعة الصيدلانية، يقدمها للمرضى بثمن يقل بأربع دراهم أي 19 درهما فقط. وهنا يكمن كل المشكل. ففي الوقت الذي يستمر فيه مختبر لابروفان في «إغراق السوق» حسب مسؤولي مختبر صوطيما، بالحقن ذات الكلفة المنخفضة على جيب المواطن، يستمر مختبر صوطيما في خسارة الأسواق بالنظر إلى ارتفاع ثمن الحقنة. الخميس الماضي كان مقررا أن ينطق مجلس المنافسة بقراره النهائي في النازلة. غير أن ثلاث ساعات متواصلة من النقاش وعرض الأفكار والأفكار المضادة بمقره في العاصمة الرباط، لم يشفع للمتنازعين بالحصول على مبتغاهم أي الحسم النهائي. عبد العالي بنعمور رئيس مجلس المنافسة أقر بصعوبة البث في النزاع إلى غاية الإلمام التام بكافة جوانب الموضوع، خصوصا جوانبه التقنية والعلمية، ولهذا الغرض طلب توسيع البحث في الموضوع، حتى يكون الفصل قائما على أسس متينة، كما جاء في حديثه الخاص للأحداث المغربية. بنعمور الذي نفا أن يكون المجلس قد اتفق في مكوناته على تاريخ قادم ومحدد من أجل الحسم في نزاع مختبري صوطيما ولابروفان، قال أن الوضع المختلف لإنتاج الأنسولين في كلا المختبرين هو الذي أفضى إلى هذا النزاع بينهما، دون الخوض في التفاصيل التقنية لهذا الوضع المختلف.