مازالت سعاد كلثوم، مهاجرة مغربية في إيطاليا، لم تنس ذلك اليوم الذي تخلت فيه عن ثلاث لوحات فنية تطلبت منها سنتين من العمل بمبلغ 1400 درهم لعمالة خريبكة، ومازالت حرقة تلك اللوحات تطاردها أينما حلت وارتحلت على الرغم من أنها تشغل اليوم مكانة متميزة في شركة عالمية لتصميم الأزياء العسكرية بإيطاليا. تحكي كلثوم، أن بدايتها في المغرب كانت سيئة وأن تلك اللوحات التي صنعتها يداها سنة 1990، كانت نابعة من حبها لوطنها ورغبة منها في الحصول على تقدير لمجهودها والاعتراف بها كفنانة تشكيلية استطاعت أن تقدم شيئا للوطن، لكن للأسف، تقول، لا شيء من ذلك تحقق، فقد تم أخد لوحاتها بثمن زهيد ولا تعلم اليوم مكان تواجد تلك اللوحات الثلاث. وتطالب المهاجرة المغربية، بعد مرور 20 سنة برد الاعتبار لها ولعملها الذي صرفت عليه من مالها ومجهودها الشيء الكثير، بعدما اكتشفت أن قيمة تلك الأعمال في إيطاليا لا تقدر بثمن. اللوحات الثلات رسمتها كلثوم في سنوات التسعينيات، الأولى تتعلق بالقسم الخاص بالمسيرة وهي عبارة عن لوحة كبيرة مرصعة بالعقيق واللوحة الثانية تتعلق بالعلم الوطني وأخرى عبارة عن آية قرآنية كبيرة، هذه اللوحات الثلاث لم تسعف الظروف كلثوم لكي تقوم بعرضها في تلك الفترة في معرض يقدر قيمتها، وتقول إن حبها لوطنها هو الذي كان دافعا لإبداعها تلك الرسومات، التي، تضيف، بعد أن أغلقت أبواب الأمل في وجهها سنوات التسعينيات توجهت إلى عمالة خريبكة فاستقبل أحد المسؤولين بها تلك اللوحات بمبلغ هزيل قدرب 1400 درهم، مبلغ مازالت لم تستوعبه كلثوم لحد الآن، وبالرغم من أن كلثوم استطاعت أن تحقق ذاتها وتبدع في مجال التصميم خارج أرض الوطن، على اعتبار أنها تشغل منصبا مهما في شركة عالمية، إلا أنها لم تنس تلك اللوحات التي اكتشفت بأنها سلبت منها ظلما وعدوانا بدون أي تقييم مادي أو معنوي لها، وتطالب عامل عمالة خريبكة بإنصافها ورد الاعتبار لها برؤيتها لتلك اللوحات التي تقول إنها حرمت حتى من ذكر اسمها عليها في أحد المعارض حين قدمتها العمالة باسم الصناعة التقليدية.