من المنتظر أن تكون المحكمة الابتدائية بمدينة سيدي بنور قد بدأت، أمس، النظر في القضية التي يتابع من أجلها أربعة أشخاص بتهمة الاعتداء على قائد قيادة الوليدية وشيخ القبيلة وعناصر القوات المساعدة، أثناء محاولة تنفيذهم قرارا بهدم حائط حديث البناء بطريقة عشوائية بأحد المنازل الكائنة بدوار «القليعة» بالوليدية . وأفادت مصادر جيدة الاطلاع أن صداما وقع بين رجال السلطة وأفراد الأسرة، التي تقطن المنزل المعني بقرار هدم جزء منه، وكذا أفراد أسرة مجاورة، وأثناء هذا الصدام أغمي على المدعوة مليكة العسال، المصابة بمرض القلب وتم نقلها إلى مستشفى الوليدية على متن سيارة إسعاف، حيث سلمت لها، على إثر ذلك، شهادة طبية مدتها 20 يوما، وهي الشهادة التي شككت أسرة العسال في براءتها من ضغوطات رجال السلطة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل فوجئ سكان الدوار المذكور، يوم الأربعاء المنصرم، برجال الدرك الملكي بالوليدية وهم يقومون باعتقال خمسة أفراد من الأسرتين المذكورتين، الأمر الذي دفع ساكنة الدوار إلى تنظيم اعتصام أمام قيادة الوليدية استمر إلى حدود الساعة السابعة من مساء نفس اليوم، للتضامن مع المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم. وأثناء الاعتصام قدمت للسكان وعود بإطلاق سراح المعتقلين، إلا أنهم وجدوا أنفسهم بين يدي القضاء في اليوم الموالي، حيث يتابع أربعة منهم في حالة اعتقال. وحسب تقرير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي بنور، التي تتابع هذا الملف، فإن الأشخاص المعتقلين أكدوا لها أن رجال السلطة قاموا بتعنيفهم أثناء تنفيذ قرار الهدم، مما أجج الوضع بين الطرفين، سيما أن شيخ القبيلة من أقارب الأسرة المعنية بقرار الهدم. ويتابع فرع الجمعية تطورات هذه القضية التي أماطت اللثام عن المسكوت عنه من جرائم البناء العشوائي المتفشي بمنطقة الوليدية بشكل كبير وتحت أعين رجال السلطة، حيث أكد بعض السكان في اتصالهم ب«المساء» أن عددا من الدواوير بالوليدية تعرف انتشارا واسعا لظاهرة البناء العشوائي، منها دوار هيوت لكاهية وأولاد يوسف والشبوقات ودوار مولاي عبد السلام و لقليعة...، كما يتحدث السكان عن قطع أرضية لازالت تباع و تشترى عن طريق عقود غير مسجلة عبارة عن «بيع وتنازل» في بعض الدواوير المجاورة لمركز الوليدية ، وهي عبارة عن مشاريع منازل ستبنى بشكل عشوائي مستقبلا، بعد تحين الفرصة للقيام بذلك. كما أكد السكان المتصلون ب«بالمساء «أنهم سيكشفون أسماء المتورطين في رشاوى مقابل التغاضي عن البناء العشوائي، الذي غالبا ما يتم في جنح الظلام، لفضح المسؤولين الرئيسيين عن استفحال الظاهرة، التي باتت قاعدة في منطقة الوليدية. وفي موضوع ذي صلة، أكد أحد المقاولين، الذي يشتغل في مجال البناء بمدينة سيدي بنور، أن المدينة تعرف أزمة كبيرة في عمال البناء، نظرا إلى كونهم باتوا يفضلون الاشتغال في مجال البناء العشوائي بمنطقة الوليدية والدواوير المجاورة لها في جنح الظلام، مقابل مبالغ مالية مهمة، بدل الاشتغال بالأجرة اليومية في سيدي بنور. يذكر أن الوليدية تعد من أهم مراكز الاصطياف، التي تستقبل الآلاف من الزوار سنويا، الأمر الذي يجعل ساكنتها يلجؤون إلى محاولات لتوسعة منازلهم للظفر بغرف إضافية يستغلونها في الكراء الموسمي لزوار المدينة. ويراهن متتبعون للشأن المحلي بالمنطقة على فتح تحقيق موضوعي في الظاهرة لإيجاد حلول جذرية لهذا الملف، بدل التعامل مع حالات معزولة قد تكون وراءها تصفية حسابات ضيقة مع عينات دون أخرى.