أثار دخول مجموعة من عمال ومستخدمي شركة النظافة «سيطا البيضاء» في إضراب لمدة سبعة أيام، خلال أيام عيد الأضحى، من يوم الجمعة 4 إلى 11 نونبر الجاري، سخط واستياء ساكنة مدينة وجدة وغضبهم، مستعيدين بذلك ذكرى معاناتهم مع مخلفات إضراب عيد الفطر الماضي، وما نتج عنها من أوضاع خطيرة، حيث غرقت أحياء المدينة وأزقتها في ركام الأزبال والنفايات وانسابت أودية من المياه النتنة المختمرة من القمامات، التي كثرت أزبالها وتناثرت هنا وهناك، مع العلم أن أوضاع أيام عيد الأضحى ستزداد استفحالا بحكم ذبائح الأضاحي والتخلص من بقاياها، التي ستتسبب في جلب الحيوانات الضالة من قطط وكلاب وتكاثرها، وانتشار الروائح الكريهة وتجمع الحشرات حول نقط تراكم الأزبال خاصة، دون الحديث عن الأمراض التي قد تنتج عن كلّ هذا. ودشن حوالي 150 من العمال والمستخدمين إضرابهم من أصل حوالي 500 عامل ومستخدم، بوقفة احتجاجية مساء يوم الجمعة 4 نونبر الجاري، أمام مقر شركة النظافة «سيطا البيضاء»، تلتها وقفات احتجاجية يومية أمام قصر البلدية بوجدة، للضغط على إدارة الشركة من أجل إرجاع عامل «مطرود تعسفيا» من طرف إدارة الشركة، التي تعتبره «مفصولا»، طبقا لقانون الشغل، نظرا إلى تراكم عدد من الأخطاء الخطيرة التي ارتكبها، وعلى رأسها تحرشه بإحدى السيدات بحي من أحياء المدينة، تلقت، على إثره إدارة الشركة، شكاية في الموضوع من طرف الزوج، وكانت ستعرف طريقها إلى المحكمة. وفي الوقت الذي يتمسك المكتب النقابي لعمال شركة «سيطا البيضاء» المضربين بمطلبهم وبتنفيذه الفوري لتعليق الإضراب، تتمسك إدارة الشركة بقرارها. ولم تستطع السلطات المحلية إيجاد مخرج للمشكل بإيقاف الإضراب، خلال اجتماعها مساء يوم الخميس 3 نونبر، حيث طالبت إدارة شركة «سيطا البيضاء» باعتذار صريح وواضح موقع من كاتب مكتب نقابة عمال الشركة، عن الموضوع، وعما تسببه من مشاكل للإدارة، في الوقت الذي تقول النقابة إنها تقدمت باعتذار موقع من مسؤول بفرع نقابة الاتحاد المغربي للشغل بوجدة رفضته الإدارة، ومن حقها أن تناضل بالطرق السلمية التي تراها مناسبة للدفاع عن حقوق عمالها وحماية مكتسباتها في أي وقت وفي أي قطاع. ومن جهة، أصدرت جمعية الإخاء للأعمال الاجتماعية لشركة «سيطا البيضاء» بيانا استنكاريا شديد اللهجة، تندد فيه بهذا الإضراب «غير المبرر الذي يقوده المكتب النقابي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل». وأوضح البيان، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، أن العمال استفادوا من عدة مكتسبات وتمت تلبية العديد من مطالبهم، «كما أن هذا المكتب النقابي نفسه قد أبرم عقدة سلم اجتماعي مع الشركة لمدة ثلاث سنوات، عندما كان تحت لواء المكتب النقابي للاتحاد العام للشغالين، وخرقها برحيله إلى الاتحاد المغربي للشغل في فترة وجيزة لم تتعد شهرين من حصوله على هذه المكتسبات وتحقيق مطالبه». وأشار هؤلاء العمال إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون مزايدات انتخابوية لدخول أحد النقابيين في الاستحقاقات التشريعية المقبلة، والذي يحرك بعض عمال القطاعات عبر الوقفات الاحتجاجية لتحقيق أهدافه الشخصية. ومن جهة ثانية، تقدم مجموعة من عمال شركة «سيطا البيضاء» غير المضربين بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوجدة وإلى والي أمن ولاية أمن وجدة، يتبرؤون فيها من هذا الإضراب ويؤكدون على رغبتهم في العمل واحترام بنود الاتفاق، الذي تم بينهم وبين إدارة الشركة ويطلبون حمايتهم من التهديدات والاعتداءات اللفظية والجسدية والتعسفات والاضطهادات، التي يتعرضون لها من طرف بعض عمال النقابة المضربة، محملين في الوقت ذاته مسؤولية ما قد يقع لكاتبها.