أثار غياب عمال ومستخدمي شركة النظافة سيطا البيضاء لمدة ثلاثة أيام، سخط واستياء سكان مدينة وجدة وغضبهم وهددوا بتنظيم مسيرة احتجاجية تنديدا بتراكم الأزبال بأحياء بالمدينة، إذ غرقت أحياء المدينة وأزقتها في ركام الأزبال والنفايات وانسابت أودية من المياه النتنة المختمرة من القمامات وتناثرت في كل الأمكنة، وزاد تكاثر الحيوانات الضالة من قطط وكلاب وحتى الحمير والجرذان في بعض الأمكنة الوضع استفحالا، حيث تقوم هذه الحيوانات بتمزيق أكياس البلاستيك بحثا عن بقايا الأطعمة، وانتشرت الروائح الكريهة مما زاد من انتشار الحشرات، خاصة أن المدينة تعيش صيفا حارا. ولم يستوعب سكان المدينة، ولأول مرة، غياب المكلفين بنظافة المدينة لفترة تجاوزت ثلاثة أيام، بعد أن ظنوا في البداية أن الأمر يتعلق بعطلة يوم عيد الفطر، علما أنهم ألفوا أن مستخدمي قطاع النظافة يعملون حتى في أيام الأعياد. وبعد اتصالات مكثفة مع عدة مصالح معنية تبين للسكان أن عمال ومستخدمي شركة سيطا البيضاء فرضوا على إدارتهم عطلة من ثلاثة أيام وهو ما تسبب في انتشار الأزبال بالمدينة. «سوف نمتنع عن أداء ضريبة النظافة للمصالح البلدية وسنقوم بأدائها لصندوق المحكمة، كما سنقوم بمقاضاة المجلس البلدي من أجل ما وقع... أهكذا تدبر شؤون المدينة وسلامة وصحة سكانها ؟» يقول أحد سكان المدينة وقد علا الغضب ملامح وجهه. كما هدد السكان الذين التقتهم «المساء» بتنظيم مسيرة حاشدة نحو قصر البلدية إذا ما تكرر الوضع، ملتمسين من إدارة شركة سيطا البيضاء اتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات حفاظا على نظافة المدينة. ومن جهة أخرى، أسر ل»المساء» أحد المستشارين بمجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، بأنه كان من واجب المجلس البلدي أن يتدخل لحلّ المشكل، بحكم أنه الوصي على القطاع والموقع على الاتفاقية مع شركة سيطا البيضاء التي التزمت بتنفيذ جميع بنود دفتر التحملات والتي تشغل حوالي 500 عامل ومستخدم وتمكنت من تحسين الخدمات مقارنة مع من سبقها، لكنها تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية وعليها أخذ احتياطاتها واتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية مستقبلا حتى لا يتكرر الأمر. وأكدت مصادر مطلعة أن شركة سيطا البيضاء ضاقت ذرعا بسلوكات وتصرفات بعض مستخدميها الشيء الذي أضر بنظافة المدينة وأساء إلى الشركة وأنها قد تقوم في هذا الإطار بإجراءات «غير مسبوقة» لضبط الوضع بهدف حماية مصالحها ومصالح السكان. يذكر أن عدة نقابات توالت على تأطير عمال ومستخدمي شركة النظافة سيطا البيضاء، وصلت حدّ المواجهة، بدءا بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ونقابة الاتحاد المغربي للشغل ثم نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب التي دعت إلى تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين ظروف عمل المستخدمين ورفع الأجور.