حلت عناصر الفرقة الجنائية ببن امسيك بالدار البيضاء لغز جريمة قتل وقعت سنة 2009 بمنطقة لبروج بسطات، وأنجز محضر لها وتم اعتقال شخصين، الأول يدعى (فتح الله) كان يوجد في حالة سراح مؤقت والثاني يوجد رهن الاعتقال، ويسمى (ش.ح) متزوج وله ابنان يقطن بالبروج. وتم نقل الضحية المسماة قيد حياتها جميلة عنتر من مواليد سنة 1981، تعمل خياطة بالحي الصناعي بمولاي رشيد بالدار البيضاء إلى مستودع الأموات بالبيضاء، بعد أن تم العثور على جثتها مرمية في الخلاء. وتعود تفاصيل الحادث حين انتظرت أسرة الضحية زيارة ابنتها لها كما تعودت على ذلك، لكنها لم تحضر، وعند اتصال أفراد الأسرة بها هاتفيا كان هاتفها لا يرد، الأمر الذي جعلهم يتوجهون إلى المنزل الذي كانت تكتريه الضحية بحي مولاي رشيد رفقة زميلتها في العمل، لكنهم لم يعثروا عليها هناك، فتقدموا بعد ذلك إلى السلطات المعنية من أجل وضع شكاية بالاختفاء، وانتظروا أياما وشهورا دون أن تظهر الفتاة المختفية، فتمت الاستعانة في البحث عليها ببرنامج «مختفون» على القناة الثانية، وراسلوا عدة جهات في الموضوع، لكن اختفاء الفتاة ظل لغزا غامضا حير الجميع. وبناء على ذلك كان لا بد لعائلة المختفية من أن تضع العديد من الشكايات لدى الجهات المعنية من أجل البحث عن الفتاة التي طالت فترة اختفائها، وبناء على ذلك أعطى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالبيضاء تعليماته إلى الفرقة الجنائية بن مسيك من أجل البحث عن الفتاة المختفية منذ شهر نوفمبر 2009 وتم البحث مع أفراد عائلتها ومع زميلتها في العمل، وكذلك استغلال بعض المعلومات المتعلقة برقم هاتف الضحية، إذ تبين أن هاتفها غير مشغل منذ تاريخ اختفائها، وبقي البحث مسترسلا. وبتنسيق مع اتصالات المغرب تم الحصول على معلومات تتعلق بكل المكالمات الواردة والصادرة من هاتفها المحمول، والتي شملت مجموعة من الأرقام الهاتفية التي تم البحث مع أصحابها، ولكن دون التوصل إلى أي نتيجة، إذ أكد جل هؤلاء الأشخاص ألا علاقة لهم بالأمر، كما تم استغلال مجموعة من الأرقام الهاتفية التي كانت تتصل بها المختفية، إلى أن تم التوصل إلى بعض الأرقام الهاتفية التي كانت الضحية تتصل بها باستمرار، وتم تكثيف الأبحاث من أجل التوصل إلى مستعملي تلك الأرقام الهاتفية، خاصة أنهم يقطنون خارج مدينة البيضاء، وبذلك تم التوصل إلى صاحب الرقم الهاتفي الذي تبين أنه يتصل بهاتف الضحية، وبعد البحث معه تبين أنه من أقارب شخص يقيم بمنطقة قلعة السراغنة، ومن خلال التحريات والبحث تم التوصل إلى ذلك الشخص، لكن اتضح حسب التحريات أنه معتقل من أجل ارتكاب جريمة قتل في حق فتاة عثر على جثتها بمنطقة لبروج أثناء نفس الفترة التي اختفت فيها الضحية. وبعد البحث الذي قامت به الفرقة الجنائية والمصالح المختصة بمدينة لبروج وقلعة السراغنة وكيسر وسطات ومناطق أخرى، تم الانتقال إلى مستودع الأموات في حي الرحمة بالبيضاء، والذي ظلت الضحية بداخله منذ سنة 2009 حتى تاريخ أكتوبر 2011، وبعد أخذ البصمات تبين أن الضحية هي نفسها التي عثر عليها بالبروج، فتم إشعار النيابة العامة بالموضوع، وتم إنجاز مسطرة في ذلك، وإشعار النيابة العامة بسطات من أجل التحقيق، لكن القاتل كان رهن الاعتقال من طرف درك البروج بسطات. وتمت بعد ذلك إعادة فتح التحقيق من جديد وإحالة المسطرة على الفرقة الجنائية بن مسيك بالدار البيضاء بناء على طلب عائلة الضحية، التي تم قتلها بواسطة مفك براغي، من أجل استكمال التحقيق ومعرفة تفاصيل الحادث الأليم.