تستمر أسعار بيض الاستهلاك في الانخفاض منذ شهور، ما يثير مخاوف المهنيين من ارتفاع خسائرهم، وهي موجة الانخفاض التي فرضت على المنتجين التكتل لمواجهة تداعياتها على وحداتهم الإنتاجية، خاصة مع اضطرار عدد كبير منهم إلى بيع ما تنتجه وحداتهم بأثمان تقل عن كلفة الإنتاج مثلما حدث شهر رمضان الأخير، حيث يؤكد مسؤول بالجمعية البيمهنية لقطاع الدواجن أنها سابقة في تاريخ القطاع، إذ انخفضت أسعار بيض الاستهلاك لتصل إلى 65 سنتيما في الضيعة للبيض من الحجم الكبير، في حين يصل ثمن تكلفته إلى 75 سنتيما، ما يعني خسارة بعشرة سنتيمات. «هذه هي السنة الأولى التي اضطر فيها منتجو بيض الاستهلاك إلى بيع إنتاجهم بالخسارة»، يقول خير الدين السوسي، رئيس الجمعية البيمهنية لقطاع الدواجن، ويضيف «الأمر امتد إلى شهر رمضان المعروف عنه ارتفاع استهلاك المغاربة للبيض، ويساهم في رفع رقم معاملات المهنيين ورفع أرباحهم السنوية بما قدره 30 في المائة». ويؤكد السوسي أن «الخسائر التي عرفها قطاع إنتاج بيض الاستهلاك تتعلق أساسا بكثرة الإنتاج، وخلال الأعوام الأخيرة تم تنفيذ استثمارات مهمة في القطاع وهذا ما أدى إلى وفرة العرض مقارنة مع الطلب، وبالتالي أدى الأمر إلى انخفاض في الأثمان. وهناك عامل آخر هو تأثير ارتفاع المواد العلفية والتي شهدت ارتفاعا خلال هذه السنة بما بين 30 و 40 في المائة، وهذا أدى إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج بما قدره 10 سنتيمات تقريبا». وإذا كان المهنيون متفائلين بقدرة القطاع على تجاوز الأزمة الحالية، و يؤكدون أن الأمر لم يصل بعد إلى مرحلة إغلاق وحدات إنتاجية، لكنهم بالمقابل يرون أنه من المفيد في الوقت الراهن تقليص القدرة الإنتاجية للوحدات لتصل إلى 80 في المائة، بدل 100 في المائة. يقول خير الدين السوسي: «سبق واجتمعنا مع المهنيين المنتمين للجمعية الوطنية لبيض الاستهلاك، واقترحنا دراسة عدد من الحلول من بينها تقليص إنتاج البيض بحوالي 20 في المائة لنتمكن من تحقيق توازن بين العرض والطلب حتى نقلص الفرق في الأثمان، ومن المنتظر أن نعقد اجتماعا الأسبوع المقبل للاتفاق على هذا المقترح، في أفق عقد لقاء مع مسؤولي الوزارة الوصية للخروج بعقدة تمكن المهنيين من تجاوز الوضعية الحالية. تجدر الإشارة إلى أن إنتاج المغرب من البيض وصل إلى 3.9 ملايير، أي ما يعادل نسبة نمو سنوي تقارب 6 في المائة خلال الثلاثة عقود الأخيرة. وفي ما يتعلق ببيض الاستهلاك، يغطي الإنتاج الوطني الاكتفاء الذاتي من هذا المنتوج، إذ أن 4 محاضن تنتج حوالي 14 مليون كتكوت سنويا، ويتوفر المغرب على 226 ضيعة مرخصة لإنتاج بيض الاستهلاك، و5 مراكز مرخصة لتلفيف البيض. وبلغ مجموع الاستثمارات في قطاع إنتاج بيض الاستهلاك 2.2 مليار درهم، وحقق رقم معاملات يقدر ب 5 ملايير درهم. ويوفر قطاع إنتاج بيض الاستهلاك، بصفة دائمة، 12 ألف منصب شغل مباشر، و30 ألف منصب شغل غير مباشر، من خلال شبكة التسويق والتوزيع. ويبقى معدل استهلاك البيض بالمغرب أدنى معدل على المستوى العالمي، علما أن متوسط الاستهلاك السنوي الفردي من البيض عرف ارتفاعا ملحوظا بين سنة 1970 و2008، إذ انتقل الاستهلاك من 21 بيضة للفرد سنة 1970 إلى117 بيضة للفرد سنة 2008. لكن ورغم هذا التطور، فإن المعدل المسجل يظل ضعيفا مقارنة مع العديد من الدول، كتونس، إذ يبلغ هذا المعدل 160 بيضة سنويا ، وفي إسبانيا 211 بيضة، وبالمكسيك 345 بيضة.