تنظر الهيئة القضائية الجنحية بالرباط، غدا الخميس، في ملف متهم في شبكة للكوكايين تم تفكيكها في الأسبوعين الأخيرين. ووصل عدد المتابعين في هذه الشبكة إلى ثمانية أشخاص، بعدما اعتقلت فرقة الأبحاث الأمنية، التابعة للأمن العمومي بالمنطقة الأمنية الرابعة يعقوب المنصور، المتهم الثامن بعد ذكر اسمه بموجب مسطرة استنادية من قبل أعضاء الشبكة. وذكر مصدر موثوق في حديث ل«المساء» أن الفرقة الأمنية تعقبت المبحوث عنه، وأوقفته بحي «جي 5» بيعقوب المنصور، وبعد تفتيشه لم تعثر على كوكايين بحوزته. وأصدرت النيابة العامة تعليمات للشرطة القضائية بإبقائه رهن الحراسة النظرية، وأحيل في حالة اعتقال على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في الرباط. وحسب التحريات التي قامت بها الشرطة القضائية بالرباط، فإن سجينا داخل السجن المحلي بتيفلت يلقب ب«الصفريط» هو العقل المدبر لشبكة الاتجار في الكوكايين، إذ كلف زوجته من داخل السجن بربط الاتصال بمساعدين في توزيع السموم البيضاء على المدمنين عبر استعمال الهواتف المحمولة في أحياء راقية من مدينة الرباط. وقضت الهيئة القضائية الجنحية الجمعة الماضي بسنة ونصف حبسا نافذا في حق زوجة السجين «الصفريط» الذي يوجد وراء القضبان بسجن تيفلت، كما قضت في حق شقيقها بستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وبالبراءة لسائقها. وفي سياق متصل، كانت زوجة «الصفريط» أكدت في تصريحاتها وجود عدد من المساعدين لها في التوزيع. كما أقرت بأن زوجها السجين بتيفلت أرغمها على الزواج منه. وأوقفت الشرطة القضائية بالرباط حوالي أربعة متهمين في الملف، يتابعون في حالة اعتقال من قبل النيابة العامة في الرباط. وأرجأت الغرفة الجنحية ملفهم إلى غاية 14 من شهر نونبر الجاري، بغرض إجراء تحليلات مخبرية على حوالي 17 غراما من الكوكايين تم ضبطها لدى الموقوفين. واعترفت زوجة «الصفريط» أنها كانت تتوفر على سائق لها خلال تحركها بالرباط، وكانت تمنحه 3000 درهم شهريا، لكن السائق نفى علمه بنشاط المتهمة في توزيع الكوكايين، التي تم اعتقالها بحي أكدال رفقة شقيقها، الذي أكد أنه مستهلك فقط وبأنه يعيش حياة ميسورة ولا علاقة له بهذا الملف، وهي الاعترافات التي زكتها شقيقته. وكانت المصالح الأمنية قد حجزت سيارتين في هذه العملية، وجاء اعتقال المتهمين بعد ذكر أسمائهم من قبل الموقوف الأول، الذي أقر بعلاقته بالموقوفين الآخرين. وباشرت الأجهزة الأمنية سلسة اعتقالات في صفوف عناصر الشبكة. وكان ثمن الغرام الواحد من الكوكايين يتم توزيعه بثمن مرتفع، إذ يتم الاتصال بالمساعدين من قبل المستهلكين، ويتم الاتفاق على مكان التوزيع، إذ يسلم المساعد المخدر ويتسلم المبالغ المالية، لتفادي إثارة انتباه رجال الأمن. والمثير في القضية أن المصالح الأمنية بالرباط أوقفت السنة الماضية عددا من المتهمين في الاتجار بالكوكايين، أقروا بعلاقتهم بالسجين الملقب ب«الصفريط»، والموجود رهن الاعتقال بالسجن المحلي بمدينة تيفلت.