بات خطر التصدع يهدد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكناس، حيث يواجه منافسة شديدة من التجمع الوطني للأحرار، في شخص رئيسه صلاح الدين مزوار، بعد منح المكتب السياسي للحزب التزكية لمحمد محب، عضو المكتب، القادم من الدارالبيضاء، ليقود لائحة الحزب بدائرة مكناس، عوض قيادات اتحادية رشحت بناء على قرار المجلس الإقليمي، الذي ترأسه جمال أغماني ، عضو المكتب السياسي ووزير التشغيل والتكوين المهني. ووفق مصادر اتحادية مسؤولة بالمدينة، فإن العائلة الاتحادية بالعاصمة الإسماعيلية تعرف تصدعا كبيرا بسبب ما أسمته الإنزال المتعسف لمحب، بدائرة مكناس، خارج الضوابط التنظيمية، التي أقرتها مسطرة الترشيح، التي بعث بها المكتب السياسي نفسه، وضدا على القرار التنظيمي، الذي أقره المجلس الإقليمي. واتهمت المصادر ذاتها المكتب السياسي ب«استبلاد» مناضلات ومناضلي مدينة مكناس، عندما أوهمهم، بعد أن عاكس مسطرة التصويت، بأن اختيار المرشح سيكون من المرشحين الذين أهلتهم الكتابة الإقليمية، وأن أي ترشيح سيقدم عليه المكتب السياسي دون احترام لهذا القرار «سيكون الجواب عنه تقديم استقالتي من المكتب السياسي للحزب»، يقول أغماني، حسب ما نقلته المصادر عنه. إلى ذلك، اتهمت مصادرنا المكتب السياسي لحزب الوردة بأنه «تعود التعامل مع مناضلي مكناس بالتدخل في استقلالية قراراتهم، وفرض مرشحين لاعتبارات لا علاقة لها بالأهلية ولا بالكفاءة ولا بالقدرة على الفوز، وإنما هي اعتبارات يكون المتحكم فيها، الزبونية السياسية، والقرب من مراكز القرار، والقبول بمسلكيات الشيخ والمريد»، مضيفا في حديثه إلى «المساء» أنه «بهذه التزكية يكون المكتب السياسي قد جنى على مكناس، أولا بحرمانه من الفوز بالمقعد، وثانيا بخلق شروخات وتصدعات داخل التنظيم، وثالثا بإهدار الطاقات والكفاءات الحقيقية، والدفع بها إلى اعتزال العمل الحزبي». من جهة أخرى، كشفت المصادر أن ستة مرشحين من أصل ثمانية بالمدينة، احتجوا بشدة على قرار المكتب السياسي خلال لقاء جمعهم، أول أمس، بفتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول، بمقر الحزب بالرباط، حيث اتهم بعضهم قيادة الحزب ب«ذبح الديمقراطية واغتصابها»، معتبرين أن «ترشيح محب بدائرة مكناس له معنيان: إما أنهم «بايعين» الدائرة لمزوار أو أنهم تلقوا ضمانات بحصول محب على مقعد برلماني». وحسب المصادر ذاتها، فإن رد ولعلو كان هو أن «القرار كان صعبا، والحزب يعول على تفهمهم وعلى دعمهم خلال المعركة الانتخابية الصعبة». جدير بالذكر أن المرشحين تنظيميا هم حميد العقباني، عضو الكتابة الإقليمية والجهوية وأحد مؤسسي الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ونذير الإسماعيلي، كاتب فرع الإسماعيلية، وعبد النبي عمي ودي، منسق قطاع التجارة والصناعة والخدمات بالحزب، وشكيب المامون، ومحمد بوخريص، النائب الأول لرئيس جماعة وسلان، وعضو مجلس عمالة مكناس ومجلس جهة مكناس تافيلالت، فضلا عن أحمد بلقايد، نائب رئيس جماعة قروية، وحبيبة العرايشي، عضو المجلس الوطني ومنسقة القطاع النسائي الاتحادي بجهة مكناس، والطيب السليمانو، عضو المجلس الوطني لحزب الوردة.