عاد اسم فؤاد عالي الهمة إلى التداول بقوة داخل حزب الأصالة والمعاصرة خلال اليومين الماضيين بعد الكشف عن لوائح مرشحي الحزب لانتخابات 25 نونبر الجاري، وكذلك بعد رسالة التظلم التي وجهها إليه المحامي مصطفى جياف احتجاجا على نتائج اللائحة الوطنية للشباب. وطالبت الرسالة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، الهمة بوصفه مؤسس الأصالة والمعاصرة بإيلاء العناية والاهتمام للتظلمات التي جاءت فيها. وأكدت الرسالة أن شباب الحزب لن يصوتوا للائحة الوطنية للشباب، التي أقرتها الأجهزة المركزية للحزب وستقاطعها، مبررة قرار المقاطعة بكون اللائحة صيغت بطريقة غير ديمقراطية واستعمل فيها منطق المحاباة والزبونية. وعبر المقاطعون في الوقت ذاته في رسالتهم إلى مؤسس الأصالة والمعاصرة عن كونهم مقتنعين بمشروع الحزب الذي يروم بناء مغرب ديمقراطي حداثي. وأكدت الرسالة أنه كان من الأولى اختيار شباب ناضلوا منذ تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، وكان لهم احتكاك دائم بالمواطنين والمواطنات، ومشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والسمعة الطيبة، معتبرة أن الحزب لم يحترم المذكرة الداخلية، التي سبق له أن أصدرها، والتي تطالب باعتماد مجموعة من المعايير لاختيار المرشحين ضمن اللائحة الوطنية للشباب كالشعبية والأقدمية والسمعة والنزاهة والكفاءة واحترام المسار التوجيهي للحزب. وأكدت الرسالة على أن «جل من تمت تزكيتهم لا تتوفر فيهم المعايير المطلوبة ولا يتوفرون على الشعبية الكافية وتم تنزيلهم ووضعهم بدافع القرابة أو التعاطف أو استعمال منطق الزبونية والمحسوبية». وفي سياق متصل، علمت «المساء» من مصدر مطلع داخل حزب الأصالة والمعاصرة أن 50 عضوا من لجنة شباب الحزب بجهة الدارالبيضاء الكبرى قدموا استقالاتهم صباح أمس الجمعة من اللجنة المذكورة احتجاجا على نتائج اللائحة الوطنية للشباب التي أعلنها الحزب، وعزا شباب الحزب بالدارالبيضاء الأسباب التي دفعتهم إلى تقديم استقالاتهم إلى التهميش والإقصاء، اللذين طالا شباب الجهة على مستوى اللائحة الوطنية للشباب. وأكد المستقيلون أن قيادة الحزب وأمانته الجهوية بالدارالبيضاء لم توليا أي اعتبار مطلق للجنة المذكورة، وهو ما اعتبروه ضربا لمصداقيتهما وشرعيتهما. ومن جانبه، قدم المهدي المنصوري، منسق اللجنة الجهوية للشباب بجهة الدارالبيضاء استقالته أمس الجمعة احتجاجا على عدم تمثيل اللجنة داخل اللائحة الوطنية للشباب. وأضافت رسالة الاستقالة أن الممثل الوحيد، الذي ينتمي للجهة باللائحة الوطنية للشباب، لا تربطه أي علاقة بتنظيم الشباب بالجهة ولم يشارك قط في أي نشاط ولم تكن له أي مساهمة تذكر داخل اللجنة. واعتبرت الاستقالة الموجهة إلى الأمين الجهوي للحزب بالدارالبيضاء أن عملية انتقاء المرشحين لم يطبعها الوضوح، وتساءلت عن مسألة فحص نهج السيرة الخاصة بكل مرشح لتحديد المعايير المصادق عليها في مذكرة الأمانة العامة لاختيار المرشحين، خاصة فيما يتعلق بمسارهم داخل الحزب، والالتزام الحزبي، والدفاع عن مؤسساته، والتفاعل مع قضاياه. وأعرب المنصوري أنه رغم الاستقالة سيبقى وفيا لمشروع الحزب.