جرت، صباح يوم الثلاثاء الفارط، وسط إجراءات أمنية مشددة، مراسيم استخراج جثمان اليهودي (لينحاز بيفركان)، المدفون في المقبرة اليهودية بحي تمريسط في مدينة أيت ملول، بحضور السلطات المحلية ومختلف الأجهزة الأمنية التابعة لمفوضية الشرطة في المدينة، وكذا بحضور ممثل الطائفة اليهودية بأكادير (ليفي)، وتكفل حاخام يهودي بتلاوة مجموعة من التراتيل من التوراة بعد إتمام عملية استخراج الرفات ولفها داخل ثوب أبيض، فيما تم منع الصحفيين من عملية تصوير وقائع الحدث. وبعد ذلك، تم نقل الرفات على متن سيارة لنقل الأموات، خاصة بهذا الغرض، إلى غاية مطار المسيرة، في انتظار نقلها على متن طائرة خاصة تجاه مارسيليا جنوبفرنسا. وفي هذا السياق، قال مصدر من ممثلي اليهود، الذين حضروا عملية استخراج الرفات، إنه يستنكر استمرار مثل هاته العمليات، معتبرا أنها الأخيرة من نوعها ولن يسمح بعدها بأن يتم نقل أي رفات مستقبلا، مفيدا بأن المقابر كلها واحدة، وبالتالي فلا داعي لنقل الميت من مقبرة إلى أخرى مادامت روح الميت انتقلت إلى خالقها. هذا، وقد علمت مصادرنا بأن حفيد اليهودي المدفون في مقبرة تمرسيط كان قد زار المقبرة قبل بضع سنوات لزيارة قريبه المتوفى، غير أنه فوجئ بالإهمال الكبير الذي طال المقبرة، الأمر الذي جعله يصمم على نقل رفات قريبه إلى مقبرة تضم مجموعة قبور خاصة بأفراد عائلته، غير أن حارس المقبرة أنكر هذا الأمر، نافيا أن يكون هذا الشخص قد زار قريبه في فترة سابقة. ويشار إلى أن اليهودي المتوفى، ازداد سنة 1899، وينحدر من مدينة تزنيت، وكان يعمل بها قبل أن يستقر في حي تمرسيط إلى أن وافته المنية سنة 1958، حيث دفن بنفس المقبرة اليهودية التي لا زالت تضم 19 قبرا من أصل 62 قبرا لأموات يهود تم نقل رفات الثلثين منهم إلى الخارج منذ عقد الستينيات.