حل، يوم أمس الجمعة بمدينة تطوان على الساعة الحادية عشرة صباحا، الوفد اليهودي الأول المكون من حوالي 80 فردا من بين 420 يهوديا يقيمون في إسرائيل وعدة دول أوربية أخرى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وذلك من أجل ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية اليهودية. وتم الترتيب للزيارة في سرية تامة تخوفا من ردود فعل غير متوقعة من طرف المعارضين لها، حيث تم إيواء الوفد الأول بفندق وسط المدينة، فيما سيقيم الآخرون في فنادق فخمة تتفرق خارج تطوان. وعلمت «المساء» أن وفدا «أمنيا» يهوديا، سبق موعد الزيارة بأسبوع تقريبا بهدف وضع كل الترتيبات الأمنية الخاصة بالزيارة، حيث شوهدت «العناصر» اليهودية برفقة مسؤولين أمنيين أياما أثناء حضورهم مراسيم البيعة اليهودية بحي الملاح اليهودي، كما قاموا بزيارة للمقبرة اليهودية من أجل الإشراف على ترميم الهيكل الذي توضع فيه الشموع، وهو المكان الذي يقف إلى جانبه «الحزان» أو الحاخام الذي يقوم بالكهانة أثناء الطقوس اليهودية، مثلما تم تعشيب المقبرة اليهودية وصباغة أسوارها ترحيبا بقدوم الزوار اليهود وسط إجراءات مشددة، حيث فرضت أجهزة الأمن حصارا قويا عليها. وسيضم الوفد اليهودي المغاربة الإسرائيليين وآخرين من دول أوربية كفرنسا وإسبانيا، كما سيحضر اليهود التطوانيون المقيمون بالأندلس ومدينتي سبتة ومليلية وطنجة والدار البيضاء. وحسب برنامج الزيارة، التي تستغرق ثلاثة أيام، فإن اليهود سيقومون بزيارة للمعبد اليهودي، كما سينظمون بعض الاحتفالات الأخرى، فيما ينتظر أن ينظموا اليوم السبت قداسا دينيا يهوديا في بيعة ابن الوليد بحي القدس (الملاح) سابقا، وحفلا في النادي الثقافي اليهودي للاحتفال بعيد «هيلولة الرابين إسحاق بن الوليد» وإقامة شعائر دينية داخل معبده «ياجديل توراة»، أما يوم الأحد فسيعرف زيارة الوفد العبري للمقبرة اليهودية ترحما على أرواح عائلاتهم بالمقبرة وفق طقوسهم العبرية. وتعرف زيارة اليهود لمدينة تطوان إنزالا أمنيا مكثفا بسبب الهاجس الأمني الذي يسود المنطقة في هذه الفترة بالذات، والمتزامن مع اتخاذ المغرب لاحتياطات أمنية مشددة. كما علمت «المساء» أن الأجهزة الاستخباراتية أجرت بحثا دقيقا حول حارس المقبرة اليهودية، وحول امرأة مكلفة بتهذيب عشب المقبرة والاهتمام به. وتفرض الأجهزة الأمنية المغربية حراسة أمنية مشددة على فنادق المدينة الفخمة التي سيقيم بها الوفد اليهودي الذي قدم مصحوبا بأشخاص «أجانب» لتأمين إقامتهم كإجراء احتياطي. ويعتبر الرابين إسحاق بن الوليد، الملقب من طرف الطائفة اليهودية ب»العادل»، أحد أكثر الحاخامات تبجيلا وتقديرا من طرف اليهود السفارديم، حيث قامت حكومة الأندلس بترميم بيته الموجود في تطوان قبل زيارته من طرف مانويل شافيس. وتتميز الهوية العبرية التطوانية بتدينها البالغ وتشددها في الالتزام الحرفي بالدين اليهودي ومعتقدات التوراة والتلمود. وتشير دراسات عبرية إلى وجود 652 وليا في المغرب ضمنهم 126 مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، فيما يتنازعون في 36 وليا، كل واحد منهم ينسبه إليه، كما أن ما يزيد على خمسين هيلولة (احتفال ديني يهودي مغربي) مرتبطة بمواسم الأولياء اليهود بالمغرب التي تبرز حالة السعي اليهودي بالمغرب إلى تجديد هذا التقليد الديني سنويا.