نظم حشد غفير من أولياء وآباء التلاميذ في مكناس وقفة احتجاجية، صباح أمس الأربعاء، أمام مدرسة «حي السلام» سيدي سعيد، وذلك تعبيرا عن رفضهم لما أسموه بتفويت جزء من المدرسة إلى ثانوية «المنفلوطي». وكانت السلطات الوصية على قطاع التعليم في مكناس قد أوصت، خلال السنة الماضية، بإلحاق ثلاثة من أقسام المدرسة الابتدائية «حي السلام» بالثانوية المجاورة لها والتي تعاني من الاكتظاظ، وهو ما أثار لحظتها حفيظة أولياء التلاميذ، إلا أنهم -يقول (م.م)، وهو أب تلميذة تتابع دراستها هنالك- تقبلوا الوضع بمرارة، معلقين آمالهم على حل المشكل بصفة نهائية خلال بداية الموسم الموالي. ومع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، قررت نيابة التعليم في العاصمة الإسماعيلية، بتنسيق مع أكاديمية الجهة، إضافة ثلاثة أقسام أخرى من نفس المدرسة إلى نفس الثانوية، وهو ما يعني بالتالي اقتسام حجرات الدرس، البالغة حوالي 12 حجرة، مع المدرسة الأم. وقد اعترض آباء التلاميذ وأولياء أمورهم على قرار الدمج هذا، ورأوا فيه خطرا محدقا بفلذات أكبادهم، لأنه لا يعقل -وفق ما أدلت به والدة أحد الأطفال ل«المساء»- أن يتم الجمع بين الفتيان الصغار والشباب المراهق في نفس الأمكنة كدورات المياه وغيرها، دون توقع حصول ما وصفته ب«العواقب الوخيمة لهذا الجمع». يشار إلى أن أكاديمية التعليم في المدينة استقبلت، أول أمس الثلاثاء، العشرات من الآباء الغاضبين، واقترحت عليهم إقامة سور في المدرسة للفصل بين تلامذتها الأصليين وزملائهم الملحقين، إلا أن اقتراح رئيس مصلحة التخطيط هذا قوبل بالرفض من طرف الآباء الذين رأوا في ذلك تقزيما للمؤسسة التعليمية وحدا من قدرتها على استيعاب أبناء الحي في السنوات المقبلة. وتأتي وقفة أمس، التي عطلت الدراسة في المؤسسة المذكورة، تصعيدا للاحتجاج ورغبة في الدفع بالمسؤولين إلى إيجاد حلول مستعجلة لما يراه السكان المعنيون مشكلا بات يقض مضجع الجميع. وقد أبلغت أطر من نيابة التعليم في المدينة الغاضبين، عند زيارتها لهم أثناء الوقفة، بأن الأمر لا يعدو أن يكون استعارة مؤقتة، في انتظار إيجاد المؤسسات القادرة على استيعاب تلامذة مختلف المستويات، فيما طالب الآباء بتصاريح مكتوبة، توثق ما وصفوه ب«التزامات الجهات الوصية على التعليم».