سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أيت حمو : جمعيتنا بدون موارد وكل ما أنجزناه على الأرض كان بفضل الأعمال التطوعية رئيس «الجمعية الوطنية لتنمية الصبار» قال إن التسويق مشكل رئيسي تواجهه معظم المنتجات الفلاحية
تعاونيات وجمعيات كثيرة نجحت رغم قلة الموارد، ومنها ما استطاعت تنظيم ملتقيات دراسية حول مجالات أنشطتها حضرها أساتذة جامعيون ومختصون من دول أخرى، وتجربة الجمعية الوطنية لتنمية الصبار تدخل في هذا الإطار، حيث قال المهندس الفلاحي ورئيس الجمعية « عبد الرحمان أيت حمو» في حوار مع «المساء» إن الصبار بالمغرب متواجد في 120 ألف هكتار ومردوديته في حدود 10 أطنان للهكتار لكن لا يتم جني واستغلال هذا الإنتاج الإجمالي إلا في حدود 40 إلى 50 في المائة حسب المناطق، وأكد أن الجمعية رفعت عدة ملتمسات من أجل الحصول على دعم من عدة جهات لكنها للأسف لم «تتلق أي رد، كما لاحظ أن حظوظ تواجد بعض الجمعيات والتعاونيات بالمعارض الدولية يفوق بكثير حظوظ أخريات. - تم تأسيس جمعية تعنى بالصبار منذ أكثر من 5 سنوات، لماذا هذه الجمعية؟، وكم يبلغ عدد الجمعيات المتخصصة بالمغرب في الصبار؟ ترجع فكرة إنشاء الجمعية الوطنية لتنمية الصبار إلى سنة 1998، فخلال اليوم الوطني الأول للصبار طرحت من خلال عرض حول واقع الصبار، اقتراحا بضرورة خلق إطار يضم جميع المهتمين بهذه الزراعة من مهندسين وباحثين، لكن بقي الاقتراح حبيس الأرشيف ولم نتمكن من تأسيس الجمعية إلا في مارس 2006 أي بعد تفرغ عدد من الأطر الذين اختاروا تجربة المغادرة الطوعية، حيث تأسست الجمعية الوطنية للعمل على تحقيق أهداف نبيلة حددها القانون الأساسي في ثلاثة محاور رئيسية أهمها المحافظة وتوسيع المساحات المخصصة للصبار من خلال الدراسات والحث على صيانة مزارع الصبار المتوفرة حاليا، وكذا في مجال تثمين الصبار وتشجيع كل نشاط يهدف إلى تحسين تثمين الصبار ودعم دوره في الاقتصاد الوطني، من خلال استعماله في شتى المجالات كتغذية الإنسان وعلف الماشية والصناعة الفلاحية والغذائية والطاقة والصناعة الصيدلية والتجميلية، والهدف الثالث يتعلق بمجال التعاون و تقوية العلاقة المهنية بين المهتمين بالصبار من خلال التعاون مع المنظمات والهيئات المغربية والدولية المهتمة بقطاع الصبار ومشتقاته وتبادل الخبرات والأبحاث والزيارات معهم.
- وماذا عن تاريخ نبات الصبار بالمغرب؟ يعود تاريخ بداية انتشار نبات التين الشوكي في المغرب إلى الفترة الممتدة بين نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن الذي يليه، فالمراجع التي اهتمت بالموضوع تفيد بأن المستكشفين الأوائل الإسبان لما نزلوا بالمكسيك سنة 1519 ميلادية أثار الشكل الخارجي لنبات الصبار انتباههم، فقرروا عند عودتهم استقدام عينات من ألواح الصبار، واستقدم الإسبان أيضا عينة من الحشرة القرمزية التي تعيش على بعض أنواع الصباريات لتنتج مادة غالية الثمن وهي الصبغة القرمزية، حيث احتكرت إسبانيا تجارة هذه المادة ومنعت تصدير ألواح الصبار لما يزيد عن قرنين من الزمن، وكانت جزر الكناري تشكل مركزا لإنتاج وتصدير الصبغة القرمزية، وباعتبار الجوار الجغرافي للسواحل المغربية وجزر الكناري فمن المحتمل أن تكون النبتة قد أدخلت للمغرب بين 1777 و1850 ميلادية، ونلاحظ أن الصبار يشار إليه في الجنوب المغربي بكلمة «أكناري» مما يقوي فرضية مجيئه من تلك الجزر، لذلك يجوز لنا القول إن المغرب شكل البوابة التي من خلالها انتشر الصبار بباقي مناطق شمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط .
- هل هناك انتشار كاف لزراعة الصبار بالمغرب؟ انتشر الصبار في معظم مناطق المغرب، ويرجع سبب انتشاره إلى سهولة زراعته وربما أيضا إلى أشواكه، لأن المزارعين كانوا يستعملونه لتسييج حقولهم ولحجب الرؤية عن بيوتهم، لذلك نلاحظ أيضا أن الصبار يشار إليه في بعض المناطق ب «الدرگ» أي العازل، إذ لم تكن للتين الهندي أهمية تذكر، بل كان وإلى عهد قريب يثير ذكره السخرية ولا يعرض بين الفواكه في الأسواق، لكن خلال سنوات الجفاف المتتالية في التسعينيات من القرن الماضي برزت أهمية الصبار كمخزون علفي لإنقاذ الماشية مما جعله يحظى آنذاك بنصيب في البرامج الوطنية الخاصة بمحاربة آثار الجفاف ثم في بعض مشاريع الاستثمار في الدوائر غير المسقية، والواقع أن زراعة الصبار لم تعرف انتعاشا ملحوظا إلا خلال السنوات الأخيرة مع انطلاق مشروع «المغرب الأخضر»، خاصة بعد إشراف الملك محمد السادس على تدشين مشاريع تنموية من بينها مشروع غرس الصبار بإقليم كلميم .
- هل هناك مناطق غير مستغلة؟ يتواجد الصبار في معظم مناطق المغرب، فنادرا ما تزور منطقة ما دون أن تلاحظ تواجد هذا النبات، إلا أن كثافته تختلف من منطقة إلى أخرى، ولعل من أهم المناطق إنتاجا نجد منطقة الرحامنة وأيت باعمران والحسيمة وكلميم وكذا ضواحي البيضاء ومنطقة اقرمود بإقليم الصويرة، ووادي زم ومناطق دكالة، ومن مميزات المغرب أنه يتمتع بتنوع جهاته الإيكولوجية مما يجعلنا قادرين على إنتاج أنواع مختلفة من فاكهة الصبار تستجيب لمختلف الأذواق وطلبات السوق وفي مواسم مختلفة، وقد أتيحت لي فرصة تنشيط دورات تكوينية في مختلف جهات ومدن المملكة مثل الشاون والدارالبيضاء واليوسفية وسطات والصخور والقلعة والعيون وبوجدور، واستنتجت أن « لكل منطقة صبارها»، بمعنى أنه لتنمية هذه الزراعة في منطقة معينة لا بد أن نستحضر الخصوصيات الإيكولوجية والفلاحية لتلك المنطقة.
- هل هناك اهتمام بهذه النبتة من طرف المسؤولين؟ كما ذكرت شكل مشروع «المغرب الأخضر» إطارا مشجعا لتنمية زراعة الصبار، ففي حوار للكاتب العام لوزارة الفلاحة نشرته جريدة «المساء» سنة 2008، ذكر أن الحبوب غير صالحة في حوالي مليون هكتار، مما يستدعي ربما التحول إلى أشجار الزيتون أو اللوز أو الصبار، ويتجسد الاهتمام بالصبار أيضا من طرف المسؤولين في مختلف البرامج المنجزة أو المزمع إنجازها في إطار المشاريع الجهوية للمخطط الأخضر، ففي المنطقة الوسطى كالرحامنة مثلا سوف تتسع مساحات الصبار خلال السنوات المقبلة بمعدل 6000 هكتار في السنة وسوف تنشأ تعاونيات نسوية لتثمين هذا المنتوج.
وبالنسبة للمخطط الأخضر، هل تستفيدون منه؟ استفادتنا من المخطط الأخضر تتجلى أولا وأخيرا في ابتهاجنا للأهداف الاستراتيجية للمخطط التي تتلاقى والأهداف النبيلة لجمعيتنا، نحن كلما رأينا مبادرة أو مشروعا جديا يتوخى استفادة بلادنا من مميزات الصبار كلما أحسسنا بالسعادة و تلك استفادة معنوية لها قيمتها.
- نظمت الجمعية خلال هذه السنة عدة أنشطة، كان آخرها أياما دراسية حول الصبار شارك فيها أساتذة جامعيون من مختلف دول العالم، ما هي أهم الخلاصات التي خرجتم بها؟ ما نظمناه مؤخرا من أنشطة مختلفة يأتي في إطار الدورة الثانية للجامعة الدولية المتنقلة للصبار، فبرنامج هذه الدورة تضمن ندوات علمية ودورات تدريبية وزيارات ميدانية استهدفت مختلف الشرائح الاجتماعية من مستهلكين ونساء قرويات وأطفال المدارس، وتختلف الأهداف حسب نوع النشاط والفئة المستهدفة، ففي الدارالبيضاء مثلا قدمنا عروضا علمية حول واقع البحث العلمي بالمكسيك والمرتبط بالفوائد الغذائية والصحية والتجميلية للصبار، تلتها ورشتان تطبيقيتان لتحويل الصبار إلى مواد غذائية وتجميلية، وكان الهدف من تنظيم هذا النشاط بالعاصمة الاقتصادية هو تحسين صورة الصبار والتعريف بفوائده لدى الرأي العام في استراتيجية تعتبر أن الرفع من استهلاك الصبار ومشتقاته سيتطلب الزيادة في الإنتاج وتنشيط قنوات التسويق وبالتالي تحسين مداخيل المزارعين وتقوية ارتباطهم بالأرض.
- هل ستستمرون في هكذا أنشطة مستقبلا، أم ستنتقلون إلى تنظيم معارض مثلا؟ لقيت فكرة الجامعة الدولية المتنقلة استحسانا من طرف المهتمين بتنمية الصبار لأنها استضافت خبراء غير عاديين تمكنوا من بسط معرفتهم أمام المشاركين وفي مختلف المدن والقرى المغربية، ومن خلال تفاعل المشاركين المستفيدين من الورشات التكوينية تبين أننا في حاجة لمثل هذه الدورات وخاصة الجانب التطبيقي منها، حيث سنعمل على مواصلة تنظيم الجامعة المتنقلة للصبار وسوف نطور الخدمات التي تقدمها للمشاركين، كما سننظم بالموازاة مع ذلك «المعرض المتنقل للصبار» الذي سيحل بمختلف المدن قصد تقريب منتجات الصبار لأكبر عدد من المواطنين، وندعو كل المنتجين من تعاونيات وخواص للمشاركة في هذا المعرض الفريد من نوعه، كما أن مشاركة الباحثين الجزائريين في الأيام الدراسية سيشجعنا على المضي قدما من أجل التأسيس لتعاون مغاربي فضلا عن التعاون المغربي- الأمريكي اللاتيني، وسنصدر تقريرا مفصلا حول هذه الدورة عما قريب.
- ألا تفكرون في الانتقال إلى فضاء أوسع للاشتغال، مثلا تعاونية فلاحية متخصصة في الصبار، أو إنشاء اتحاد يضم جميع الجمعيات المتخصصة في النبتة؟ أعتقد أن فضاء الجمعية أوسع من التعاونية ولكل من هذه المنظمات دورها في تنمية القطاع، نحن نقوم بتأطير التعاونيات الراغبة في الاستفادة من مهنية الأطر المنخرطة والصديقة للجمعية الوطنية لتنمية الصبار، بل إن عددا من المنخرطين في الجمعية يعتبرون أيضا حاملين لمشاريع خاصة بهم أو لتعاونياتهم، أما عن عدد الجمعيات المتخصصة في النبتة فهي كثيرة وأعتقد أن بلادنا تتسع بل في حاجة إلى جميع المبادرات شريطة أن تكون النوايا والنتائج حسنة ترفع من قيمة العمل الجمعوي، وبالنسبة للإتحاد فقد بينت التجربة أن مثل هذه التجمعات لا تعرف النجاح إلا إذا أسست على قواعد سليمة ووضعت أهدافا دقيقة وأشركت جميع المعنيين وهذا ما نأمل أن يتحقق.
- كجمعية، ما هي العراقيل التي تصطدمون بها لتحقيق أهدافكم؟ لا أخفيك أن طموحاتنا كبيرة جدا، لكن لا ننجز إلا ما استطعنا إليه سبيلا، فنحن جمعية بدون موارد وكل ما أنجزناه على الأرض كان بفضل الأعمال التطوعية، أما بالنسبة للعراقيل فقد تقلصت حدة التحريض علينا الذي كنا نعانيه منذ ميلاد الجمعية الوطنية، وهو تحريض من بعض الأشخاص سامحهم الله ونعتبرهم أصدقاء على كل حال.
- هل هناك دعم من الدولة لما تقومون به من أبحاث وتنظيم أيام دراسية؟ قبل تنظيم الدورة الثانية للجامعة الدولية المتنقلة للصبار رفعنا ملتمسات من أجل الحصول على دعم عدد من الجهات، لكن للأسف لم نتلق أي رد، ربما لم تستجب الجهات التي توصلت بملتمس في الموضوع لأن الدعم يتطلب مساطر إدارية ضرورية، أو لأن حظنا هكذا، نحن تعلمنا من نبات الصبار عدة قيم أهمها الصبر والاكتفاء بأقل الموارد لتحقيق أكبر قدر من الفوائد، لكن دعني أشكر بعض الأشخاص الذين خففوا عنا بمساهمات وصلت في إجمالها إلى عتبة 5000 درهم، واشكر أيضا المشاركين الذين تفهموا وضعنا المادي واقتنوا تذاكر الغذاء، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى ضيوفنا الأساتذة المكسيكيين والأستاذ الجزائري، الذين تحملوا مصاريف زيارتهم لنا. - لم تشاركوا في المعرض الأخير للاقتصاد التضامني والاجتماعي، ما السبب؟ وهل يتم اختيار الجمعيات والتعاونيات بواسطة معايير محددة؟ أعتقد أن الهدف من تنظيم هذا المعرض الجميل هو تمكين التعاونيات من التعريف وبيع منتجاتها وإبداعاتها، لكن لما رأيت عدة أروقة بالمعرض، تمنيت لو كانت جمعيتنا ضمن لائحة المدعوين، لكن رغم ذلك حضرنا وزرنا كل تعاونيات الصبار وكانت نقاشات مفيدة جدا، وتابعنا أيضا جانبا من بعض دورات التكوين، كما زرنا أروقة بعض المؤسسات التي سررنا بإعجابها بما نقوم به من مبادرات، أما الشق الثاني من سؤالكم، فالمنظمون للمعرض أدرى بتلك المعايير ولا أشك في موضوعيتها، لكن حبذا لو عرفت لتطمئن الجمعيات والتعاونيات غير المستضافة، والشيء نفسه ينطبق على المعارض الدولية، حيث يلاحظ أن حظوظ بعض التعاونيات يفوق بكثير حظوظ أخريات.
- كم يبلغ إنتاج الصبار بالمغرب، وهل يتم تصدير هذه الفاكهة؟ تقدر مساحة الصبار بالمغرب بحوالي 120 ألف هكتار، وإذا ما اعتبرنا معدل المردودية في حدود 10 أطنان للهكتار، فإن ذلك يعني أن إنتاجنا الوطني قد يناهز 1.2 مليون طن، لكن لا يتم جني واستغلال هذا الإنتاج الإجمالي إلا في حدود 40 إلى 50 في المائة حسب المناطق، وبالنسبة للتصدير، فالمغرب يصدر فاكهة الصبار وإن بكميات متواضعة بالنسبة لما يمكن تصديره، لكن أعتقد أن صادراتنا ستعرف نموا ملحوظا خلال السنوات المقبلة، وأتمنى أن تتطور طرق الإنتاج لمواجهة منافسة الدول الأخرى.
- يعتبر زيت الصبار من أغلى الزيوت في العالم، هل انخرط المغرب في إنتاج هذا الزيت وكم هو حجم الإنتاج؟ غلاء زيت الصبار يعود بالأساس إلى النسبة الضئيلة بنسبة 2 في المائة التي يتواجد بها في البذور والتي لا تشكل بدورها سوى 11 في المائة من وزن الفاكهة، إن غلاء هذا الزيت وسهولة استخلاصها هو الذي أدى إلى تضاعف عدد المنتجين منظمين وغير منظمين مما يجعل من الصعب معرفة الكميات المنتجة، ومن المؤكد أن زيت الصبار يتم تصديره لكن بكميات محدودة.
- وماذا عن مشاكل تسويق زيت الصبار؟ يعتبر التسويق أحد المشاكل الرئيسية التي تواجهها معظم المنتوجات الفلاحية خامة كانت أو محولة، وزيت بذور الصبار لا يحيد عن هذه القاعدة، ولحل هذه الإشكالية لا بد من فهم الأسباب التي أدت إلى تدني الكميات المسوقة، وعلى رأس هذه الأسباب ينظر إلى السعر المقترح من طرف المنتجين على أنه يتجاوز بكثير طاقة المستهلك، أما المنتجون وعددهم يتضاعف يوما عن يوم، فيبررون ارتفاع السعر بالكميات الكثيرة من الفاكهة اللازمة لاستخلاص زيت الصبار، فالحصول على لتر واحد من هذه المادة يتطلب تحويل ما بين 700 و800 كلغ من الثمار، وذلك حسب نوع الصبار وفترة جنيه، ولتحقيق معادلة ربحية بين المنتج والمستهلك أعتقد أنه لابد من اتخاذ خطوات منها اختيار الوقت والفاكهة المناسبين لتحقيق أكبر مردودية، واستغلال بقايا التحويل مثل القشور واللب لتحقيق أرباح إضافية، وكذا الإبداع في صناعة مواد تجميلية يدخل الزيت في تركيبتها وعدم الاكتفاء بعرضه في شكله الخام، واختيار آلات التحويل لضمان جودة عالية، دون نسيان القيام بأبحاث وتجارب لطمأنة المستهلك بخصوص الفوائد الموعودة لزيت الصبار، وتنظيم المنتجين قصد التعاون و تحقيق المنافسة الشريفة.
- هناك تخوف من استغلال المادة في إنتاج الزيوت إلى درجة أن المستهلك المغربي سيجد نفسه يشتري «هندية» بسعر 3 أو 4 دراهم، كما حدث مع «زيت الاركان» الذي أصبح سعره ليس في متناول المستهلك المغربي العادي؟ لامجال لهذا التخوف ولا علاقة بين ارتفاع سعر الفاكهة خلال فترة معينة من السنة وإنتاج الزيت، فسعر الفاكهة مرتبط بميزان العرض والطلب، ونحن في المغرب نحب التين الشوكي ونستهلك منه كميات كثيرة، وهذا جميل لما لهذه الفاكهة من مزايا على صحة الإنسان، والأسعار القياسية التي ذكرتم ربما سجلت في شهر مارس أو ابريل حيث تمكن أحد المزارعين من توفير سلعته خارج الموسم العادي.
- هل يمكن أن تحول نبتة الصبار إلى زراعة بديلة خصوصا أنها لا تحتاج إلى مياه كثيرة؟ إن من أهم مزايا الصبار أن حاجياته من الماء قليلة وهذا مهم جدا في ظل التحولات المناخية التي تتسم بندرة المياه و زحف التصحر، ويتفوق الصبار على النباتات الأخرى بفاعليته العالية في استعمال الماء، إذ يكتفي بنصف ما تحتاجه الذرة مثلا لإنتاج نفس الكمية من المادة الجافة، لذلك يمكن اقتراح الصبار كزراعة بديلة في عدة مناطق، وأيضا يمكن لهذا النبات أن يشكل بديلا بالنسبة للعلف المخصص للمواشي كالأغنام و الماعز، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الغابات والمراعي التي تتعرض للتدمير عن طريق الرعي العشوائي.
- هل يمكن استخراج بعض المواد التجميلية من الصبار، وهل المغرب انخرط بشكل جيد في هذه الصناعة أم لا زالت جنينية؟ نعم و بكل تأكيد. فخلال الجامعة الدولية المتنقلة للصبار قدم لنا الباحثون المكسيكيون نماذج كثيرة من المنتجات التجميلية و الصيدلانية التي تنتج من الصبار، وفي المغرب هناك جهود حثيثة تقوم بها بعض الوحدات الصناعية لكن يجب أن نعترف بأننا مطالبون بتطوير البحث في هذا الميدان.
- هل يمكن لنبات الصبار أن يصبح في المستقبل مثل «الاركان»، أي أن يتفوق عالميا في إنتاجه وتصديره؟ مستقبل زيت الصبار مرتبط بمدى قدرتنا على تطوير صناعة تنافسية مع العلم انه إذا كان المغرب هو المنتج الوحيد للأركان فإن الأمر يختلف بالنسبة للصبار الذي ينتشر في دول كثيرة.